EN
تسعي مصر إلي الإستثمار فى مجال طاقة الهيدروجين الأخضر والاستفادة منها خاصة فى ظل التوجه العالمي نحو هذا المجال، وعليه وقعت مصر 7 مذكرات تفاهم مع شركات أجنبية لإنشاء مجمعات صناعية في المنطقة الصناعية بالعين السخنة شرق القاهرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
استراتجية قومية لانتاج الهيدروجين الأخضر
ووضعت الدولة المصرية استراتيجية قومية لتعظيم الاستفادة مما تمتلكه من إمكانات لتوليد الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعزيز الجهود بمشروعات الهيدروجين الأخضر باعتباره مصدرا واعدا للطاقة في المستقبل القريب بما يعزز الجهود التي تقوم بها مصر لتصبح ممرا لعبور الطاقة النظيفة.
تتهافت الدول على هذا المجال، ولكن ماهو الهيدروجين الأخضر وكم تكلفة انتاجه، وماهي مميزاته، كل تلك التفاصيل سنتعرف عليها فى السطور التالية….
تسارع مصر خطواتها نحو تعزيز وتبني مقترحات من أجل جذب الاستثمارات فى مجال انتاج الهيدروجين الأخضر، من خلال حوافز إضافية للاستثمار فى مجال انتاج الهيدروجين الأخضر ليس ذلك وفقط بل سعت الدولة المصرية لوضع "استراتيجية الطاقة" والتى شملت الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة، بما يدعم استراتيجيتها نحو التحول إلى مركز إقليمي للطاقة الجديدة والمتجددة واستراتيجية التنمية المستدامة "مصر 2030".
وفى إطار تلك الاستراتجية الخاصة بالهيدروجين الأخضر وقعت مصر خلال الفترة الماضية عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع شركات وتحالفات عالمية لبدء إنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
ماهي طاقة الهيدروجين الأخضر
ينتج الهيدروجي الأخضر من خلال كميات كبيرة من الهيدروجين هو الماء، ومحلل كهربائي كبير وإمدادات وفيرة من الكهرباء التى تأتي من مصادر متجددة مثل الرياح أو الطاقة الشمسية أو الهيدروجين.
الغاز المستخدم فى العالم كمادة كيميائية صناعية يكون إما بنيًا، أو رمادي، فالبني يتم تصنيعه من خلال تغويز الفحم " تحويل الكربون في الفحم فيهما إلى مركبات غازية "؛أما الغاز كمادة رمادية يتم تصنيعه من خلال إعادة تشكيل غاز الميثان بالبخار، ولا تعتبر أي من هاتين العمليتين صديقة للكربون تمامًا.
أما الهيدروجين الأزرق، عملية يتم فيها إنتاج الغاز عن طريق إعادة تشكيل غاز الميثان بالبخار ولكن يتم تقليل الانبعاثات باستخدام احتجاز الكربون وتخزينه، أما الهيدروجين الأخضر فهى الذي يقضي على الانبعاثات تقريبًا باستخدام الطاقة المتجددة.
اتجاه عالمي للهيدروجين الأخضر
تتجه دول العالم إلى انتاج الهيدروجين الأخضر لأنه أحد الحلول للتخلص من انبعاثات الكربون، كما أنها طاقة نظيفة صديقة للبيئة تستخدام الطاقة المتجددة النظيفة، إلا أن تكلفة المشروعات الخاصة بانتاج الهيدروجين الأخضر مكلفة للغاية نظرا للجمع بين التوليد المتجدد والوقود منخفض الكربون.
يعد إنتاج الهيدروجين الأخضر مكلف، وسيكون خفض تكلفة المحلل الكهربائي أمرًا بالغ الأهمية لتقليل سعر الهيدروجين الأخضر، وتقول وكالة الطاقة الدولية إن تكاليف المحلل الكهربائي قد تنخفض بمقدار النصف بحلول عام 2040، من حوالي 840 دولارًا لكل كيلووات من السعة اليوم.
تكلفة الهيدروجين العالية جعلت إجمالي انتاجه على مستوي العالم 1% من إجمالي إنتاج الهيدروجين السنوي، وفقًا لـ" وود ماكنزي" المتخصصة فى أبحاث الطاقة، والتى تتوقع ازدهارًا في الإنتاج في السنوات القادمة.
من يمتلك قاطرة الهيدروجين الأخضر
تسعي دول عدة للسيطرة على مجال انتاج الهيدروجين الأخضر، الأمر الذي دفعها إلى وضع استراتجيات قومية للعمل على انتاج هذا النوع من الطاقة من بينها البرتغال، التى خصص فى مايو 2020، 7 مليارات يورو (7.7 مليار دولار) حتى عام 2030 ضمن استراجية قومية لانتاج الهيدروجين الأخضر.
مصر من بين الدول التى تسعي لتطوير انتاج الهيدروجين الأخضر من خلال الاتفاقيات المشتركة لتنفيذ مشروعات إنشاء مجمعات صناعية بهدف إنتاج الهيدروجين الأخضر حيث وقت عدد من الجهات الحكومية المصرية، وهي هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة والهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس والشركة المصرية لنقل وتوزيع الكهرباء وصندوق مصر السيادي من جانب و7 شركات وتحالفات عالمية رائدة في إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة من جانب آخر.
ووفقا لمذكرة التفاهم الأولى، ستقوم شركة ((جلوبال إك)) البريطانية بإنشاء مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس على مساحة 10 ملايين متر مربع بحجم إنتاج يصل إلى مليوني طن سنوياً، وبموجب مذكرة التفاهم الثانية، ستقوم شركة ((الفنار)) السعودية بإقامة مصنع لإنتاج الوقود الأخضر على مساحة 4 ملايين متر مربع بطاقة إنتاجية إجمالية 500 ألف طن سنويا.
استثمارات ضخمة لانتاج الهيدروجين الأخضر
أما مذكرة التفاهم الثالثة، فبموجبها ستعمل شركة ((الكازار للطاقة)) الإماراتية على إنشاء مجمع صناعي لإنتاج الهيدروجين الأخضر على مساحة 37 ألف متر مربع بحجم إنتاج إجمالي يبلغ 230 ألف طن سنويا.
بينما تنص مذكرة التفاهم الرابعة على قيام شركة ((كي كي)) الإماراتية بإنشاء مصنع لانتاج 230 ألف طن سنويا من الهيدروجين الأخضر.
ووفقاً لمذكرة التفاهم الخامسة، ستقوم شركة ((إم إيه بي)) الأمريكية المصرية للطاقة بضخ استثمارات كبيرة لإنشاء مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بطاقة إنتاجية تصل إلى 120 ألف طن سنوياً من الأمونيا الخضراء.
وستقوم مجموعة ((أيه سي إم إيه)) الهندية بإنشاء مصنع لإنتاج الوقود الأخضر على مساحة 4.5 مليون متر مربع بحجم إنتاج إجمالي للمشروع يصل إلى 2.2 مليون طن سنوياً من الهيدروجين الأخضر، بحسب مذكرة التفاهم السادسة، ومن المقرر وفقا لمذكرة التفاهم السابعة أن تقوم شركة ((أكتيس)) البريطانية بإنشاء مجمع صناعي لإنتاج الوقود الأخضر من الهيدروجين والأمونيا الخضراء بطاقة إنتاجية تبلغ 200 ألف طن سنويا.
كما وقعت مصر مؤخرا مذكرة تفاهم لبدء الدراسات الأولية بشأن إقامة مصنع جديد لإنتاج الهيدروجين الأخضر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس باستثمارات تبلغ نحو 8 مليارات دولار، بسعة تصل إلى 220 ألف طن سنويا.
تم الاتفاق بين عدد من الجهات الحكومية هي: "هيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة المتجددة"، و"الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس"، و"الشركة المصرية لنقل الكهرباء" و"صندوق مصر السيادي"، والطرف الثاني المُتمثل في شركة "رنيو باور برايفت ليمتد" إحدى الشركات الرائدة في مجال الطاقة المتجددة في الهند.
