الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الاختيار3.. لماذا انقلبت الجماعة على عبد المنعم أبو الفتوح المؤسس الثاني لها؟

عبد المنعم أبو الفتوح
عبد المنعم أبو الفتوح

يستمر مسلسل الاختيار 3 "القرار" بفضح جماعة الإخوان الإرهابية وخططها ومؤامراتها على الدولة المصرية، وليس ذلك فحسب بل يفضح انشقاقاتهم الداخلية وخلافاتهم التنظيمية الكبرى بين قيادات التنظيم الإرهابي الذي طول تاريخه يوهم أتباعه بأن الجماعة قوية ولا يوجد بها انشقاقات أو صراعات وجميعهم تحت راية واحدة.

ولكن في الحقيقة الأمر في غالية الاختلاف، فهناك العديد من الانشقاقات والاختلافات التي توالت على الجماعة منذ تأسيسها على يد الإرهابي حسن البنا وصولا إلى جلوسهم على سدة الحكم، ولكن هذه الانشقاقات لم تكن تظهر للعلن ويحافظون على سريتها حفظا على هيبة وتنظيم الجماعة.

ويفضح مسلسل الاختيار 3 في حلقته الرابعة الخلاف الذي نشب بين قيادات الجماعة وبين عبد المنعم أبو الفتوح القيادي الإخوانى والذي يعتبر المؤسس الثاني للجماعة، وهذا الاختلاف لم يكن وليد اللحظة بل كان له تاريخ طويل بداية من دخول أبو الفتوح الجماعة في أيام عمر التلمساني.

وقد ظهر في الحلقة مرشد الجماعة الإرهابي محمد بديع وبجانبه الإرهابي محمد مرسي الرئيس المعزول، وهما يتكلمان عند عبد المنعم أبو الفتوح في فترة ترشحه للرئاسة، ومن هنا يسلط المسلسل الضوء على الانشقاق الذي كان حادثا بين القيادات الجماعة وبين عبد المنعم أبو الفتوح حتي وصل الأمر بإخراج أبو الفتوح من الجماعة نهائيا.

المؤسس الثاني للجماعة

ومن جانبه يكشف سامح عيد، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، عن علاقة جماعة الإخوان الإرهابية بعد المنعم أبو الفتوح، وكيف وصل الخلاف إلى إهانة أبو الفتوح من قبل مرشد الجماعة، قائلا إن عبد المنعم أبو الفتوح يعتبر المؤسس الثاني للجماعة، وذلك لأن عند دخول الجماعة إلى السجن في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وتشرذمهم في مختلف دول العالم، جاءت فترة السبعينات وتم إخراج معظم القيادات الإخوانية من السجن وإعادتهم إلى الحياة مجددا.

وأضاف عيد في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه في ذلك الوقت كانت الجماعة منهكة وليس بها شباب تعتمد عليهم ومعظم قياداتها ضربتهم الشيخوخة وتقدوا في العمر، وفي ذلك الوقت كان عبد المنعم أبو الفتوح رئيسا لاتحاد طلاب كلية الطب ولاحقا أصبح رئيس اتحاد الجماعة ككل وأصبح الرمز الأول في مصر، وأسس حينها "الجماعة الإسلامية" والتي كانت فروعها تمتد إلى جميع محافظات الجمهورية.

وتابع: "في ذلك الحين تم الالتقاء بين عبد المنعم أبو الفتوح وبين القيادات الإخوانية ومنهم التلمساني ومصطفي مشهور وغيرهم وحصل نوع من أنواع الوفاق بينهم واتفقوا على ربط جماعة الإخوان بالجماعة الإسلامية التي كان يترأسها أبو الفتوح وأبو العلا ماضي والزعفراني وعصام العريان وناجح إبراهيم وغيرهم من الشباب الإسلامي الجامعي".

وأكمل: "وافقت بعض قوي الجماعة الإسلامية للانضمام إلى الإخوان ومنهم عبد المنعم أبو الفتوح والزعفراني وعصام العريان ومحمد عبد اللطيف وأبو العلا ماضي وغيرهم، بينما رفض الانضمام العديد من القيادات الأخرى الأخر ومن أشهرهم ناجح إبراهيم وغيره وهي المجموعة التي أعلنت اغتيال الرئيس محمد أنور السادات".

وأشار عيد إلى أن المجموعة الشبابية الجديدة التي انضمت إلى جماعة الإخوان في ذلك التوقيت بقيادة عبد المنعم أبو الفتوح، هي التي أعضت دفعة قوية للجماعة وأصبح لها تواجد على الأرض من الجديد، لذلك يعتبر أبو الفتوح المؤسس الثاني للإخوان.

انقلاب الجماعة على أبو الفتوح

وعن انقلاب قيادات الإخوان على عبد المنعم أبو الفتوح، قال الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، إن القيادات القديمة في جماعة الإخوان كانوا منزعجين من كل جيل الشباب الذي تربي في مجال فتوح والكلام على المنابر وفي مدرجات الكلية والجامعة، بينما كان نهج الإخوان القدامى في ذلك الوقت السرية والخفاء في العمل،  لذلك كان هناك انزعاج من الشباب ومحاولة لتطويعهم للخضوع للقيادات والسمع والطاعة والعمل في الخفاء

وتابع: "الأمر الذي كان من الصعب تقبله من قبل جيل الشباب الذي تربي على المنابر والأماكن المفتوحة، لأن هذا الجيل هو من سيطر على جميع النقابات فيما بعد وكان عبد المنعم أبو الفتوح رئيس اتحاد الأطباء العرب ولجنة الإغاثة وغيره من القيادات الإخوانية التي تربعت على العمل العام".

وأضاف عيد أن هناك العديد من القيادات الشبابية خضعت للجيل القديم للإخوان، ولكن القيادات الكبرى لم يستطيعوا إخضاعهم، لذلك تم تمرد الوسط الذي قادة أبو العلا ماضي وعصام سلطان وعبد المنعم أبو الفتوح عام 1996.

وأشار إلى أن عبد المنعم أبو الفتوح في ذلك الوقت كان عضو في مكتب الإرشاد وله اسم كبير في الجماعة، ولكن في واقع الأمر كان مهمشا بداخل التنظيم حتي وصل الأمر إلى قول "إن كلام أبو الفتوح الإعلامي لا يتم الأخذ بها، وأن الكلام يؤخذ من التنظيم والقيادات الكبرى فقط".

إخراج أبو الفتوح من الجماعة

وأوضح عيد أنه عند ترشح عبد المنعم أبو الفتوح إلى الرئاسة تم شطبه من جماعة الإخوان نهائيا، وذلك لأن الجماعة في ذلك التوقيت كانت تقول في الأوساط الإعلامية والسياسية أنها لن تترشح للرئاسة نهائيا، ولكنها دخلت سباق الانتخابات فيما بعد.

وتابع: "في ذلك التوقيت الذي ترشح فيه أبو الفتوح للراسة، كان خيرت الشاطر يجول في المحافظات يحرض ضد عبد المنعم أبو الفتوح وعدم انتخابه، وكان هناك فيديو شهير لأحد القيادات الإخوان ويقول للأخوات "نساء الإخوان" يقول لهم بإن عبد المنعم أبو الفتوح سيكون أسوء من جمال عبد الناصر وسيقوم بمنع الحجاب في البلاد، وكانت هذه الرسائل التي تنشرها الجماعة عن أبو الفتوح في ذلك الوقت".

واختتم: "من ذلك الوقت تم فصل عبد المنعم أبو الفتوح من الجماعة لعدم تقبل السمع والطاعة من قبل القيادات الكبرى".