الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرئيس الأوكراني: هجوم روسيا يتباطأ حتى مع تكثيف الهجمات على كييف

بوتين
بوتين

صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، بأن محادثات السلام بدأت "تبدو أكثر واقعية" من أي وقتٍ مضى، وذلك ما يتوافق مع تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، من أن هناك اقترابا للتوافق حول بعض النقاط التفاوضية مع الأوكرانيين، وفق ما ذكر موقع “إكسيوس” الذي جادل بابتعاد القوات الروسية عن أهدافها من الغزو، وأنها أصبحت بعيدة عما كانت تريده.

ودخلت الحرب الروسية على أوكرانيا يومها  الواحد والعشرين، دون أن تسيطر موسكو على عدد من المدن الهامة بها أو العاصمة.

وأفاد الرئيس الأوكراني، إلى جانب مسئولين أمريكيين وبريطانيين، بأن هجوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتباطأ حتى مع تكثيف الهجمات على كييف وماريوبول.

وذكر زيلينسكي خلال  كلمة متلفزة مع دخول الغزو أسبوعًا ثالثًا :"لا تزال هناك حاجة للجهود، والصبر مطلوب".

وأضاف زيلينسكي، الذي شكر الرئيس الأمريكي جو بايدن "وجميع أصدقاء أوكرانيا" في الولايات المتحدة على حزمة مساعدات بقيمة 13.6 مليار دولار قبل خطابه أمام الكونجرس يوم الأربعاء: "تنتهي أي حرب باتفاق" .

وكتب ميخايلو بودولاك، مساعد الرئاسة الأوكرانية، عضو وفد محادثات السلام، على موقع “تويتر”، أن "التناقضات الأساسية" لا تزال قائمة، حيث من المتوقع أن تستمر محادثات السلام مع المسئولين الروس الأربعاء، وأضاف: "لكن هناك بالتأكيد مجالا لحل وسط".

في الصورة الكبيرة، قالت خدمات الطوارئ الحكومية الأوكرانية إن الضربات الجوية الروسية على كييف صباح الأربعاء دمرت عدة مبانٍ سكنية وقتلت شخصين على الأقل. 

ودخلت كييف في حظر تجول لمدة 35 ساعة ليل أمس، الثلاثاء، بعد ساعات من مقتل أربعة أشخاص على الأقل في غارة جوية روسية على شقة في المدينة.

كما تم الإبلاغ عن هجمات جديدة في ماريوبول، حيث قال مسئولون محليون إن القوات الروسية استولت على مستشفى واحتجزت حوالي 500 شخص كرهائن.

لكن زيلينسكي قال خلال خطابه إنه على الرغم من القصف العسكري الروسي ، فإن قوات الروس فشلت في الاختراق.


وحول تقرير الموقف على الأرض، ذكر مسئولون أمريكيون وبريطانيون أيضًا أن القوات الروسية تعثرت بشكل عام في أنحاء أوكرانيا.

وصرح مسئول دفاعي أمريكي لوكالة “أسوشييتد برس”، بأن القوات الروسية كانت على بعد حوالي تسعة أميال خارج كييف وأن صواريخها بعيدة المدى كانت تضرب أهدافًا مدنية في كييف "بوتيرة متزايدة"، لكن القوات البرية للرئيس فلاديمير بوتين "تحرز تقدمًا ضئيلًا أو معدومًا في جميع أنحاء البلاد".

في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الأمريكية في تحديث استخباراتي، اليوم الأربعاء، إن الجيش الروسي "يكافح للتغلب على التحديات التي تفرضها تضاريس أوكرانيا".

وأضافت وزارة الدفاع: "ظلت القوات الروسية مرتبطة إلى حد كبير بشبكة الطرق الأوكرانية وأظهرت إحجامًا عن إجراء مناورة على الطرق الوعرة، كما لعب تدمير القوات الأوكرانية للجسور دورًا رئيسيًا في عرقلة تقدم روسيا".

وذكرت الوزارة البريطانية "فشل روسيا المستمر في السيطرة على الجو قد حد بشكل كبير من قدرتها على الاستخدام الفعال للمناورة الجوية، مما يحد من خياراتها بشكل أكبر، في حين أن التكتيكات العسكرية الأوكرانية استغلت افتقار روسيا للقدر ة على المناورة، مما أحبط التقدم الروسي وألحق خسائر فادحة بالغزو".

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث استخباراتي إن "روسيا تسعى بشكل متزايد إلى تشكيل قوات إضافية لتعزيز وتعويض خسائرها في أوكرانيا".

وأضافت أن الكرملين "يعيد نشر قواته من مناطق بعيدة مثل منطقته العسكرية الشرقية وأسطول المحيط الهادئ وأرمينيا، كما يسعى بشكل متزايد لاستغلال المصادر غير النظامية مثل الشركات العسكرية الخاصة والمرتزقة السوريين وغيرهم من المرتزقة".

ومن المرجح أن تحاول روسيا استخدام هذه القوات للاحتفاظ بالأراضي التي تم الاستيلاء عليها وتحرير قوتها القتالية لتجديد العمليات الهجومية المتوقفة.

ولم تسيطر موسكو على أي من أكبر عشر مدن في أوكرانيا بعد توغلها الذي بدأ في 24 فبراير، وهو أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ عام 1945.

وحول التقدم البطيء للروس، قال الجنرالان الأوكرانيان المسئولان عن الدفاع عن كييف لـ"بي بي سي"، كيف كانت قواتهما تقاتل بشدة لإبقاء المدفعية الروسية بعيدة عن المدى، وشرحا سبب اعتقادهما أن المدينة لديها نقاط قوة من شأنها أن تعظم الفارق ضد الروس.

وذكر الجنرالان أن تضاريس المدينة تعمل لصالحهم، فالمدينة كبيرة ومترامية الأطراف وتقطعها الأنهار، ليس فقط نهر دنيبر العظيم الذي يقسم كييف إلى قسمين، ولكن روافده.

قال الجنرالان إن التضاريس المحيطة بكييف تجعل من الصعب على القوات الروسية التحرك بشكل سلس على نطاق.

لكن الرد الروسي حول كل ذلك، كان بالاعتراف فعلا عن التأخر في التقدم نحو المدن المستهدفة والعملية العسكرية بشكل عام، لكن الأمر لا يقف عند ذلك فقط، فالأمر يدور حول عدم رغبة موسكو في إسقاط حكومة زيلينسكي، وأنها لا تستهدف المدنيين وبالتالي فهي لا تسعى للدمار في أوكرانيا، وإنما تضرب القدرة العسكرية الأوكرانية.

وفي تلميح إلى حل وسط محتمل، قال زيلينسكي في وقت سابق إن أوكرانيا مستعدة لقبول الضمانات الأمنية من الغرب التي لا تحقق هدفها طويل الأجل المتمثل في الانضمام إلى الناتو.

وترى موسكو أن أي عضوية أوكرانية مستقبلية في التحالف الغربي تمثل تهديدًا، وطالبت بضمانات بعدم انضمامها أبدًا.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه من السابق لأوانه التنبؤ بالتقدم في المحادثات، وأضاف: "العمل صعب وفي الوضع الحالي، فإن حقيقة استمرار المحادثات ربما تكون إيجابية".

وبينما تكافح القوات الروسية لإحراز تقدم سريع في جهودها للإطاحة بالعاصمة كييف، فقد حققت تقدمًا أكبر في الجنوب.