الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مقاومة التغيير

محمود خليل
محمود خليل

تتطلع كل المؤسسات دائماً لقائد ناجح يستطيع أن يعبر بها لمرحلة جديدة من التطور والتقدم والإزدهار، وينطبق ذلك على كل المؤسسات إبتداءاً بالدول والأمَم ومروراً بالشَركات وإنتهاءاَ بمؤسسة الزواج نفسها،  والقائد الناجح هو ذلك القائد صاحب الحِلم الواقعى القابل للتحقيق،ثم هو صاحب خُطة متكاملة لتحقيق الحلم، ويبدأ القائد الناجح عمله بتقييم المؤسسة وإمكانياتها وإمكانيات من يعمل فيها، بعدها يعمل القائد على وضع خطة واقعية للتطوير تصل به إلى حلمه ليبدأ فى التنفيذ بعدها مُباشرة.

وما أن يبدأ القائد فى تنفيذ مهمته الجديدة إعتماداً على هِمة وحماس المُنفذين سواءاً كانوا شعباً أو موظفين أو زوجة حتى ينقسم منفذوا الخُطة إلى فريقين فريق مؤيد وفريق مُعارض، فالفريق المؤيد يستمتع بالتغيير ويرى فى تعلم أساليب جديدة والتدرب على مهارات جديدة مكسباً فى حد ذاته فيتعلًّق بالقائد الجديد وبخُطته ويزداد إيماناً به يوماً بعد يوم.

أما الفريق المُعارض للتغيير فسيقاوم التغيير بكُل قوة، و المُقاومون أنواع فهناك من يُقاوم من أجل مصلحةٍ ما إعتاد على الإستفادة منها مادية كانت أو معنوية، ومنهم من يقاوم من باب الكَسَل وتوفير الجُهد  ، ومنهم من يقاوم من باب الأنانية والكِبر فهو إما أنه يرى أنه أكبر من أن يتغير لأجل أحد أو هدف وإما أنه يشعر بالغيرة من نجاحٍ مُرتقب لهذا القائد الجديد ومشروعه!

ويُبدع المقاومون فى الأسباب التى يسوقونها لإخفاء عجزهم وكسلهم وغِيرتِهم، وهم يتبعون في ذَلِك أساليب مُتعددة لا تكاد تنضب،  منها تثبيط الهمم والتقليل من شأن المشروع الجديد وأهميته وإستدعاء كل النماذج الفاشلة للتدليل على فشل المشروع،  ومنها افتعال المشاكل ووضع العقبة تلو الأخرى فى طريق القائد، ومنها الحياد فى أى صراع يخوضه القائد بدلاً من الدعم والتأييد، ومنها اللِعب على وتر العاطفة فترى كبار السن من الموظفين يتهمون القائد الجديد بالقسوة وغياب الرحمة وترى الزوجة تتهم زوجها الذى يريد لها الأفضل أنه لا يحبها، ومنها اللعب على وتر الدين فيُتهَم القائد بعدم الرضا بقضاء الله وقدره فَقَد لتطلعه للأفضل!

ولو إستمع كل قائد وكل صاحب رؤية ومشروع لهؤلاء فلن يتحرك من مكانه قيد أنمُلة ولن يُنجز شيئاً مما يريد وسيعيش مُتهِماً لنفسه بالفشل وعدم الواقعية وعدم الرضا بالقضاء، وسيموت هو ليعيش أخرون، وسيحزن هو ليسعد أخرون، ولا حلَّ للقائد الذى يُريد أن ينجح إلا إستبعاد من يُصر على عدم التغيير، وهو فى ذلك غير ملوم فقد أعذر من أنذر!