الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحرب الروسية الأوكرانية تشتعل.. أمريكا تلقى ورقة جديدة لحل الأزمة

روسيا وأمريكا
روسيا وأمريكا

يجري وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، جولة مباحثات مع دول أوروبا الشرقية، كان قد بدأها منذ أمس بعقد قمة وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف الناتو، لبحث الهجوم الروسي على أوكرانيا، وتستمر الجولة حتى يوم 8 مارس، يزور خلالها بولندا ومولدوفا وبعدها إلى ليتوانيا ثم لاتفيا وإستونيا.

ووصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم إلى مدينة زوسوف في جنوب شرق بولندا بالقرب من حدود أوكرانيا التي عبرها مئات الآلاف بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، حيث من المقرر أن يجتمع بلينكن مع مسؤولين بولنديين من بينهم زبيجنيو راو وزير خارجية الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

أهداف جولة بلينكن في شرق أوروبا

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن بلينكن سيناقش الأمن والمساعدات الإنسانية لبولندا بعد الغزو ويشكر بولندا على استقبال النازحين من القتال في أوكرانيا، من جانبها تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من مليون لاجئ فروا من اوكرانيا منذ بدء الغزو يوم 24 فبراير وأن معظمهم دخلوا بولندا.

ووصل بلينكن إلى بولندا قادما من بروكسل حيث اجتمع مع وزراء الخارجية من حلف شمال الأطلسي ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى والاتحاد الأوروبي يوم الجمعة لبحث جهود الغرب لردع روسيا من خلال برنامج عقوبات قاسية، وقال بلينكن خلال اجتماعه مع الناتو.

وزير الخارجية الأمريكي

بلينكن أمام مهمة صعبة

وفي هذا الصدد قال الدكتور طارق الرديسي خبير علاقات دولية إن زيارة بلينكن إلى الاتحاد الأوروبي تعتبر من محلحلات لتقريب وجهات النظر لحل المشكلة بين المتصارعين في الحرب الروسية الأوكرانية، ولكن تلك الأزمة سوف تطول، ولا تنتهي خلال وقت قصير، نتيجة لتمسك كل طرف بموقفه، نتيجة لتمسك روسيا الاتحادية بموقفها وعدم رغبتها بوجود قوات أجنبية في أرض أوكرانيا، وعدم رغبتها في توسع الناتو في اتجاه شرقا ناحية روسيا. 

وأضاف "البرديسي"، خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الحرب لم تنته بسهولة، وذلك بسبب مطالبة روسيا  بضرورة الاعتراف بسيادتها على شبه جزيرة القرم، كما أن روسيا تحتاج ضمانات أن أوكرانيا ستكون محايدة لم تنضم للاتحاد الأوروبي أو للناتو.

أوكرانيا هي كورونا السياسية

وأشار البرديسي إلى أن روسيا تشهد بأن لكل دول الحق في سيادتها، وتطبيق قوانينها، وعدم فرض قوانين على أى دولة دولة أخرى، وفي ظل تشبث كل طرف برأيه، فتكون تلك الأزمة عالمية ممتدة، معتقدا أن الحل هو الاعتراف لروسيا أنها تمتلك مكانتها السياسية والأمنية، وأيضا الاعتراف أن كل دولة لها سيادتها الخاصة بها، وفي النهاية نكون أسرة دولية في حفظ السلم والأمن الدوليين.

اجتماع وزراء خارجية دول حلف الناتو

واختتم: "أوكرانيا هي كورونا السياسية لعام 2022، وإذا كان ظهر أزمة وباء كورونا الصحية "كوفيد-19" لعام 2020، فتعتبر كورونا السياسية نموذج الوباء السياسي لعام 2022، والتي تنتهي بدمار وإنهاء البلاد".

الموقف الأمريكي بعد الصراع

وفي اليوم الأول منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن  إن الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا سيتردد صداه إلى ما هو أبعد من روسيا وجارتها، محذرة من أنه سيترتب عليه عواقب تشمل ارتفاعات مؤلمة فى أسعار الغاز المرتفعة بالفعل للأمريكيين، الذين يكافحون للخروج من جائحة كورونا.

وأضاف الرئيس الأمريكي، خلال مصادر إعلامية، أن هذا الهجوم الروسي يمكن أن يؤدى إلى إحياء الحرب الباردة التي بدت ذات يوم من بقايا التاريخ، مما يخلق مواجهة بالمخاطر بين الولايات المتحدة وروسيا، أكبر قوتين نوويتين في العالم.

ومنذ أيام، أرسلت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية، واقتصادية، وإنسانية لأوكرانيا، وبعث الرئيس الأمريكي برسالة مفادها أن المزيد من العون الأمريكي في الطريق، بالرغم أن كييف مطوقة بالدبابات الروسية.

وأراد بايدن أن يبعث برسالة مفادها أن أمريكا معنية بمصير أوكرانيا التي تتعرض للعدوان، الثلاثاء الماضي، وأنها تقف إلى جوارها، قائلا: من الرئيس زيلينسكي إلى كل الأوكرانيين: " شجاعتكم وإصراركم مصدر إلهام للعالم".

الحصار الاقتصادي المؤلم

وجاءت رسالة بايدن إلى فلاديمير بوتين بسيطة، ومفادها أن الرئيس الروسي قد "أخطأ في حساباته"، وأن الحصار الاقتصادي المؤلم الذي فرضته الولايات المتحدة وأوروبا على روسيا بسبب الاجتياح هو مجرد بداية، وأن الروبل ينهار، وأن البورصة الروسية تشهد سقوطا حرا، وأن أرصدة نخبة الأثرياء الروس في الخارج تخضع للمصادرة. وأن روسيا تفقد القدرة على الوصول إلى تقنيات رئيسية.

وتضمن الخطاب حالة الاتحاد رسالة أخرى بعث بها بايدن إلى روسيا بخلاف رسالة الحصار الاقتصادي؛ حيث أكد الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة وحلفائها سيقاتلون دفاعا عن "كل شبر من الأراضي التابعة لدول حلف شمال الأطلسي" (الناتو)، ووضع بوتين قواته النووية في حالة تأهب خاصة، وحذّر من تبعات مدمرة حال إقدام أي دولة على التدخل في أوكرانيا. 

من أمريكا للأوروبيين 

وأظهرت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون التزاما بإزاء الأزمة الأوكرانية، ومن هنا فرضت هذه القوى عقوبات على روسيا كما عرضت تقديم مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، ومن هنا عمد بايدن إلى التذكير بتلك الحقيقة في ثنايا خطاب حال الاتحاد.