EN 
دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الحوار الوطني الشامل، خلال حفل إفطار الأسرة المصرية رمضان الماضي 2022، والتي لاقت بدورها ترحيبًا شديدًا من جميع القوى السياسية المصرية، وأبدوا استعدادهم للمشاركة في حوار يستهدف تحقيق البناء للدولة المصرية.
عقد أولى جلسات الحوار الوطني
ويعتبر انعقاد أولي جلسات مجلس أمناء الحوار الوطني اليوم الثلاثاء هو البداية الرسمية لأعمال وفعاليات الحوار الوطني، والتي سينظر مجلس الأمناء خلال جلسته الأولى في تفاصيله ومواعيد جلساته ويتخذ القرارات اللازمة بشأنها، ويعلنها للرأي العام ليتيح له التفاعل مع الحوار والمشاركة فيه بمختلف الوسائل المباشرة والإلكترونية.
وتأكيداً لحق الرأي العام في المعرفة والمتابعة الفورية والشفافة لمجريات الحوار، سيتم عقد مؤتمر صحفي لوسائل الصحافة والإعلام المصرية والأجنبية، عقب انتهاء اجتماع مجلس الأمناء، لإعلان ما تم فيه، وأن هذا الحق في المعرفة والمتابعة الفورية والشفافة سيكون مكفولاً للرأي العام طوال مجريات وفعاليات الحوار.
وعلى مدار الأيام الماضية، استقبلت الأكاديمية الوطنية للتدريب، برئاسة الدكتورة رشا راغب، وفودا من القوى السياسية المختلفة المشاركة في الحوار الوطني، لتتلقى الرؤى والمقترحات التي عكفت الأحزاب على تجهيزها، من أجل تقديم رؤيتها في عدد من الملفات ذات الأهمية.
فائدة الحوار الوطني للمصريين
كما استمرت إدارة الحوار الوطني في استقبال طلبات المشاركة في الحوار الوطني والرؤى والمقترحات، فضلًا عن توسيع قاعدة المشاركة في الحوار من خلال دعوة جميع ممثلي المجتمع المصري بكافة فئاته ومؤسساته بأكبر عدد ممكن لضمان تمثيل جميع الفئات في الحوار الوطني، والحرص على الوصول إلى جميع مناطق الجمهورية وبالتنسيق مع كافة التيارات السياسية الحزبية والشبابية لإدارة حوار وطني فعال.
ويقول الكاتب الصحفي نبيل نجم الدين، المتخصص في العلاقات الدولية، إن الحوار الوطني الذي بدأ بالفعل اليوم الثلاثاء، هو ثمرة للمبادرة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي في إفطار الأسرة المصرية خلال شهر رمضان الماضي، والتي دعا فيها القوى الوطنية للحوار حول القضايا الوطنية.
وأضاف نجم الدين-خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أنها لم تكن المرة الأولى التي يدعو فيها الرئيس السيسي جميع الطوائف للحوار، حيث عرض الأمر على تنظيم الإخوان في عام ٢٠١٤ وقام بتنفيذ مبادرة وطنية بأن يتقدموا لانتخابات مبكرة ويتركوا الأمر للشعب، وللأسف لم تحدث الاستجابة.
وأشار نجم الدين، إلى أن الحوار الوطني الذي بدأ اليوم بين القوى السياسية المصرية هو استمرار لنهج الدولة نحو السلام المجتمعي الذي يولد من خلال الحوار الوطني، وهو القاعدة التي يبني عليها الاستقرار والسلام المجتمعي.
وأوضح أن قرار رئيس الجمهورية صدر العديد من القرارات للاكاديمية الوطنية للتدريب، لتقوم بالتنسيق مع كل التيارات السياسة والقوى السياسية والمجتمع المدني، لإدارة حوار سياسي حول اليات العمل الوطني في المرحلة الراهنة.
انتقال مصر إلى مرحلة جديد
وأكد الكاتب الصحفي، أن هذا الحوار الوطني يعبر عن انتقال مصر الى المرحلة الجديدة وذلك بعد مواجهة التحديات الاستثنائية منذ عام ٢٠١١ و ٢٠١٣ وتحديات كورونا والحرب الروسية، حيث رأت القيادة السياسية في مصر أن هذا هو الوقت مناسب للدخول في المرحلة الثانية من الحكم، بهذا الحوار الوطني.
واردف: "ارحب بشكل كبير بهذا الحوار، لأن الأصل في الحياة هو الحوار والتعدد والاختلاف، ونحن في السياسية نتكلم دائما عن الممكن وليس المستحيل، ولذلك اتمنى من المشاركين والمنظمين للحوار الوطني ان يتم استغلال هذه الفرصة الذهبية في اشاعة ثقافة الحوار وإشاعة ثقافة الاختلاف، والاختلاف من أجل الوطن".
ولفت نبيل نجم الدين، إلى أن اهتمام الشعب المصري وممثليه بهذه المبادرة، ظهر في حجم او عدد استمارات وطلبات المشاركة بالحوار والتي وصلت لما يقرب من ٧٠ ألف استمارة، وأكثر من حوالي ٤٠٠ شخصية عامة تلقت الدعوات، شملت جميع الفئات باستثناء الإخوان الذين لم يتجاوبوا مع مبادرة الرئيس في عام ٢٠١٤.
وأضاف نبيل نجم الدين، أن إدارة الحوار الوطني استهدفت الفئات التي سوف تشارك في الحوار، وهي الأحزاب المؤيدة والمعارضة والوسط، ومنظمات المجتمع المدني، والطوائف السياسية والطبية والإعلاميين والصحفيين والفنانين والمثقفين وممثلي اتحاد الصناعات واتحاد الغرف الصناعية التجارية وأعضاء مجلس النواب والشيوخ.
وأوضح أنه تم تشكيل مجلس أمناء الحوار الوطني، ليضم ١٩ عضوا من رموز المجتمع المدني المصري، وهذا الكيان سيكون حلقة الوصل بين المتحاورين وبين القيادة السياسية، ومن أولى مهام الحوار هو نقاش القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية الخارجية وتقديم توصيات للقيادة السياسية في مصر حول نتائج حوار المجتمع المدني المصري لأولويات المرحلة".
وأشاد نبيل نجم الدين، في ختام تصريحه بهذه المبادرة الرئاسية، لأننا في أمس الحاجة بمصر للحوار في هذه المرحلة الحرجة، وتى يفهم المصريون كيف يتحاورن ويصلوا لنوع من الاتفاق في الحوار".
الأهداف الرئيسية من الحوار الوطني
ونرصد لكم أهم أهداف الحوار الوطني:
- عمليات وأهداف واسعة النطاق، مثل وضع عقد اجتماعي جديد
- التصدي للاضطرابات السياسية الكبرى، وفتح ابواب الديمقراطية امام الجهات الفاعلة
- ردم الفجوة بين المواطنين وبين النخبة الحاكمة
- تعزيز الجانب التشاركي في الحكم والتنمية
- تستخدم كاداة لادارة عمليات التغيير المعقدة في المجتمعات وتبني سياسات التحديث
- تتضمن نطاق واسع من القضايا
- اتخاذ تغيير قصير الامد، ويعتبر وسيلة لحل او منع حدوث اندلاعات عنف مسلحة بين اطراف المجتمع او اندلاع حرب اهلية
- كسر الجمود السياسي، واعادة التوافق السياسي بين المسؤولين وبين ابناء المجتمع والتفاوض من اجل تحقيق التغيير
