EN 
بدأت اليوم اجتماعات القمة الدبلوماسية العربية الإسرائيلية الأمريكية بمشاركة كل من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينك، ووزير الخارجية سامح شكري، ووزير خارجية دولة الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، ووزير خارجية الدولة الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ووزير خارجية مملكة البحرين عبداللطيف الزياني، ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.
وتأتي القمة ضمن جولة وزير الخارجية الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، حيث تعقد القمة على مدار يومين، الأحد والاثنين، في صحراء النقب، وستتم مناقشة العديد من القضايا التي تخص المنطقة وتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية وأزمة الطاقة العالمية، كما ستتم مناقشة أيضا القضية الإيرانية وأمن منطقة الخليج.
وتعتبر القمة أول لقاء سياسي من نوعه في إسرائيل، حيث سيجري وزير خارجية الولايات المتحدة، ووزراء خارجية كل من مصر والإمارات، المغرب، والبحرين، عدداً من الاجتماعات السياسية المشتركة.
اجتماعات تاريخية
وفي هذا الصدد، قال الدكتور نبيل نجم الدين، المتخصص في العلاقات الدولية، إن ما يجري في صحراء النقب الآن هو اجتماع رفيع المستوى لوزراء خارجية كل من إسرائيل ومصر والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب.
وأضاف نجم الدين في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الاجتماعات التي ستعقد بين الأطراف الست تعتبر اجتماعات تاريخية لم تحدث من قبل بين وزراء خارجية الولايات المتحدة وإسرائيل من جانب و4 وزراء خارجية من الدول العربية من جانب آخر.
وأشار إلى أن القمة التي ستجري أعمالها على مدار يومين تعتبر قمة دبلوماسية غير مسبوقة وهي أيضا مؤشر هام على أن إسرائيل تعمل بجد لجني ثمار التقارب العربي الإسرائيلي الأخير الذي تم بينها وبين الإمارات والبحرين والمغرب التي حدثت في عام 2020.
4 ملفات هامة
وأوضح نجم الدين، أن القمة تكتسب أهمية شديدة في ظل متغيرات دولية حادة، ولأن ما يجري بين روسيا وأوكرانيا يضع العالم أمام مفترق طرق حاد ومهم، مضيفا أنه سيتم التأريخ للمشهد السياسي الدولي بقبل الأزمة الروسية الأوكرانية وبعدها.
ولفت إلى أن القمة الدبلوماسية في النقب بين وزراء الخارجية، سيكون على طاولتها على الأقل 4 ملفات رئيسية في غاية الأهمية، مشيرا إلى أن الملف الأول هو إقناع دول الخليج بأن تعلن موقفا يتفق مع الموقف الأمريكي حيال الأزمة الروسية الأوكرانية.
إنتاج النفط
وعن الملف الثاني، قال نجم الدين، إن هذه القمة ستستعرض موقف الدول البترولية وإنتاج النفط وتعويض العالم بزيادة ضخ البترول لتتم السيطرة على ارتفاع الأسعار الحالي، وستكون هناك مناقشات لإقناع دول الخليج بألا تقف موقف المتفرج أمام الأزمة الحالية.
الملف الإيراني
وأضاف أن الملف الثالث هو ملف إيران، ففي وقت سابق كانت الولايات المتحدة الأمريكية سربت تقارير تشير إلى قرب الاتفاق مع إيران على اتفاق نووي جديد، لذلك رفعت الولايات المتحدة الأمريكية الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب.
وأشار إلى أن دول الخليج لديها مخاوف من السياسة الإيرانية، خاصة أن إيران مازالت تحتل 3 جزر إماراتية وهي طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وهناك تدخل إيراني في اليمن.
وتابع: "لذلك تأتي مخاوف دول الخليج من التدخلات الإيرانية في المنطقة وازديادها في الفترة القادمة".
القضية الفلسطينية
وبالنسبة للملف الرابع، أوضح نجم الدين، أن القضية الفلسطينية ستكون مطروحة وبقوة خلال الاجتماعات، خاصة أن مصر ستطرح بقوة الملف الفلسطيني والتوصل إلى حل بناء على قاعدة الدولتين، ولا أعتقد أن القمة ستتغافل عن هذا الملف، لأن مصر تؤمن دائما بأن القضية الفلسطينية قضية محورية لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.
واختتم نجم الدين قائلا، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي تسعى لتكون طرفا مهما في الساحة الدولية والساحة الإقليمية، وتريد أن تتقمص دورا دبلوماسيا بأن تكون دولة وسيطة بين الولايات المتحدة والدول العربية وفي الوساطة بين روسيا وواشنطن، لذلك فإن القمة الوزارية العربية الإسرائيلية الأمريكية في النقب سيكون لها تداعيات كبيرة على المشهد السياسي في المنطقة.
