الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من الممكن إيقافها اليوم| شروط إنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

دخلت الأزمة الروسية الأوكرانية يومها الـ 128،  وشهدت الأسابيع الماضية مرحلة استنزاف قاسية بتركيز القوات الروسية على استهداف الأجزاء التي تسيطر عليها أوكرانيا من منطقة دونباس، والتي ترغب موسكو في الاستيلاء عليها لصالح الانفصاليين المتحالفين معها.

وفي هذا الصدد، أعلنت روسيا، الثلاثاء، استعدادها لإنهاء الحرب المندلعة في أوكرانيا خلال يوم واحد فقط، وذلك بمجرد إعلان كييف الاستسلام، في خطوة تظهر أن نهاية الحرب لا تزال بعيدة المنال.

شروط وقف الحرب في أوكرانيا 

وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن كييف يمكن أن توقف كل شيء (العملية الروسية في أوكرانيا) قبل نهاية اليوم، بقبول شروط موسكو وإعطاء أوامرها للجيش الأوكراني بإلقاء أسلحته.

وأضاف الكرلمين، نهاية الحرب المشتعلة منذ أشهر ممكنة إذا أصدرت كييف أمرا للوحدات القومية لإلقاء السلاح في إشارة إلى القوات الأوكرانية، معتبرا أن الأمر ضروري.

وتعتزم روسيا على استمرار الحرب حتى النهاية، ولن ترتضي بتوقف القتال عند الحدود الحالية حيث تسيطر القوات الروسية على أجزاء من شرق وجنوب أوكرانيا.

ومن جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، إنها قصفت بالصواريخ مستودع أسلحة في مدينة كريمنتشوك الأوكرانية، مما أسفر عن انفجار ذخيرة أدى إلى نشوب حريق في مركز تجاري قريب.

رفض زيلنيسكي الشروط بعد موافقته

وتقول الدكتورة نورهان الشيخ استاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن شروط موسكو وإعطاء أوامرها للجيش الأوكراني بإلقاء أسلحته، مطروحة من بداية المفاوضات، حيث أنها كانت شروط روسيا من البداية في الاعتراف باستقلال دوناس قولو اسيس، ووافق زيلنيسكي على تلك الشروط حينها.

وأضافت الشيخ- خلال تصريحات لـ "صدى البلد": "وبعد ذلك انقلب ورفض زيلينسكي تلك الشروط، وتلك الشروط كانت مطروحة من البداية ولكنها كانت إعادة تأكيد ردا على بيان مجموعة السبع، حيث أن تلك المجموعة أشارت إلى نقطتين متناقضتين".

وأشارت الشيخ، إلى أن مجموعة السبع أشارت إلى أن كييف لها مطلق الحرية في قبول المفاوضات دون أى تأثير خارجي، وفي نفس الوقت صرحوا باستمرارهم في الدعم العسكري لكييف، وبالتالي تلك الشروط كانت ردا على هذا البيان.

واختتمت: "روسيا لديها استعداد في إيقاف وضع القتال، ولكن بشروطها التي أعلنتها منذ بدء العملية العسكرية،  ولا يوجد تغيير في الموقف الروسي، وتلك الإشارة التي يطرحها البيان الخاصة بالمفاوضات وإمكانية أن كييف يكون لها تسوية سلمية مع روسيا، وأنها مصرة على الشروط التي طرحتها من البداية".

مجموعة السبع تسعى لإنهاء الحرب 

ومن ناحية أخرى، تعهدت مجموعة السبع الدولية، كبرى القوى الصناعية في العالم، جعل روسيا تدفع ثمن باهظا لغزوها أوكرانيا، وفق ما أكد المستشار الألماني أولاف شولز، الثلاثاء، قائلا «يجب ألا يسمح لبوتين بأن ينتصر».

وشدد المستشار الألماني أولاف شولز، في البيان الختامي لمجموعة السبع «جي 7»، على «عدم السماح للرئيس الروسي فلاديمير بوتن بالانتصار».

وقال شولز في مؤتمر صحفي أعقب قمة المجموعة: «تقف مجموعة السبع صفا واحدا في دعمها لأوكرانيا»، مضيفا: «سنواصل رفع الكلفة السياسية والاقتصادية لهذه الحرب بالنسبة للرئيس (فلاديمير) بوتن ونظامه».

وبعد أن أطلقت روسيا الحرب في 24 فبراير الماضي، تحت شعار "عملية عسكرية خاصة لحماية دونباس"، وهو إقليم في شرق أوكرانيا تقول موسكو إن الناطقين بالروسية هناك يعانون من اضطهاد السلطات الأوكرانية.

عملية عسكرية خاصة لحماية دونباس

وبعد قصف صاروخي مكثف، تقدمت القوات الروسية صوب العاصمة كييف سريعا، لكنها فشلت في اقتحامها، مطلع أبريل الماضي، وركزت القتال في شرقي أوكرانيا وجنوبيها.

وتمكنت القوات الروسية من بسط سيطرتها على مديتين ماريوبول وسيفرودنيتسك، وباتت على وشك إنهاء الوجود الأوكراني في منطقة لوغانسك، التي تشكل مع منطقة دونيتسك إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، وهو المركز الصناعي للبلاد.

وبدا أن الاستراتيجية العسكرية الروسية في الأسابيع الأخيرة تسير نحو السيطرة على أكبر مساحة من الأراضي والمدن الاستراتيجية لإنهاء العملية العسكرية وإجبار كييف على التفاوض.

ومن ناحية أخرى، أكد المسؤولون الأمريكيون لشبكة CNN أن هذا التقييم الأكثر تشاؤمًا  لا يعني أن الولايات المتحدة تخطط للضغط على أوكرانيا لتقديم أي تنازلات إقليمية رسمية لروسيا من أجل إنهاء الحرب.

 حصيلة القصف الروسي على أوكرانيا 

هناك أيضًا أمل في أن تتمكن القوات الأوكرانية من استعادة أجزاء كبيرة من الأراضي في هجوم مضاد محتمل في وقت لاحق من هذا العام.

والجدير بالذكر، أعلنت هيئة الإسعاف الأوكرانية، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة القصف الروسي على مركز تسوق وسط أوكرانيا إلى 16 قتيلا و56 مصابا.

فيما أكدت مجموعة السبع، أمس الاثنين، أن الضربة الروسية "المروعة" على مركز تسوق في أوكرانيا، "جريمة حرب"، مشددة على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمسؤولين عن تلك الهجمات "سيحاسبون".

وطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من قادة مجموعة السبع المجتمعين في ألمانيا "دعماً كاملاً وتاماً" لإنهاء الحرب.