EN 
فرضت روسيا أمس، قيودا على الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي، ردا على فرض موقع فيسبوك رقابة على وسائل إعلام روسية، وانتهاك حقوق المواطنين الروس وحرياتهم، بعد أن أعلت شركة "ميتا" المالكة للمنصة إنشائها مركزا خاصا لمراقبة المحتوى المتعلق بالصراع في أوكرانيا.
ولقد أصبح إغلاق الإنترنت والوصول المحدود إلى وسائل التواصل الاجتماعي للأسف هو القاعدة التي تتباعها العديد من الدول خلال السنوات الأخيرة، وتزامنا مع نشوب بعض الأزمات تتجه بعض البلدان إلى حجب أو تقييد الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن يمكن غالبا ما يتم التغاضي عن مدى انتشار المشكلة في ظل الفوضى والارتباك الناتج عن تحديات العالم.
وخلال السنوات الأخيرة تعرضت مواقع التواصل الاجتماعي للحجب في أكثر من دولة حول العالم، لأسباب مختلفة، كانت آخرها روسيا في والتي حجبت موقع "فيسبوك" في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية، وعلى الرغم من أن روسيا تمتلك منصات تواصل اجتماعية خاصة بها على غرار الصين، من بينها موقع "فكونتاكتي" و"أدناكلاسنيكي"، لكن فيسبوك هو الموقع الأكثر استخداما في البلاد إلى جانب منصة الصور الشهيرة إنستجرام المملوكة أيضا لـ شركة "ميتا" الأمريكية.
دول حجبت مواقع التواصل الاجتماعي لأسباب مختلفة
وخلال عام 2021، تم تسجيل 18 انقطاعا للإنترنت لدوافع سياسية من قبل الحكومات في جميع أنحاء العالم، حيث أظهر تقرير سابق نشرته شركة الأمن السيبراني Surfshark، أن 10 من أصل 18 حالة انقطاع تم تسجيلها في عام 2021 جاءت من بلدان أفريقية، كان من بينهم أوغندا وروسيا (التي قيدت الوصول إلى الإنترنت مرتين).
وذلك بالإضافة إلى ميانمار والسنغال وتشاد وجمهورية الكونغو وبنغلاديش ونيجيريا وكوبا وزامبيا وجنوب السودان والسودان وإثيوبيا وبوركينا فاسو والتي فرضت رقابة على الإنترنت خلال العام الماضي، وسط اعتقالات تتعلق بمؤامرة انقلاب مزعومة في شهر نوفمبر 2021.
دول تفرض رقابة على الإنترنت
ومنذ عام 2015، قام ما لا يقل عن 71 دولة حول العالم بحظر أو تقييد الوصول إلى الشبكات الاجتماعية، حيث أظهرت الدراسة التي أجرتها شركة Surfshark للخصوصية والأمن على الإنترنت لـ 193 دولة تابعة للأمم المتحدة، أن حوالي 2٪ من البلدان التي شملها الاستطلاع تمنع الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات التواصل، في دول قارة آسيا من بينها الصين وكوريا الشمالية وتركمانستان وإيران.
ويتم حظر مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية والتابعة لدول أجنبية بشكل أساسي مثل تويتر وفيسبوك وواتساب، وتجدر الإشارة إلى أن الصين من بين أكثر الدول التي لديها نظامها البيئي الوطني الخاص بالشبكات الاجتماعية وتطبيقات الاتصال الخاصة به، وفي الوقت نفسه تقيد دول أخرى مثل الإمارات العربية المتحدة وقطر استخدام مكالمات الإنترنت من خلال عناوين IP الصوتية.
وتواصل عدد من البلدان الأخرى حظر الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسية، من بينها الدول التالية:
1. الصين:
تم حظر فيسبوك وتويتر المملوكين لميتا في الصين منذ عام 2009 ، كجزء من حملة حكومية ضد النشطاء في أعقاب أعمال شغب دامية في مقاطعة شينجيانج، قامت على أثرها بفرض قيودا لى منصات وسائل الإعلام الأجنبية والرقابة على المواد غير الحكومية، من خلال فرض جدار حماية يطلق عليه اسم 'جدار الحماية الصيني العظيم"، بالإضافة إلى ذلك تم حظر واتساب وإنستجرام، واتجهت إلى فرض استخدام نظام المراسلة متعددة الأغراض التي طورتها تينسنت WeChat أجباريا، كبديل حكومى لمنصات التواصل الاجتماعي في الصين.
2. الهند:
في يونيو عام 2020، حظرت الحكومة الهندية تطبيق TikTok الصيني، إلى جانب 58 تطبيقًا آخر للهواتف المحمولة، مستشهدة بأنها تمارس أنشطة غير قانونية تضر بسيادة وسلامة الهند، والدفاع عن الهند، وأمن الدولة والنظام العام، واعتبرت الحكومة الهندية هذه الخطوة بمثابة رد انتقامي على الاشتباكات بين القوات الهندية والصينية على حدود الهيمالايا. كما تم حظر التطبيق الصيني WeChat، عندما تم إطلاق TikTok في الهند في عام 2016 ، أصبحت الدولة واحدة من أكبر الأسواق استخداما للتطبيق خارج الصين.
وعلى جانب آخر في ظل عدم امتثال الشركات الاجنبية لقواعد قانون تكنولوجيا المعلومات الجديد بالهند، قررت حكومة الدولة الآسيوية تطوير بديل تراسل رسمي تابع لها من مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطلقت خلال العام الماضي تطبيق Sandes، وهي خدمة تراسل حكومية بديلة لـ واتساب لتوفير منصة مراسلة آمنة، كما طالبت الدولة الآسيوية مواطنيها باستخدام تطبيق Koo كبديل محلى لموقع تويتر.
3. إيران:
تم حظر فيسبوك وتويتر في إيران منذ عام 2009 وسط انتخابات متنازع عليها واحتجاجات حاشدة، مما حد من المعارضة الحكومية العامة، مما دفع بعض مواطنيها لتجاوز القيد المفروض عليهم باستخدام شبكات الافتراضية VPN، ومع ذلك، أدانت بعض التشريعات بالدولة الشبكات الافتراضية الخاصة، حيث يتطلب معرفات للوصول إلى الإنترنت، وفي عام 2020، أعلنت إيران أنها تعمل مع الصين لإنشاء شبكة إنترنت إيرانية وطنية، وربما تقدم ضوابط مماثلة لجدار الحماية العظيم في الصين.
4. كوريا الشمالية:
حظرت كوريا الشمالية رسميا موقعى فيسبوك وتويتر في عام 2016، وأعلنت أن أي شخص يحاول الوصول إليهما بطريقة “غير مشروعة” سيعاقب، وقبل الحظر، كان لدى القليل من الكوريين الشماليين إمكانية الوصول إلى شبكة الإنترنت العالمية، وكان معظمهم مقتصرين على شبكة إنترانت تسيطر عليها الحكومة، أثر الحظر الرسمي لمواقع التواصل الاجتماعي في الغالب على الأجانب الذين ينشرون معلومات من كوريا الشمالية إلى العالم الأوسع.
5. تركمانستان:
حظرت الدولة السوفيتية السابقة في آسيا الوسطى منصات وسائل التواصل الاجتماعي الغربية وكذلك الشبكات الروسية الشعبية، بالإضافة إلى حظر فيسبوك وتويتر، فإن تركمانستان، التي تسكنها أغلبية مسلمة، تطلب من المواطنين أن يقسموا على القرآن عند الاشتراك في اتصال إنترنت منزلي بأنهم لن يصلوا إلى شبكات VPN، يطلب من الطلاب التوقيع على بيانات يتعهدون فيها بعدم استخدام الإنترنت للوصول إلى المواقع المحظورة.
