الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رصين.. هل يسير أولاف شولتس على خطى ميركل في قيادة ألمانيا؟

أنجيلا ميركل وخليفتها
أنجيلا ميركل وخليفتها أولاف شولتس

أدى الديمقراطي الاشتراكي بألمانيا، أولاف شولتس، اليوم الأربعاء، اليمين الدستورية كمستشار جديد للبلاد، لينهي بذلك عصر أنجيلا ميركل، التي تقلدت المنصب لمدة 16 عامًا، قدمت خلاله مسيرة حافلة ومشوار ملئ بالانتصارات.

واختار البرلمان الألماني "البوندستاج"، اليوم الأربعاء، أولاف شولتس "63 عاما"، مستشارا للبلاد، بعد أن حصل على دعم 395 نائبًا، ليحل محل أنجيلا ميركل.

وفوز شولتس كما كان متوقعًا، جاء بعد تتويج لأشهر من المفاوضات بعد فوز الحزب الديمقراطي الاجتماعي بفارق في الانتخابات الفيدرالية سبتمبر الماضي، متغلبًا على الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي حكم لمدة 16 عامًا في عهد أنجيلا ميركل، وفقًا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.

وبات أولاف شولتس المستشار الألماني الجديد بعد أن وقع حزبه الديمقراطي الاجتماعي (SPD) صفقة مع حزب الخضر والديمقراطيين الأحرار لتشكيل ائتلاف حاكم جديد.

وبعد البروتوكولات الاحتفالية في البرلمان الألماني، ذهب شولتس لمقابلة الرئيس الألماني فرانك شتاينماير الذي عينه رسميًا كمستشار جديد للبلاد، ثم أدى اليمين في البرلمان.

وبذلك ينهي شولتس عهد ميركل التي تقاعدت في سن الـ67، وهي أول امرأة تدير ألمانيا، حيث أمضت في السلطة 5860 يومًا.

وحتى الساعات الأخيرة من حكمها، أجرت ميركل اتصالات بزعماء العالم من مكتبها داخل مقر المستشارية الألمانية قبل أن تغادره اليوم للمرة الأخيرة وتسلمه لخليفتها أولاف شولتس.

خطى ميركل

ومن المتوقع أن يسير شولتس الذي وُصِف بـ"الشخصية الصارمة الرصينة" على خطى المستشارة السابقة فـ"لا وقت يضيعه"، إذ أعلن المستشار الألماني الجديد، أنه سيبدأ جولة خارجية في باريس وبروكسل، اعتبارًا من 10 ديسمبر.

ومن المقرر أن يلتقي شولتس، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أكد في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، أن الأول سيزور فرنسا، قائلا: "عزيزي أولاف شولتس، سنكتب الفصل المقبل معًا للفرنسيين والألمان والأوروبيين.. سأراك الجمعة المقبل".

وتعد الزيارة الأولى إلى باريس هي تعبير عن العلاقات الوثيقة والصداقة بين ألمانيا وفرنسا، كما ستركز على القضايا الثنائية والدولية والأوروبية.

وحسبما ذكرت الحكومة الألمانية، من المقرر عقد مؤتمر صحفي مشترك بين المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي.

وفي بروكسل، سيلتقي شولتس رئيس المفوضية الأوروبية فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، بالإضافة إلى الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، للتأكيد على أهمية التحالف لأمن ألمانيا وأوروبا وعبر المحيط الأطلنطي.

ومن المتوقع أن يتم تعيين بقية أعضاء حكومة شولتز يوم الأربعاء، حيث اتفقت أحزاب الائتلاف الثلاثة على كيفية تقسيم المناصب الوزارية العليا فيما بينها، مع حصول الحزب الديمقراطي الاجتماعي على وزارات الداخلية والدفاع والصحة.

وسيتولى حزب الخضر وزارة الخارجية وزارات البيئة والاقتصاد والمناخ التي تم إنشاؤها حديثًا، بينما سيتولى الحزب الديمقراطي الحر وزارات المالية والعدل والتعليم.

ويتسلم شولتس مقاليد السلطة على رأس أول حكومة تكافؤ بالبلاد، تتولى فيها البيئية أنالينا بيربوك وزيرة للخارجية والاشتراكيتين الديموقراطيتين كريستين لامبريشت وزيرة للدفاع ونانسي فيسر وزيرة للداخلية.

ملفات تواجه شولتس

تواجه حكومة شولتس فور تولي مهامهم الجديدة وضعا صحيا متأزما إلى حد غير مسبوق مع تفشي فيروس كورونا المستجد بالبلاد، ومن المرجح أيضًا أن يتم النظر في فرض التطعيم إلزاميًا، وسط ارتفاع إصابات "كوفيد-19".

وحسب وكالة "فرانس 24"، تواجه الحكومة الجديدة ترقبا كبيرا في الملفات الدولية وسط التوتر الجيوسياسي مع روسيا والصين.

يذكر أن مع تولي شولتس وزارة المالية واقترابه من ميركل عندما كان نائبًا لها، كان يستلهم من أسلوبها، حتى أنه يقلدها في الإيماءات، خصوصا إيماءة يدها الشهيرة، لكنه الآن أصبح بمفرده وسيتعين عليه التعامل مع الرؤساء الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينج بدونها، لكن من المتوقع أن يسير على دربها.

فكانت أنجيلا ميركل متحفظة في استخدام خط الأنابيب كسلاح سياسي، ومن المرجح أن يتبنى شولتس الموقف نفسه، خاصة أنه انتقد الأمر سابقًا.

كما يعتزم شولتس مواصلة التعاون مع روسيا في عدة قضايا مثل مكافحة الوباء وتغير المناخ، لكنه أعرب في وقت سابق عن انتقاده لسياسات موسكو تجاه شبه جزيرة القرم والأحداث في شرق أوكرانيا.