الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سد النهضة.. ماذا يعني فتح إثيوبيا بوابتي التصريف؟| عباس شراقي يجيب

الممر الأوسط بسد
الممر الأوسط بسد النهضة

تطور جديد تشهده مراحل ملء وتشغيل سد النهضة، حيث أحاط غموض كبير ولا يزال عمل وتشغيل "التوربين" الذي افتتحته إثيوبيا في موقع "سد النهضة" قبل أسابيع، خاصة في النية للملء الثالث لسد النهضة.

لذلك، عززت مصر تواجدها الدبلوماسي وظهرت كلاعب مؤثر في حوض النيل والقرن الأفريقي وشرق ووسط أفريقيا، كما نجحت في تشكيل تحالف استراتيجي مع الخرطوم لممارسة ضغوط دبلوماسية على أديس أبابا، وتشكيل شبكات من التحالفات مع مختلف القوى الإقليمية عبر شرق ووسط أفريقيا والقرن الأفريقي لإبراز القوة والنفوذ، وممارسة الضغط الجيوسياسي على إثيوبيا بالتوازي مع المسار الدبلوماسي لحل الخلاف حول سد النهضة.

سد النهضة 

وعلى مدار 10 سنوات، ظلت مصر وإثيوبيا والسودان تتفاوض للوصول إلى اتفاق بشأن سد النهضة، هذا السد الأكبر في أفريقيا، وعند اكتماله سيولد 6.45 جيجاوات من الكهرباء التي ستساعد إثيوبيا على تعزيز تنميتها الاقتصادية. 

غير أن دولتي المصب مصر والسودان قلقتان من أن عدم وجود اتفاقية ملزمة قانونا بشأن سد النهضة من شأنه أن يغير وضع النيل كممر مائي دولي، بالإضافة إلى المخاوف من حدوث جفاف من صنع الإنسان. 

ومصر على وجه التحديد قلقة من الخسارة الوشيكة من حصتها من مياه النيل، الذي يزود مصر بـ 90% من مياهها، بالإضافة إلى الشكوك المحيطة بتدفق المياه، وأيضا تشعر الخرطوم بالقلق من الضرر الذي يمكن أن يلحقه سد النهضة بالسدود السودانية وتنظيمها للمياه.

سد النهضة الإثيوبي 

إثيوبيا تستمر في الملء

وحتى الآن مصر والسودان تصران على الوصول إلى اتفاق ملزم وقانوني بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، إلا أن إثيوبيا تستمر في أعمال البناء والملء دون اتفاق أو مفاوضات، هذا ما يعزز مخاوف دولتي المصب (مصر والسودان).

مصر والسودان 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور عباس شراقي، خبير المياه وأستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن المعلومات القادمة من إثيوبيا التي تفيد بفتح بوابتي التصريف، لو صحت تلك المعلومات، فإن ذلك يعني أن التوربين الذي أطلق رئيس الوزراء الإثيوبي شارة البدء بتشغيله قبل أسابيع، فشل في تصريف المياه التي تمر أعلى الممر الأوسط ولو كان يعمل بكامل طاقته لتمكن من تجفيف تلك المياه في غضون يومين فقط.

فشل إثيوبيا 

وأوضح شراقي، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن إثيوبيا افتتحت أحد التوربينات التي تولد الكهرباء لكي تستفيد من المياه في السد، آملة في تشغيل توربين آخر للاستفادة بشكل أكبر مما ينتح عن تجفيف الممر الأوسط لسد النهضة، بالإضافة إلى أن كمية المياه التي تمر حاليا من أعلى السد تبلغ حوالي 30 مليون متر مكعب يوميا، وكانت إثيوبيا تأمل في الاستفادة منها لتوليد الكهرباء وتشغيل التوربينين، لكنها فتحت بوابتي التصريف لتمرير تلك المياه ما يؤكد فشلها.

توربين سد النهضة 

وأضاف أن فتح البوابتين يعني أيضا أنها تعتزم بدء التخزين الثالث وبشكل أحادي دون اتفاق أو تنسيق مع مصر والسودان، وأن إثيوبيا انتهت من تفريغ منطقة وسط سد النهضة، استعدادا لعملية الملء الثالث، مشيرا إلى أن المستهدف هذه المرة هو تخزين 10 مليارات ونصف المليار متر مكعب.

وأكد أن سرعة عملية البناء والتخزين التي من المتوقع أن تكون عشوائية وتفتقر إلى عوامل الأمان والسلامة تعود إلى التوجهات السياسية للحكومة الإثيوبية سواء للداخل أو للخارج.

الممر الأوسط لسد النهضة 

وأوضح شراقي أن "الممر الأوسط حاليا عند منسوب حوالى 176 م، وكمية المياه المخزنة حوالى 8 مليار م3 (4,9 تخزين عام 2020، و3 عام 2021)، التخزين الأول كان مخطط أن يكون 18.5 مليار م3، ولكن عام 2020 لم يستطيعوا سوى تخزين 4,9 مليار م3 (1-21 يوليو)، وفى عام 2021 كان الهدف هو تكملة التخزين الأول بـ 13.5 مليار م3، وفشلوا أيضا وتم تخزين 3 مليار م3 فقط (من 4 - 18 / 7 / 2021)، والهدف هذا العام هو تكملة المستهدف منذ البداية 18.5 مليار م3، أي تخزين 10.5 مليار م3 عند منسوب 595 م".

الدكتور عباس شراقي

إثيوبيا تستعد 

ولفت إلى أنه من المتوقع أن تخزن إثيوبيا كمية قلية أيضا الصيف القادم لسبب أن الفرق بين الممر الأوسط والجانبين حالياً حوالي 14 م من جهة الغرب و17 م من جهة الشرق، وهنا يجب تعلية الجانبين جنبا إلى جنب مع الممر الأوسط للمحافظة على هذا الفرق لاستيعاب كمية الفيضان خاصة في أغسطس، حيث يصل إلى حوالي مليار م3 يوميا في بعض الأيام، قد يرفعوا الممر الأوسط فقط عدة أمتار ويتم تخزين كمية قليلة في حدود 2 مليار م3، ويتم الترويج أن التخزين الثالث قد اكتمل كما فعلوا في التخزين الثاني.

واختتم: “يبدأ موسم الأمطار في مايو بأمطار خفيفة تزداد قليلا في يونيو ثم تبدأ الأمطار الحقيقية في يوليو حتى نهاية أكتوبر، باقي من الزمن على قدوم الفيضان أقل من 4 أشهر ويصعب تعلية الجانبين والممر الأوسط بطول حوالي 1000 م وعرض 60 م، أي أن كل متر يتم رفعه يحتاج 60 ألف م3 خرسانه بالإضافة إلى أن أعمال الجانبين بها شغل فني وليس رمى خرسانة فقط، مما يتطلب وقتا مضاعفا”.