الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"التحطيب بالمدارس".. فن صناعة المبدعين.. خبراء تعليم: تعلمهم أصول الشجاعة والحفاظ على التراث.. ويؤكدون: لدينا مشكلة في مواكبة تعليم الألعاب الشعبية مع التقدم التكنولوجي

التحطيب بالمدارس
التحطيب بالمدارس

يوجد العديد من الأنشطة المدرسية التي يمكن ممارستها في المدارس، فهناك الأنشطة الرياضية التي تضم المسابقات والألعاب الرياضية، وهناك الأنشطة الثقافية التي تشمل أنشطة المطالعة والقراءة والمسابقات الثقافية، وهناك الأنشطة الدينية التي تشمل أنشطة مسابقات حفظ الأحاديث النبوية والسور القرآنية، وهناك الأنشطة العلمية التي تشمل إجراء التجارب العلمية والمسابقات ذات الأسئلة العلمية، وهناك الأنشطة الفنية التي تشمل أنشطة الرسم والغناء والتمثيل، وهناك الأنشطة الترفيهية التي تشمل الرحلات المدرسية، وهناك الأنشطة التطوعية التي تشمل أنشطة تنظيف وتجميل مرافق المدرسة.

أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن الأنشطة المدرسية أحد العوامل الهامة التي تؤثر علي صحة ونفسية الطلاب، حيث تخلق إنسانا سويا بعيدا عن أفكار العنف .

قالت : نحن نعانى من جيل له ميول زائدة للعنف نتيجة لتهميش النشاط المدرسي وانحسار دوره  فى تكوين شخصية جيل بكامله تربى على أفلام العنف والإباحية، فلابد من توفير وزيادة معدلات البرامج والأنشطة المدرسية الهادفة، لأنها لها أهمية كبيرة فى تكوين شخصية الطلاب واستغلال مهاراتهم وطاقتهم واخراج ما بداخلهم من مواهب لم تكتشف بعد، ولكن للأسف لا توجد إمكانات متوافرة ولا أماكن تصلح لممارسة النشاطات بالشكل المطلوب .

وأوضحت أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن النشاط الرياضي المرافق للمنهاج المدرسية، يعد من الوسائل الفعالة في تحقيق أهداف المنهاج الأساسية، نظراً لأن برامج هذه الأنشطة تعد امتداداً لدرس الرياضة المدرسية، وتفسح المجال أمام الطلبة لاختيار ما يتناسب وإمكاناتهم وقدراتهم ورغباتهم.

وأضافت الخبيرة التربوية، ان المدرسة تعد المؤسسة الاجتماعية التى تلى الأسرة مباشرة فى أهميتها وتأثيرها على الصحة النفسية ودرجة توافق الأبناء نفسيا ، خاصة أن الأسرة فى العصر الحديث لا تتيح لها إمكاناتها وظروف الآباء فيها للانشغال بجميع المهام التى كانت الأسرة تنشغل بها قديما عندما كانت الحياة بسيطة ومتطلباتها محدودة، فالمدرسة الأن هى الوسط الذى ينمو فيه التلاميذ خارج الأسرة.

وتابعت قائلة: "فإذا ما كان الطلاب في حالة صحية جسدية او عقلية غير سليمة فبالتأكيد سوف يؤثر ذلك على تحصيلهم التعليمي"، ومن ضمن أحد المشاكل الصحية الكبيرة التي تواجه مجتمعنا ولا سيما الأطفال هي داء السمنة، بالإضافة الى الضرر الذي يلحقه الوزن الزائد بصحة أبنائنا وبمستقبلهم، فهناك أضرار تعود على التحصيل التعليمي، والقدرات الذهنية، والقدرة على التركيز، ومشاكل في المهارات والسلوكيات الاجتماعية، والثقة بالذات.

واختتمت أستاذ المناهج والعلوم التربوية، بأن النشاط المدرسي  يجعل الطالب له منفذ لإبداعاته فى الدراسة ويعد تشجيعا له لإخراج طاقاته، ففى نشاط الرسم يجب ان يخرج الطالب عن جو الفصل ويخرج للطبيعة من حوله ويجب ان يكون النشاط المدرسي مرتبطا بتعليم قيم واخلاقيات حتى يترسخ فى ذهن الطالب.

ومن جانبة وقال الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” ، نجد أن كثيرا من الأخلاقيات والقيم بعيدة عن النشاط المدرسى فيجب عمل مزج بين النشاط المدرسى والقيم، فمثال تعليم التحطيب بالمدارس والصغار يشاهدون هذه اللعبة التي تلعب في حلقات، على المزمار البلدي والعصا، ويكون لديهم حافزا كبيرا، لتقليد الكبار ولعب هذه اللعبة التي تشير إلى قوة الشخصية وعزتها، فنحن نحتاج لتوجيه انظارنا من جديد للنشاط المدرسى وتعظيم أهميته لدى الطلاب حتى نساعدهم على  تحقيق هويتهم وبناء شخصية مبدعة ومتزنة نفسيا.

وشدد أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، على أهمية إخراج ماهو مفيد بالنسبة للطلبة وتعليمهم ثقافة الانشطة واهميتها فالتحطيب لعبة شهيرة في الصعيد، ليست لعبة عنف، بل لعبة تفاخر تشير إلى القوة والتفاخر بين الشباب والكبار، الذين يتباهون وهم يلعبون هذه اللعبة .

وتابع الخبير التربوي: لذلك يعد من الوسائل الفعالة في تحقيق أهداف المناهج الاساسية، نظراً لأن برامج هذه الأنشطة تعد امتداداً لدروس الدراسات الاجتماعية ، وتفسح المجال أمام الطلبة لاختيار ما يتناسب وإمكاناتهم وقدراتهم ورغباتهم .

وأوضح أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن التحطيب أحد الفنون التي ظهرت في العصر الفرعوني، حيث وضعت له قوانين وقواعد صارمة، تلك القوانين نقشها المصري القديم منذ أكثر من 4800 سنة قبل الميلاد، وما زالت تقام مهرجانات ومنافسات للتحطيب في قري الصعيد وبالأفراح علي أنغام المزمار البلدي والفرق الشعبية التراثية.

ومن جانب اخر أكد الدكتور محمد فتح الله، الخبير التربوي، أن تعليم التحطيب بالمدارس إحياء لـ الألعاب الشعبية التي اختفت، ولكن للأسف زاد استهلاك  الألعاب الإلكترونية، ونحن لدينا مشكلة في مواكبة الألعاب الشعبية وممارساتنا بشكل عصري، تجد الأطفال الآن في البيوت يلعبون اكس بوكس وبلاي ستيشن وغيرها، وهي ألعاب تؤثر في الأطفال ويجب أن نضع في اعتبارنا وضع الألعاب الشعبية بما يتوائم مع العصرية والتقدم التكنولوجي”

وأضاف الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" يجب أن نعلم أن اللعبة الشعبية تقوم على أكتاف العديد من العناصر، مثلا الأطفال لدينا كانوا يلعبون البوكيمون وهو محمل بتقاليد ودعايات وسياسات وهل بعد لعبها سوف يكون هناك اتجاه للجانب المقتحم لثقافتنا”.

وأشار الدكتور محمد فتح الله، إلى أنه يتفق مع من تعامل مع الأطفال بهذا التفكير لأنه يسعي إلي تعليم الأطفال فنون اللعبة ، للحفاظ على التراث، مستغلا حماس الصغار وطاقاتهم.

وأوضح الخبير التربوي، أن دراسة أعمال التحطيب جعل أحد المهتمين بتك اللعبة يؤسس مدرسة للبحث عن المواهب لممارسة لعبة التحطيب فى محافظة قنا، ليتحول الحلم الحقيقة فى مركز نقادة جنوب محافظة قنا كونها أحد الألعاب التراثية التى تم اقتباسها من الفراعنة المصريين.

وقال "فتح الله"، أن أحد أهم الطرق الرئيسية التي يمكن للمدارس أن تستخدمها للتأثير الإيجابي والمباشر على الصحة، والتي تدخل ضمن المهام الرئيسية للمدرسة، هي تعليم الطالب وتثقيفه ، حيث يمكن دمج التغذية السليمة والنشاط البدني الرياضي في مختلف الموضوعات والمناهج الدراسية المقدمة خلال الفصل الدراسي، مع التركيز على تدريس المهارات التي تساعد في اكتساب عاداتنا وتقاليدنا، والمحافظة على نمط حياة ثقافي، ووضع برامج خاصة لحصص للتربية الرياضية، والتي يراعى فيها احتياجات الطلاب وملائمتها لقدراتهم واهتماماتهم.

وكانت قد قامت مدرسة راهبات “سيدة المعونة الدائمة” التابعة لإدارة النزهة التعليمية بمحافظة القاهرة، بتخصيص حصة عملي عن “التحطيب في الصعيد” لتلميذات الصف الرابع الابتدائي.

ارتدت التلميذات الملابس الصعيدية وحملن العصا وشاهدن فيديو عن التحطيب، وبدأن تطبيقه عمليا داخل الفصل في حضور معلمة الدراسات الاجتماعية.

جاء ذلك في إطار تطبيق نشاط درس التراث الثقافي في مادة الدراسات الاجتماعية، وذلك تحت إشراف توجيه الدراسات الاجتماعية بقيادة الموجه الأول عواطف عبد الله، وموجه الدراسات الاجتماعية بالإدارة ومعلمة الدراسات الاجتماعية في المدرسة.