EN 
داخل غرفة الرعاية المركزة بمستشفى خاص في شارع أحمد عرابي بمنطقة المهندسين، يرقد عدد من الرجال والسيدات يلتقطون أنفاسهم بصعوبة نتيجة الفيروس اللعين “كوفيد 19” الذي يأكل رئاتهم، بجوار سرير كل منهم جهاز تنفس صناعي يخرج منه ماسك موضوع على وجوههم لتغذيتهم بالأكسجين الناقص، لحظات قليلة من السكون داخل الغرفة التي لا يسمع فيها سوى طنين الأجهزة الطبية تحولت فجأة لصرخات وعلامات فزع تعلو الوجوه.
نيران مفاجئة ورعب
نيران اندلعت فجأة من أحد أجهزة التنفس الصناعي، وهرع الأطباء وطاقم التمريض لإنقاذ المرضى، بينما لا يزال كل مريض مقيدا في سريره بكمية من الأسلاك وأقنعة الأكسجين يرى كل منهم الموت بعينيه، النيران تتزايد والصرخات تعلو بينما بدأ بعض المرضى الذين يقاومون الفيروس الفتاك “كوفيد 19” في حرب جديدة ضد الدخان الذي كتم أنفاسهم وتحولت وجوههم للون الأزرق.
سيارات الإسعاف بدأت تحيط بالمستشفى، لكن تلك المرة ليس لإحضار مرضى بل نقل آخرين خارجه لمستشفيات أخرى، لإنقاذ من يمكن إنقاذه، بينما يحيط رجال الإطفاء بالمبنى يمدون خراطيم المياه صعودا للطابق الثاني لإخماد حريق يلتهم أجهزة وأسَّرة المرضى في غرفة الرعاية المركزة المخصصة لعزل وعلاج مرضى فيروس كورونا المستجد.
إخلاء الرعاية من المرضى
هرع الأطباء ورجال الحماية المدنية لإخلاء غرفة الرعاية المركزة وإنقاذ المرضى، إلا أن ٤ منهم لم يحتملوا الأدخنة التي ملأت رئاتهم ففارق عجوزان الحياة فورا نتيحة الاختناق، وتم إخضاع الاثنين الآخرين للعلاج.
شقيق تيسير فهمي أحد الضحايا
كان من بين ضحيتي الحريق، عجوز في العقد السابع من العمر يدعى “علي حسن فهمي”، تبين فيما بعد أنه شقيق الفنانة تيسير فهمي، التي أعلنت عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” وفاة شقيقها بعد ٩ أشهر فقط من وفاة شقيقتها.
تحريات الأجهزة الأمنية كشفت أن شقيق الفنانة تيسير فهمي كان يعالج من إصابته بفيروس كورونا، وأوضحت التحريات أن المتوفى وسيدة أخرى تحمل جنسية دولة أفريقية فارقا الحياة نتيجة اختناقهما من أدخنة الحريق ولم تصبهما أية حروق.
القبض على المدير الإداري
ألقت الجهات الأمنية القبض على المدير الإداري لمستشفى خاص بالمهندسين عقب نشوب حريق بغرفة الرعاية المركزة ومصرع مريضين وإصابة 2 آخرين، للتحقيق معه في أسباب الواقعة.
سبب الحريق
وأشار فحص رجال الأدلة الجنائية عقب إخماد الحريق، إلى أن “ماس كهربائي” حدث في جهاز تنفس صناعي داخل غرفة الرعاية المركزة لعزل مرضى كورونا، ما أسفر عن انتشار الحريق بالغرفة ومصرع مريضين رجل وسيدة يتخطى عمرهما سبعين عاما، أحدهما مصاب بكورونا، كما أصيب 2 آخران تم إخراجهما من غرفة الرعاية لإسعافهما.
بلاغ وسيطرة
سيطرت قوات الحماية المدنية بالجيزة، على حريق نشب بطابقين بأحد المستشفيات الخاصة بشارع أحمد عرابي بمنطقة المهندسين بدائرة قسم شرطة العجوزة.
تلقى ضباط مباحث قسم شرطة العجوزة بمديرية أمن الجيزة، إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها نشوب حريق داخل أحد المستشفيات الخاصة بشارع أحمد عرابي بمنطقة المهندسين بدائرة القسم، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية مدعومة بـ4 سيارات إطفاء وسيارة إسعاف، وتم فرض كردون أمني لمحاصرة النيران ومنع امتدادها إلى المجاورات، وتبين أن الحريق نشب بالطابق الأول وامتد للثاني وتمت السيطرة على الحريق وإخماده.
تم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة والعرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
ليست المرة الأولى
في شهر يونيو من العام الماضي، وقع حادث مشابه داخل مستشفى البدراوي الخاص، فرع محمد نجيب بمنطقة سيدي بشر بدائرة قسم المنتزه، بالاسكندرية، نتج عن ماس كهربائي بأحد أجهزة التكييف داخل وحدة العناية المركزة وامتد إلى الغرف المجاورة.
وتبين من الفحص حينها أن الحريق اندلع في مكان مخصص لعزل مصابي كورونا، ما أسفر عن مصرع 7 مرضى وهم 6 رجال وسيدة نتيجة اختناقهم.
وكشفت المعاينة التي أجرتها النيابة العامة اندلاع الحريق بـ«غرفة وحدة العناية المركزة» بالمستشفى، والتقت النيابة خلال المعاينة بـ«مدير العناية المركزة» الذي أفاد بتخصيص الغرفة لاستقبال وعلاج حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وسألت طبيبًا بشريًّا بالغرفة التي وقع بها الحريق فقرر اندلاعه من وحدة المكيف الهوائي بالغرفة، مؤكدًا عدمَ اشتباهه جنائيًّا في الحادث، كما سُئل مسئول الاستقبال بالمستشفى فأكد أنَّ بدايته من داخل وحدة المكيّف الهوائي المذكور، وأنه حاول إخماده فور اندلاعه باستخدام أجهزة الإطفاء اليدوية ولكنه لم يتمكّن من ذلك، حيث تصاعدت ألسنة اللهب وامتدت حتى حضرت سيارات الإطفاء وسيطرت عليها.
