الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل الأفعى ملعونة وساعدت إبليس في دخول الجنة؟

هل الأفعى ملعونة
هل الأفعى ملعونة وساعدت إبليس في دخول الجنة

هل الأفعى ملعونة وساعدت إبليس في دخول الجنة يتردد كثيرا أن إبليس لما أراد أن يدخل الجنة ، ليستزل آدم وحواء عليهما السلام ، فدَخل في جوف الحية ، فلما دخلت الحية الجنة ، خرج إبليس من جوفها ، كما يقال  إن عدو الله إبليس عرض نفسه على دوابّ الأرض أيُّها يحمله ، حتى يدخل الجنة معها ويكلم آدم وزوجته ، فكلّ الدواب أبى ذلك عليه ، حتى كلّم الحية ، فقال لها : أمنعك من ابن آدم ، فأنت في ذمتي إن أنت أدخلتِني الجنة . فجعلته بين نابين من أنيابها ، ثم دخلت به ، فكلمهما من فيها .. تتردد هذه القصة كثيرا لكن في السطور القادمة نوضحها حقيقتها كاملة.

 

هل الأفعى ملعونة وساعدت إبليس في دخول الجنة 

هل الأفعى ملعونة وساعدت إبليس في دخول الجنة قال ابن كثير رحمه الله : ذكر المفسرون من السلف كالسدي بأسانيده ، وأبي العالية ، ووهب بن منبه وغيرهم ، أخبارا إسرائيلية عن قصة الحية ، وإبليس ، وكيف جرى من دخول إبليس إلى الجنة  وقيل : إن الْحَيَّةَ كَانَتْ خَادِمَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الْجَنَّةِ ، فَخَانَتْهُ بِأَنْ مَكَّنَتْ عَدُوَّ اللَّهِ مِنْ نَفْسِهَا ، وَأَظْهَرَتِ الْعَدَاوَةَ لَهُ هُنَاكَ ، فَلَمَّا أُهْبِطُوا تَأَكَّدَتِ الْعَدَاوَةُ ، وَجُعِلَ رِزْقُهَا التُّرَابَ ، وَقِيلَ لَهَا : أَنْتِ عَدُوُّ بَنِي آدَمَ وَهُمْ أَعْدَاؤُكِ ، وَحَيْثُ لَقِيَكِ مِنْهُمْ أَحَدٌ شَدَخَ رَأْسَكِ .وهذا كله من الإسرائيليات التي لم يثبت منها شيء عن المعصوم .

وذكرت عجائب في هذه القصة ، وأن إبليس عرض نفسه على دواب الأرض كلها فأبت ذلك ، حتى كلم الحية وقال : أمنعك من ابن آدم وأنت في ذمتي إن أدخلتني الجنة ، فجعلته في فمها أو بين نابيها ، وكانت الحية من أحسن الدواب وخزان الجنة ، فكلّمهما من فيها ... وفيما قص الله تعالى في القرآن كفاية عن زيادة رواية غيره " 

 

هل ساعدت الأفعي ابيلس في دخول الجنة والوسوسة لـ " ادام وحواء "

هل ساعدت الأفعي ابيلس في دخول الجنة والوسوسة لـ " ادام وحواء "، أن مثل هذه الإسرائيليات لا يوثق بها ، ولا يعول عليها ، ولا يحتج بها ، ونكتفي بما ورد في الكتاب المجيد لا نزيد عليه ، قال تعالى : ( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى ) طه/120 ، ولا نعلم شيئا من ذلك يصح عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ، وإنما هو شيء يروى عن وهب بن منبه وأبي العالية ومحمد بن قيس والسدي وغيرهم ممن أخذ ذلك عن أهل الكتاب .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن ليث بن أبي سُليم ، عن طاوس اليماني ، عن ابن عباس ، قال : " إن عدو الله إبليس عرض نفسه على دوابّ الأرض أيُّها يحمله حتى يدخل الجنة معها ويكلم آدم وزوجته ، فكلّ الدواب أبى ذلك عليه ، حتى كلّم الحية ... " الحديث ، وفيه : قال ابن عباس : " اقتلوها حيث وَجَدتُموها ، أخفروا ذمَّةَ عدوّ الله فيها " ، فهذا إسناد ضعيف جدا ، ليث بن أبي سليم ، قال الحافظ في التقريب (ص 464) : " صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك "، وابن حميد ، هو محمد بن حميد الرازي ، كذبه أبو زرعة وإسحاق الكوسج ، وجاء عن غير واحد أنه كان يسرق الحديث . وقال النسائي : ليس بثقة .

روى ابن أبي حاتم في " تفسيره " (5/1450) عَنِ السُّدِّيِّ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " فَآتَاهُمَا إِبْلِيسُ فَقَالَ : ( مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ ) ، فَلَمْ يُصَدِّقَاهُ حَتَّى دَخَلَ فِي جَوْفِ الْحَيَّةِ فَكَلَّمَهُمَا " وهذا إسناد ضعيف ، لجهالة الراوي عن ابن عباس .

 

 حقيقة الروايات التي اكدت تعاون الأفعي مع ابليس

حقيقة الروايات التي اكدت تعاون الأفعي مع ابليس نؤكد أن مثل هذا مما لا يعول عليه ، لأنه متلقى عن الإسرائيليات ، وأحاديث أهل الكتاب ، وما يروى فيه عن ابن عباس لا يصح عنه .

هل ستدخل الحيوانات الجنة؟ 

وقال الدكتور  مجدى عاشور، المستشار العلمى لمفتى الجمهورية، عبر صفحة دار الإفتاء الرسمية على «فيسبوك»، إنه وود فى الحديث أن الحيوانات جميعها تفنى، والجنة أعدها المولى عز وجل للبشر أو المُكلفين، وبعض الأحاديث قالت إن الحيوانات ستفنى ولن تتواجد أبدا، حيث إنها غير مُكلفة مثل الإنسان، فقد خلقها الله لخدمة الإنسان في الدنيا ولتحقيق التوازن البيئي.

والحيوانات ستحضر يوم القيامة ليس بصفتها مكلفة وستحاسب، بل ستقتص لنفسها فالمظلوم منها سيأخذ حقه من الظالم يوم القيامة، والحيوانات لها مكان مخصص يلعبون فيه ويأكلون ويشربون ولن يدخل حيوان النار  لأنه غير مكلف. 

هل هناك حيوانات ممنوعة من دخول الجنة؟ 

ويتردد أن الله سبحانه وتعالى طرد الثعبان والطاووس من الجنة، حيث ساعد طائر الطاووس «إبليس» على الدخول للجنة ودله على الشجرة التي أكل منها سيدنا آدم عليه السلام وأخرجه الله سبحانه وتعالى بسببها من الجنة إلى الأرض، وأما الثعبان فكان له قوائم كقوائم البعير، ودخل «إبليس» في جوفها ليغري سيدنا أدم عليه السلام بهذه الشجرة، فغضب الله على الحية وأخرجها من الجنة.

 

وعندما أراد إبليس دخول الجنة وقف على بابها 100 عام، ولما رأى الطاووس طلب منه أن يدخله الجنة، فأخبره الطاووس أنه سيدله عمن يساعده ودله على الثعبان، وكان الثعبان في ذلك الوقت خادما لسيدنا آدم فخانه ومكّن عدوه إبليس منه والوسوسة إليه واكد عدد من العلماء أن الراوية السابقة غير حقيقية، َأن الله سبحانه وتعالى أخرج سيدنا آدم من الجنة بعد وسوسة الشيطان له وزوجته، كما جاء في سورة البقرة :« فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ» .

وجاء في سورة الأعراف « فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ». 

وفي الختام الأمر غير صحيح ولا صحة لمنع حيوان من دخول الجنة، وكل ما قيل عن دخول الشيطان إلى الجنة عن طريق حية غير صحيح ومن بين الإسرائيليات، ولا يوجد في الشرع أي دليل أو آية عن صحة ذلك الأمر، ولو كان صحيحا لذكره الله سبحانه وستعالى في القرآن الكريم أو ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه النبوية.