الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحرب الأوكرانية تنذر بعصر جديد للسياسة الأمنية بالعالم..لماذا وقفت اليابان ضد روسيا؟

أحدث غواصة يابانية
أحدث غواصة يابانية حربية جرى إطلاقها في 2021

أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تغيير المشهد الأمني ​​في أوروبا بسرعة، حيث كثف حلف الناتو من انتشار قواته في الدول الأعضاء بأوروبا الشرقية، بينما تستعد السويد وفنلندا لتقديم طلب للحصول على عضوية حلف الناتو، وهي خطوة عارضتها سابقًا وتقبلتها شعوبهما الآن، وفق ما ذكرت مجلة ذا ديبلومات. 

وفي تحول درامي، أعلن المستشار الألماني الجديد أولاف شولتز عن استثمارات لم يكن من الممكن تصورها في السابق في القدرات العسكرية الألمانية وشحنات الأسلحة إلى أوكرانيا. 

وذكرت المجلة، أن شولتز، لديه سبب وجيه لاعتبار الغزو الروسي لأوكرانيا، لحظة فاصلة ونهاية لحقبة زمنية طويلة، مشيرًا إلى فترة الهدوء النسبي التي سيطرت على أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية وحتى الآن.

ومع ذلك، دفعت الحرب في أوكرانيا الجماهير الأوروبية إلى مراجعة جذرية ليس فقط لتصوراتهم ولكن سياساتهم، ومن الواضح أن الجمهور الياباني مستعد لإجراء مثل هذه المراجعات الشاملة.

للتوضيح، أدت الحرب في أوكرانيا إلى رد فعل مختلف كثيرًا من اليابان عن الأزمات الدولية السابقة.

منذ فبراير، فرضت اليابان مجموعة واسعة ومتصاعدة من العقوبات الاقتصادية على روسيا بالتنسيق مع دول مجموعة السبع، بما في ذلك تجميد الأصول الروسية وطرد الدبلوماسيين الروس.

وتفسر المجلة الاستجابة اليابانية القوية مع هذه الأزمة، ليس لأن هذا الدفع من قبل الحكومة فقط، ولكن أيضًا من خلال رد فعل الجمهور على الحرب في أوكرانيا.

 كان هذا واضحًا في وقت مبكر، حيث وقف الشعب بقوة وراء فرض عقوبات اقتصادية على روسيا. 

وفقًا  لمسح أجرته قناة نيكي طوكيو تي في،  بعد بدء الغزو مباشرة، فضل 61٪ من اليابانيين فرض عقوبات صارمة على روسيا بالتوافق مع الولايات المتحدة والشركاء الأوروبيين، وهذا ضعف مستوى الدعم الذي شوهد بين الجمهور الياباني في مارس 2014، بعد غزو روسيا لشبه جزيرة القرم وضمها. 

وحول ما يفسر رد الفعل القوي للجمهور الياباني تجاه هذه الأزمة. . فمن المؤكد أن حجم الحرب يعد أكبر مما كانت عليه النزاعات الدولية السابقة، علاوة على المقاومة الحازمة للشعب الأوكراني في مواجهة غزو جار أكبر وأقوى. ولكن بعيدًا عن هذا السرد، فإن الدافع وراء ذلك، ما قاله رئيس الوزراء الياباني كيشيدا فوميو من أن الغزو الروسي يعد تدخلًا وتغييرًا أحادي الجانب لوضع قائم بالقوة، وهو أمر يقترب كثيرًا ليمس باليابانيين، ولا يمكن السكوت عنه في أن تقوم دولة كبرى بالهجوم على الأخرى دونما أسباب حقيقية.

وتثير احتمالية استخدام الدول القوة العسكرية لإعادة ترسيم الحدود مخاوف في اليابان، وذلك لسبب وجيه، حيث يوجد نزاع مستمر بين اليابان والصين حول جزر سينكاكو (التي تطالب بها الصين باسم دياويو)، ما يجعل ذلك مصدر قلق أمني كبير لطوكيو.

كما ازدادت عمليات التوغل في المياه الإقليمية اليابانية خلال العقد الماضي، ونفذت القوات الجوية الروسية والصينية مهمات تدريبية جوية حول اليابان. 

على الرغم من أن الإدارات الأمريكية قد صرحت كثيرًا بأن تلك الجزر التي تديرها اليابان محمية بضمانات الدفاع المشترك بين اليابان والولايات المتحدة، إلا أن الرأي العام الياباني قلق بشأن السابقة التي أرساها الغزو الروسي لأوكرانيا.