قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أثار غضب واشنطن وباريس.. جانتس يقترح دعم الجيش اللبناني

أثار غضب واشنطن وباريس.. جانتس يقترح دعم الجيش اللبناني
أثار غضب واشنطن وباريس.. جانتس يقترح دعم الجيش اللبناني

تشهد المؤسسة السياسية الإسرائيلية حالة من الجدل، على خلفية تسريب وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، بشأن تقديمه مقترحا لدعم الجيش اللبناني، وفق ما أوردته قناة ”أخبار 12“ العبرية.

وقالت القناة العبرية، إن حالة من الغضب تسود أروقة المؤسسة السياسية الإسرائيلية، بعد أن تحدث جانتس علنا، أمس الأربعاء، عن قيامه بإرسال مقترح للجيش اللبناني 4 مرات، ينص على أن إسرائيل مستعدة لمساعدته.



ونقلت القناة عن مصادر سياسية إسرائيلية، لم تسمها قولها، إن حالة من الدهشة والغضب ضد جانتس تنتاب المؤسسة السياسية، كما لفتت إلى شكوى وردت تل أبيب من باريس وواشنطن في هذا الصدد.

ولم يقتصر الأمر عند حديث جانتس العلني، إذ لا يمتلك وزراء بالحكومة الإسرائيلية معلومات بشأن طبيعة المساعدة التي عرضها وزير الدفاع، وزعيم حزب ”أزرق أبيض“ الوسطي الائتلافي.

آخر من يعلم

وجاء في التصريح المنسوب إلى جانتس أنه ”عرض تقديم مساعدة محددة“، دون أن يكشف طبيعة تلك المساعدات.

وبحسب القناة، فقد حصلت على معلومات بأن أحدا في المؤسسة السياسية الإسرائيلية لا يعلم أي تفاصيل عن المقترح الذي عرضه جانتس، ناقلة عن المصادر أن المؤسسات التي تدير العلاقات الخارجية الإسرائيلية ”سمعت عن الأمر من خلال وسائل الإعلام فقط“.

وقالت المصادر، إنه ”في حال عرض جانتس مقترحا لتقديم مساعدات محددة للجيش اللبناني، فإن هذا المقترح لم يتم التنسيق بشأنه، ويعد أمرا محيرا، في ضوء علاقات الجيش اللبناني بمنظمة حزب الله“ على حد قول المصادر.

المبدأ مقبول

ونبهت القناة إلى أنه على الرغم من ردة فعل الشخصيات السياسية الرفيعة، التي لم تسمها، فإن الشهور الأخيرة شهدت طرح مقترحات من هذا النوع، وتم إرسالها إلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان ”اليونيفيل“ وكذلك للجيش اللبناني.

وذكرت بأن الجيش اللبناني يأخذ على عاتقه مهمات جديدة في الوقت الراهن، مثل توزيع الوقود والمياه على المواطنين في جنوب لبنان، على خلفية الأزمة الإنسانية الحادة التي تضرب البلاد.



وبينت القناة أن المقترحات الخاصة بمساعدة الجيش اللبناني ظلت في الخفاء نسبيا، إلى أن ألقى جانتس كلمة خلال المؤتمر السنوي لـ ”معهد بحوث الأمن القومي“ التابع لجامعة تل أبيب، كاشفا هذا الملف.

القناة أشارت أيضا إلى أن مسألة المقترح الذي كشفه جانتس أمام المؤتمر، لم تكن هي سبب الأزمة من حيث المبدأ، ولكن الغضب والخلافات التي حدثت داخل المؤسسة السياسية تتعلق بتسريب تفاصيل خطوة ينبغي أن تتم من وراء الكواليس.

ويعني ذلك، أن الشخصيات السياسية الإسرائيلية نفسها لا تعارض الفكرة من حيث المبدأ، لكن على أن تتم بشكل سري.

وأوضحت ”أخبار 12″، أن الغضب يكمن في ”ثرثرة“ جانتس وحقيقة كشفه لهذا الملف خلال كلمته.

كما اتضح أن المؤسسة السياسية الإسرائيلية ليست وحدها التي أعربت عن غضبها تجاه جانتس، ولكن أيضا هناك شكوى وردت من باريس وواشنطن، تشجب تسريب وزير الدفاع الإسرائيلي لهذه المعلومة.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي قد أشار خلال كلمته أمام المؤتمر السنوي للمعهد، الذي يعد من المؤسسات البحثية الرئيسة المنخرطة في دعم صناعة القرار في إسرائيل، قبل أسبوع، إلى أنه أرسل عبر مصادر بالجيش الإسرائيلي، مقترحا للجيش اللبناني، ذهب إليه عبر ”اليونيفيل“، بأنه على استعداد لتقديم ”مساعدات محددة“.

وذكر جانتس أيضا أن لبنان أصبح ”جزيرة لعدم الاستقرار“، مشيرا إلى أن ”الشعب اللبناني ليس عدوا لإسرائيل“.

وقال جانتس: ”من هذا المنطلق أرسلت منذ مطلع هذا العام مقترحا بتقديم المساعدة، لقد أرسلت المقترح 4 مرات“.

وزعم أنه يرغب في مساعدة الجيش اللبناني الذي يعاني من أزمة في المؤن الرئيسة وخسر أكثر من 5 آلاف جندي، اضطروا لترك الخدمة في الفترة الأخيرة، في وقت يزداد (حزب الله) قوة ويحظى بدعم إيراني مباشر“.

تحوّل مفترض

وقالت القناة الإسرائيلية إنه على الرغم من أن جانتس كشف هذه المعلومات، لكنه لم يفصح عن طبيعة المساعدة التي يفترض أن يفهم من كلامه أنها في مجال محدد.

لكن كلمات وزير الدفاع الإسرائيلي التي تحدثت عن نقص حاد في المؤن الرئيسة بالجيش اللبناني، وحديثه عن مساعدات في شق محدد، توحي بأن الحديث يجري عن مواد تموينية قد تصل من إسرائيل أو من طرف ثالث.

وتجدر الإشارة إلى أن أحد دروس حرب لبنان الثانية، العام 2006، التي استخلصتها إسرائيل، من وجهة نظرها، هي ضرورة وضع الجيش اللبناني والدولة اللبنانية في السلة نفسها مع منظمة ”حزب الله“ في أي حرب مقبلة.

لكن عرض معونات إسرائيلية، للجيش اللبناني، حتى ولو كانت هذه المعونات تتعلق بالشق المدني، ربما تؤشر إلى تحول محدد في تلك النظرة.