الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ملجأ لنساء داعش وأطفالهن.. مخيم الهول الأكثر خطرا على الأرض..ماذا تعرف عنه؟

مخيم الهول
مخيم الهول

مازالت مشكلة اللاجئين تثير اهتمام العالم نتيجة الحروب التي يشهدها من الإرهاب، خاصة في سوريا التي تعتبر من أكثر الدول التي لديها لاجئون في دول العالم، حيث يعيش الكثير منهم في مخيمات هاربين من الحرب الدائرة في المناطق السورية.

أحد هذه المخيمات هو مخيم الهول السوري الذي يعيش به الكثير من المواطنين السوريين المتضررين من تنظيم داعش الإرهابي، وفي خطوة للفت انتباه العالم بأهمية هذا المخيم وحياة الأشخاص الموجودين به، شدد مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، اليوم، على أهمية أن يكون المجتمع الدولي حاضرًا في قضية مخيم الهول.

جاء ذلك أثناء استقباله الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت، حيث استعرضا الأوضاع السياسية والأمنية على الصعيدين الدولي والإقليمي، وبحث ملفي مخيم الهول وسنجار، فضلاً عن سبل دعم المنظمات الدولية، لتقديم المساعدات الإنسانية.

وأكد الأعرجي أن من مصلحة البعثة الأممية في العراق الذهاب إلى مخيم الهول والاطلاع بشكل ميداني على أوضاع المخيم والنازحين.

مخيم الهول

ومن جانبها، أكدت بلاسخارت  أهمية حث المجتمع الدولي على إعادة الدول لرعاياها من مخيم الهول السورى، لافتة إلى إحاطتها في مجلس الأمن الدولي، التي اعتبرت فيها أن العراق مثال يحتذى به من قبل المجتمع الدولي، مثمنة جهوده في إعادة رعاياه من مخيم الهول.

وفيما يلي يستعرض "صدى البلد" أهم المعلومات عن مخيم الهول وأهميته بالنسبة للمجتمع الدولي..

ما هو مخيم الهول؟

مخيم الهول للاجئين هو أحد مخيمات اللاجئين السوريين، ويقع على المشارف الجنوبية لمدينة الهول في محافظة الحسكة شمال سوريا بالقرب من الحدود السورية العراقية. 

ويضم المخيم أشخاصًا مشردين من الأراضي التي احتلّها تنظيم "داعش"، وتسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة. 

مخيم الهول

وفي إبريل 2019 كان عدد اللاجئين في المخيم 74000 بعد أن كان 10000 في بداية العام، ويشكل النساء والأطفال العدد الأكبر من اللاجئين المنحدرين من عدة دول أولها سوريا والعراق، حيث أشارت بعض التقديرات في سبتمبر 2019 إلى أن المخيم كان يضم حوالي 20000 امرأة و50000 طفل من عائلات مقاتلي تنظيم داعش، وكان المخيم تحت حراسة 400 مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية.

وأُنشئ المخيم في الأصل لإيواء اللاجئين العراقيين في أوائل عام 1991 خلال حرب الخليج الثانية، وأُعيد فتحه لاحقًا بعد تدفق المهاجرين العراقيين إلى سوريا عقب غزو العراق عام 2003، كواحد من ثلاثة مخيمات على الحدود السورية العراقية.

الوضع القاسي في المخيم

منذ عام 2018 شهد المخيم تدفقا هائلا للاجئين في سلسلة من عمليات الإجلاء المدني الضخمة، مع فرار الناس من القتال العنيف بين قوات سوريا الديمقراطية وداعش، ووصفت الظروف على طول الطريق المؤدية إلى المخيم بما في ذلك إجراءات فحص منتسبي داعش بأنها "قاسية للغاية" مع محدودية الطعام والماء والمأوى وعدم وجود خدمات صحية، حيث توفي ما لا يقل عن 35 طفلاً حديث الولادة في 4 فبراير 2019 في الطريق إلى المخيم، ويرجع ذلك في الغالب إلى انخفاض درجة حرارة الجسم. 

وتخشى منظمات الإغاثة من العديد من الأمراض التي قد تتفشى داخل المخيم المزدحم منها الزحار وأمراض أخرى، وفي ديسمبر 2018 مات ما لا يقل عن 100 شخص خلال محاولة هروبهم إلى المخيم.

انتشار الأفكار الداعشية 

يشير تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست في سبتمبر 2019 إلى تزايد التطرف داخل مخيم الهول حيث الظروف تعيسة، والأمن متراخٍ، والناس الذين لا يتبعون أيديولوجية داعش يعيشون في خوف.

وصرح نائب وزير الدفاع الأمريكي، مايكل مولروي، في حديثه مع مجلس العلاقات الخارجية، بأن العديد من الأطفال في المخيم يتعلّمون أفكار ومعتقدات داعش، وقال إن قاطني المخيم لهم وجهة نظر واحدة وفلسفة واحدة فقط.

كما زعم أنه إذا لم يتوصل المجتمع الدولي إلى طريقة لإعادة تأهيلهم وإعادة دمجهم في المجتمع، فسيكون الجيل القادم من داعش.

مخيم الهول

ونتيجة لانتشار الفكر المتطرف بين النساء وسكان مخيم الهول، أصبح من الصعب عليهم العودة لأوطانهم حيث يشكلون خطرا على البلاد، خاصة الدول الأوروبية التي يبدو أنه ليس لديها خطط لإعادة مواطنيها الذين يعيشون في المخيم.

دعوة لسحب الرعايا الأوروبيين

في وقت سابق، دعا مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى ضرورة سحب رعاياها من مخيم الهول في محافظة الحسكة الواقعة في شمال شرق سوريا.

وقال الأعرجي في بيان صحفي:"نأمل أن يكون للاتحاد الأوروبي دور فعال في مباحثات فيينا، ونعتقد أن نجاح مباحثات فيينا ستكون له آثار إيجابية على العراق والمنطقة، كما نطالب الاتحاد بحث أعضائه على سحب رعاياهم من مخيم الهول".

وأضاف أن وجود هذا العدد الكبير من الإرهابيين في سجون قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مع ضعف الإمكانيات يشكل خطرا مستمرا ودائما إن لم يقم المجتمع الدولي بواجباته خاصة عقب هروب 20 إرهابيا خطيرا من سجن الحسكة.

مخيم الهول

وتابع:" العراق ضد سياسة المحاور وليس طرفا فيها بل نعتقد أن للعراق دورا ايجابيا ونسعى إلى إيجاد الحلول بين الأطراف المتخاصمة، ونؤكد أهمية الحكمة والعقل لحل كل الإشكالات، ونرفض الدخول في أي نزاع، بل نعمل على تقريب وجهات النظر وننأى بأنفسنا عن أي نزاع، فالحروب والمشاكل لا تبني أوطانا والتعايش والتسامح هما من يبنيان الأوطان".

دعم الاتحاد الأوروبي للعراق

ومن جانبه، قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى العراق فيليه فاريولا: "أرسل إليكم رسالة ودية من الاتحاد الأوروبي، وأثمن الدور الذي لعبه العراق، ونقدم تقديرنا لكم لدوركم المحوري، فنحن نؤمن بأن تشكيل الحكومة العراقية عملية خاصة بالعراقيين وحدهم، أما القوى الخارجية فعليها تحمل المسؤولية في دعم العراق وعدم التدخل بالشأن الداخلي العراقي".

وأعرب فاريولا عن أمله في أن تتفق القوى السياسية على تشكيل الحكومة الجديدة، لافتاً إلى تقديم 5 ملايين يورو للمساعدات الإنسانية للعوائل المتضررة في العراق.