الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المرأة تحت حكم طالبان | تعيش وضعا صعبا وفقدت كل المكاسب |قراءة

النساء الأفغانيات
النساء الأفغانيات

تمكنت حركة طالبان من السيطرة على الحكم في أفغانستان بعد أن نجحت في منتصف أغسطس الماضي من دخول العاصمة الأفغانية كابول، التي تركها الرئيس أشرف غني، وفر هاربا.

ومنذ ذلك الوقت وتعيش أفغانستان أوضاعا صعبة خاصة النساء، حيث فقدن الكثير من المزايا والمكاسب التي حصلن عليها خلال الـ 20 عاما التي كانت طالبان فيها بعيدة عن حكم البلاد، وتم تقيد حركتهن تماما وواجهنا الكثير من المتابع.

وأصدر مرصد مكافحة الإرهاب بمؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، اليوم الأحد، تقريرا بعنوان «عصر جديد من حكم طالبان 2021: انتهاكات حقوق المرأة».

وأكد التقرير، أن الحرب الأهلية بين الفصائل المختلفة داخل أفغانستان أصابت البنية التحتية للبلاد بالتدهور، وأهدرت الكثير من الموارد، مما جعلها بيئة صديقة لظهور الجماعات المتطرفة.

وتضمن التقرير الوضع الأفغاني منذ ظهور طالبان في التسعينيات، وكيف أثر تدخل القوتين العظميين الرئيسيين «الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية» على الحياة في أفغانستان؟، فضلاً عن كيفية تأثير قرار الولايات المتحدة بـ الانسحاب من أفغانستان في أغسطس 2021 على الوضع في أفغانستان وعواقب هذا القرار.

وأشار التقرير إلى أن حركة طالبان بدأت في انتهاك حقوق الإنسان داخل أفغانستان منذ ظهورها في التسعينيات بدعوى أنها تلتزم بالشريعة الإسلامية، ومنذ أن تمكنت طالبان من الوصول إلى السلطة في أفغانستان في التسعينيات وهي في صراع مع القوتين العظميين في العالم، الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، حيث اعتقدت كلا الدولتين، أن «التدخل في أفغانستان هو الأفضل بالنسبة لهما لتحقيق أهدافهما».

وناقش التقرير عدد من المحاور أهمها:

• ظهور طالبان والصعود إلى السلطة، التسعينيات - 2001: الأصول، الهوية، المعتقدات، حيث ظهرت حركة طالبان، أو «الطلاب» بلغة الباشتو، في أفغانستان عام 1994، حول مدينة قندهار جنوب أفغانستان.

وكانت إحدى الفصائل التي خاضت حربا أهلية للسيطرة على البلاد بعد انسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان وانهيار الحكومة، وبدأوا بتجنيد أعضاء ما يسمى بالمجاهدين الذين دعمتهم الولايات المتحدة.

ولقد قطعوا وعدًا لمناطق البشتون القريبة من باكستان لاستعادة السلام والأمن وفرض نسختهم الصارمة من "الشريعة الإسلامية" بمجرد وصولهم إلى السلطة.

وسيطرت طالبان على ما يقرب من 90٪ من أفغانستان بحلول عام 2001، وسيطرت على كل شمال أفغانستان باستثناء جزء صغير جدًا.

• فيما يتعلق بحكم طالبان من التسعينيات حتى الوقت الحاضر، فقد أوضح التقرير بعض النقاط الهامة تتمثل فيما يلي:

1_ نفذت طالبان عقوبات تتماشى مع تفسيرها الصارم للشريعة الإسلامية مثل الإعدام العلني للقتلة والزناة المدانين، وبتر الأطراف لمن ثبتت إدانتهم بالسرقة.

2_ كان يُطلب من الرجال إطلاق اللحي، وكان على النساء ارتداء البرقع الذي يغطي الجسم بالكامل.

3_ حظرت طالبان التلفزيون والموسيقى والسينما وحظرت الفتيات في سن العاشرة وما فوق من الذهاب إلى المدارس، وقد اتُهموا بارتكاب انتهاكات متعددة لحقوق الإنسان والثقافة.

4_ ظلت طالبان في صراع مع القوات الأمريكية في أفغانستان لمدة 20 عامًا انتهى بانسحاب القوات الأمريكية بالكامل من أفغانستان في أغسطس 2021.

5_ في 26 يوليو 2021 ، أفادت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان عن مقتل (1659) مدنياً وجرح (3245) بزيادة قدرها (47%) مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

6_ شكلت النساء والأطفال ما يقرب من نصف كل هؤلاء الضحايا المدنيين بنسبة (46%) للنساء و(32%) من الأطفال، فضلاً عن (468) قتيلاً و(1214) جريحا، وكانت نسبة (14%) من الضحايا المدنيين من النساء، حيث قُتل (219) وجُرح (508).

• انتهاكات طالبان ضد المرأة في أفغانستان

وفيما يتعلق بانتهاكات طالبان لحقوق المرأة، فقد أوضح التقرير، أن هناك العديد من الانتهاكات تمثلت في منع النساء من ممارسة الرياضة، وحظر التعليم المختلط في 29 أغسطس 2021، كما صدر  قرارا يفرض على جميع الطالبات والمعلمات والموظفات في الكليات والجامعات ارتداء عباءة إسلامية سوداء ونقاب يغطي الشعر والجسم ومعظم الوجه.

كما نص القرار على وجوب الفصل بين الفصول الدراسية حسب الجنس، كما أشارت بعض التقارير إلى إغلاق بعض المدارس وتدميرها من قبل طالبان خاصة في المناطق الريفية، كما منعت الفتيات من الذهاب إلى المدرسة بعد نجاحهن في الصف السادس.

ومنعت النساء أيضاً من الذهاب إلى العمل، حيث طلبت طالبان من النساء في القوى العاملة إرسال أقاربهن الذكور ليحلوا محلهن.

وفي أوائل شهر يوليو، عندما بدأت طالبان في السيطرة على أجزاء من مدينة قندهار، أصدرت تعليمات لتسع نساء بمغادرة مكاتبهن في بنك عزيزي؛ نفس السيناريو تكرر في بنك ملي في هرات بعد أيام قليلة، كما أنه لا يسمح للنساء في أفغانستان بالخروج بمفردهن.

وفيما يتعلق بالبيئة السياسية في أفغانستان بعد عودة طالبان للحكم في عام 2021، فإنه لم يتم تضمين النساء والأقليات العرقية المختلفة في حكومة طالبان الجديدة.

وأعلنت حركة طالبان في 7 سبتمبر، تشكيل حكومة تصريف أعمال والتي خلت من وجود امرأة واحدة في منصب وزاري.

وخلا التشكيل الوزاري الجديد من وزارة شؤون المرأة، "لم تعد موجودة في الحكومة المعينة من قبل طالبان"، وأعيد إنشاء وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

حرية الرأي تحت حكم طالبان

• فيما يتعلق بحرية الرأي فقد ذكر التقرير ما يلي:

1_ منذ أن استولت طالبان على العاصمة كابول أعتُقل الصحفيين وتعرضوا للضرب ثم أطلق سراحهم من قبل طالبان، خاصة أثناء تغطية الاحتجاجات في 8 سبتمبر.

2_ ألقت حركة طالبان القبض على خمسة صحفيين يعملون لصالح شركة إتيلاتروز في كابول أثناء تغطيتهم الاحتجاجات في المدينة.

3_ هناك صحافيتين قالتا إنهما تواجهان الكثير من التهديدات من حركة طالبان منذ سيطرتهما على كابول، حيث اضطرت إحدى هاتين المرأتين إلى مغادرة البلاد بعد أن أبلغها مكان عملها أن حياتها في خطر.

4_ قامت طالبان بإيقاف بث صحافيتين تعملان في إذاعة وتلفزيون أفغانستان ومنعتا من دخول مكاتبها بعد وقت قصير من سقوط كابول. وفقًا للجنة حماية الصحفيين.

5_ تحظر ما يسمى بـ "القواعد الإحدى عشرة للصحافة"، لطالبان نشر أو بث التقارير التي "تتعارض مع الإسلام" و "المحتوى الإخباري المشوه"، كما أن هناك توجيه أحدث يتطلب أن تشير وسائل الإعلام إلى طالبان باسمها الرسمي: "إمارة أفغانستان الإسلامية ".