الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نبوءة بيل جيتس وتحول جدري القرود لوباء.. طبيب: لا داعي للخوف منه

جدري القرود
جدري القرود

تسبب تفشي فيروس جدري القرود عالميا في حالة من الرعب الشديد والفزع حول العالم نتيجة زيادة عدد حالات الإصابة بـ "جدري القرود" خارج أفريقيا.

جدري القرود 

جدري القرود والرعب الشديد حوله 

وعقدت منظمة الصحة العالمية اجتماعا طارئا، ناقش فيه الخبراء احتمالات انتشار ذلك النوع من العدوى الفيروسية، ما يعيد إلى الواجهة تحذيرات بيل جيتس وغيره خلال أزمة وباء كورونا في العامين الماضيين من أن "العالم ليس مستعدا بما يكفي لمواجهة أزمة وباء واسع النطاق".

فـ"جدري القرود" موجود في بعض دول أفريقيا كوباء محلي، وتتضمن أعراضه الإصابة بالحمى وتضخم العقد الليمفاوية وظهور بثرات كبيرة على الجلد.

وظهرت أول حالة حديثة خارج أفريقيا قبل أيام في بريطانيا، وسرعان ما ظهرت حالات أخرى هناك.

كما سجلت حالات إصابة في دول أوروبية وفي أستراليا وكندا والولايات المتحدة.

ويبلغ عدد حالات "جدري القرود" التي تم تسجيلها حتى الآن في أوروبا وبريطانيا وأميركا الشمالية وأستراليا 86 حالة مثبتة و57 حالة مشتبه فيها، ولم تسجل أي وفيات بالمرض حتى الآن.

فمع تزايد القلق بشأن مرض جدري القرود الذي انتشر في عدد من الدول، ووصل إلى منطقة الشرق الأوسط، يركز العلماء جهودهم لكشف كل المعلومات المتعلقة بالفيروس، مما يسهل عملية مواجهته.

ويعد جدري القرود مرضا معديا عادة ما يكون خفيفا، وهو متوطن في مناطق من غرب ووسط قارة إفريقيا والإصابة بالمرض في بدايتها كانت تحدث عند الاحتكاك بالحيوان المصاب، إلا أنها الآن تنتقل الآن بين شخص وآخر.

جدري القرود 

جدري القرود انتشاره بطئ جدا

وانتشر المرض في عدد من الدول غير الإفريقية، ثم وصل إلى الشرق الأوسط، مع تسجيل إسرائيل أول إصابة بالمنطقة.

وينتشر هذا المرض من خلال الاحتكاك المباشر، مثل لمس ملابس الشخص المصاب أو لعابه، ويعد الاتصال الجنسي واحدا من أبرز أسباب العدوى.

وحول انتشار جدري القرود على غرار فيروس كورونا، قال الدكتور عاصم فرج، أستاذ الأمراض الجلدية، إن فيروس جدري القرود لم ينتشر ولم يصل إطلاقا مثل انتشار فيروس كورونا اللعين لأنه كان ينتشر نتيجة الرزاز بجانب الإصابة به عند قرب المسافة بين الشخص واخر.

وأوضح فرج في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن جدري القرود يختلف تماما الإصابة به عن فيروس كورونا “الوبائي السريع الانتشار”، أما جدري القرود ليس سريع الانتشار نهائيا لان الإصابة به تقع نتيجة الملمس، وغير ذلك لا يوجد إصابة به في مصر، وبتالي جدري القرود شبيه بالجدري المعروف وهذا يدل على البطيء الشديد لانتقال الفيروس.

وتابع: لا يوجد انتشار سريع لجدري القرود مثل فيروس كورونا، لذلك نستبعد هذا الاحتمال الوارد على لسان بعض الأشخاص، لان فيروس كورونا سريع الانتشار وجدري القرود بطيء جدا عن الانتشار، ولا ينتقل عبر الهواء لمسافات طويلة، ولكن عن طريق مخالطة المصابين بالفيروس لفترات طويلة  لمدة شهور وبشكل وثيق، وهو ما يجعل أنه من غير المرجح تحوله لجائحة عالمية مثل فيروس كورونا المخيف.

وأكد: "على الناس حماية أنفسهم من خلال اتباع بعد الطرق وهي تجنب ملامسة الحيوانات التي يمكن أن تقوي الفيروس بجانب تجنب ملامسة أي مواد خاصة بالمريض، والحرص الشديد على غسل اليدين بانتظام عقب الاعتناء بمرضى جدري القرود أو بعد ملامسة الحيوانات المصابة، باستخدام الماء والصابون أو معقم اليدين المعتمد على الكحول.

واختتم قائلاً: يجب طهي جميع المنتجات الحيوانية بشكل جيد قبل تناولها، وارتداء قفازات ومعدات حماية عند الاعتناء بالمرضى المصابين بالفيروس.

الدكتور عاصم فرج، أستاذ الأمراض الجلدية

مرض جدري القرود ونسبة الوفيات 

وجدري القرود هو مرض نادر يحدث أساسا في المناطق النائية من وسط إفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة، وهو مرض فيروسي حيواني المنشأ ينقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدة.

ومع أن الجدري كان قد استؤصِل في عام 1980، فإن جدري القردة لا يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء إفريقيا، كما ينتمي فيروس جدري القردة إلى جنس الفيروسية الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري.

وينقل فيروس جدري القردة إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتشاره على المستوى الثانوي محدود من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر، ويتراوح في العادة معدل الإماتة في الحالات الناجمة عن فاشيات جدري القردة بين 1 و10%، وتلحق معظم وفياته بالفئات الأصغر سنا.

وأكدت منظمة الصحة العالمية، أنه كشف لأول مرة عن جدري القردة بين البشر في عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة استؤصل منها الجدري في عام 1968. 

وأبلغ منذ ذلك الحين عن حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب إفريقيا، خصوصا في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي رئي أنها موطونة به، والتي اندلعت فيها فاشية كبرى للمرض في عامي 1996 و1997.

ويمكن أن ينجم انتقال المرض على المستوى الثانوي أو من إنسان إلى آخر عن طرق:

  • المخالطة الحميمة لإفرازات السبيل التنفسي لشخص مصاب بعدوى المرض أو لآفاته الجلدية.
  • ملامسة أشياء لوثت مؤخرا بسوائل المريض أو بمواد تسبب الآفات.
  • كما ينتقل المرض في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادة فترات طويلة من التواصل وجها لوجه، مما يعرض أفراد الأسرة من الحالات النشطة لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير.
  • كما يمكن أن ينتقل المرض عن طريق التلقيح أو عبر المشيمة (جدري القردة الخلقي)، ولا توجد حتى الآن أي بيانات تثبت أن جدري القردة يمكنه الاستحكام بين بني البشر بمجرد انتقاله من شخص إلى آخر.
جدري القرود 

علامات مرض الجدري وأعراضه

وأوضحت منظمة الصحة العالمية أعراض المرض، حيث تتراوح فترة حضانة جدري القردة وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها بين 6 أيام و16 يوما، بيد أنها يمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوما.

وتنقسم مراحل العدوى إلى فترة الغزو صفر يوم و5 أيام، ومن سماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد.

وفترة ظهور الطفح الجلدي في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى والتي تتبلور فيها مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. 

ويكون وقع الطفح أشد ما يكون على الوجه في 95% من الحالات وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين 75%.

ومن جانب ذلك، أشارت المنظمة إلى أن الطريقة الوحيدة للحد من إصابة الناس بعدواه هي إذكاء الوعي بعوامل الخطر المرتبطة به وتثقيف الناس بشأن التدابير التي يمكنهم اتخاذها من أجل الحد من معدل التعرض له، ولا غنى عن تدابير الترصد والإسراع في تشخيص الحالات الجديدة من أجل احتواء الفاشيات.

وللحد من خطر انتقال العدوى من إنسان إلى آخر ينبغي تجنب المخالطة الجسدية الحميمة للمصابين بعدوى جدري القردة، ولابد من ارتداء قفازات ومعدات حماية عند الاعتناء بالمرضى، كما ينبغي الحرص على غسل اليدين بانتظام عقب الاعتناء بهم أو زيارتهم.

والحد من خطر انتقال المرض من الحيوانات إلى البشر ينبغي أن تركز الجهود المبذولة للوقاية من انتقال الفيروس في البلدان الموطونة به على طهي كل المنتجات الحيوانية (الدم واللحوم) بشكل جيد قبل أكلها، كما ينبغي ارتداء قفازات وغيرها من ملابس الحماية المناسبة عند مناولة الحيوانات المريضة أو أنسجتها الحاملة للعدوى وأثناء ممارسات ذبحها.

بلجيكا تطبق الحجر الصحي الاجباري 

والجدير بالذكر، أصبحت بلجيكا أول دولة تطبق الحجر الصحى الإجبارى لمدة 21 يوما ضد جدرى القرود، حيث تؤكد 14 دولة تفشى المرض الفيروس بها ويحذر الأطباء من "ارتفاع كبير" فى حالات الإصابة بالمملكة المتحدة، حسبما ذكرت صحيفة "الديلى ميل".

بلجيكا تفرض الحجر الصحي