الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من هو بوتين القادم بالحروب للعالم..قصة رجل المخابرات الروسية الذي أصبح رئيسا

بوتين
بوتين

وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أسلحة  الحرب في ميدان الاستعداد في أبريل الماضي، عندما بدأ في نشر القوات الروسية على الحدود الأوكرانية، ليستخدمها في هذه اللحظات، وفق ما ذكرت مجلة “ذا أتلانتك” الأمريكية.

في الواقع، بدأ بوتين في صف أسلحته منذ سنوات، خلال الحرب الروسية في جورجيا، في أغسطس 2008؛ واحتلالها لشبه جزيرة القرم في فبراير ومارس 2014؛ وتحريضها (والمشاركة شبه السرية) في الحرب الأهلية في نفس العام في منطقة دونباس بأوكرانيا. 


ومع ذلك، اختار الغرب الغافل أن يتجاهل تلك السلائف.

قالت “ذا أتلانتك” إن هذا الصراع ليس نتيجة سياسة غربية لتفكيك الاتحاد السوفيتي، فالسياسيون الروس هم من فعلوا ذلك.

ولا يتعلق الأمر بتوسيع حلف الناتو، الذي توقف عن التوسع منذ ما يقرب من عقدين. 
كما لا يتعلق الأمر بدولة مخلوقة غير طبيعية، مجرد مقاطعة روسية متمردة ليس لها وجود شرعي خارجها، وفق الرواية النظامية الروسية.

وكذلك، لا يتعلق الأمر بـ "عدم الاحترام" لبوتين.

بالأحرى، هذا الصراع هو نتاج قوة إمبريالية محبطة تواجه حقيقة الانفصال الوطني من قبل أوكرانيا.

نالت أوكرانيا استقالالها منذ ثلاثة عقود، بوجود مستقل على أساس لغة وثقافة مميزة، وهوية تشكلت - مثل جميع الهويات الوطنية - من خلال التجربة والاختيار.

وعلى ذلك، فإن الصراع والحرب هي في الأساس عمل رجل واحد، هو فلاديمير بوتين، وهو رئيس يريد بعد 20 عامًا من السلطة أن يترك بصماته الأخيرة في التاريخ الروسي. 

الأمر بالنسبة لبوتين بمثابة تباكٍ على الماضي، وحزن عميل سابق في المخابرات السوفياتية (كي جي بي) لا يمكن التغلب عليه لفقدان روسيا الامبراطورية التي سبقت وكونتها، والخوف من الديمقراطية.

ذكرت المجلة أن فلاديميروفيتش بوتين، الذي من مواليد 7 أكتوبر 1952، لينينجراد، وسان بطرسبرج الآن، وضابط الاستخبارات الروسي الأسبق، يتعامى عن الصراع الذي يمكن أن يقدمه للعالم.

يتباكى بوتين، السياسي الذي سياسي شغل منصب رئيس روسيا بين أعوام (1999-2008 ، 2012–وحتى الآن)، على قوة امبراطوريته التي انهارت قبل ٣٠ سنة.

وأردفت المجلة، أنه بعد عقدين من إعادة البناء العسكري ، يعتقد بوتين أن لديه الأدوات التي يحتاجها لعودة أوكرانيا لروسيا بالقوة، ربما لم يسمع أصواتاً كثيرة تخبره أن هذه حماقة استراتيجية، لأنه لن يغفر له ذلك الغزو، الذي لا يختلف عن الحماقات الأمريكية السابقة.

لم يفد بوتين دراسته القانون في جامعة ولاية لينينجراد، ثم خدمته في فترة البيريسترويكا والـ15 عامًا كضابط استخبارات في KGB، بما في ذلك ست سنوات في دريسدن بألمانيا الشرقية.

ولم يفد بوتين تقاعده من مخابرات كي جي بي في عام 1990 برتبة مقدم، ثم عمله كمستشار مسئول، لأول  عمدة منتخب ديمقراطياً لمدينة سان بطرسبرج، ولا فوزه بعد ذلك بثقة العمدة سوبتشاك، ولا ترقيه السريع ليصبح في عام ١٩٩٨ الرجل الثاني بعد الرئيس الروسي وقتها بوريس يلتسن، الذي نجح في وقف تمرد في الشيشان، زاد شعبيته في روسيا حتى أصبح الرئيس في ديسمبر ١٩٩٩، كل ذلك لم يجعله يقرأ التاريخ جيدا، ويفهم أن لكل وقت أدواته وزمانه، وأنه لا يمكن إعادة عصا الزمن إلى الخلف.

ويقول المحلل السياسي فرانك هوفمان، إن بوتين يحرك الأمور بسرعة كبيرة،  فالقوات الروسية تحتل الآن جزءًا من ثاني أكبر دولة في أوروبا، وهذه المرة تحمل شارة رسمية على طيات صدور الستر العسكرية وليس متخفية، كما فعلوا طوال السنوات الثماني الماضية، أو مثل المسلحين المجهولين في شبه جزيرة القرم، لا - فلاديمير بوتين يرسل قوات رسمية كمحتلين إلى دولة أوروبية مستقلة، فاتحا النار على العالم ومشعلا لحرب باردة جديدة، وحروب واسعة على الأرض قد تتعدد فيها الجبهات.