الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رفع الفائدة وصعود جنوني لـ الدولار .. رئيس الفيدرالي يعصف ببورصة أمريكا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أثار الخطاب الذي ألقاه رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول أمس الجمعة، جدلاً واستياءً واسعًا بين المستثمرين حيث أشار إلى أن البنك المركزي الأمريكي سيواصل رفع أسعار الفائدة، وتركها مرتفعة لفترة من الوقت حتى يتأكد من إنجاز مهمته في كبح التضخم، مستبعدا أن يعكس الفيدرالي هذا المسار قريبا.

وقال باول في كلمة طال انتظارها على هامش ندوة جاكسون هول، يوم الجمعة، إن "إعادة التضخم إلى مستوى 2 بالمئة، هو الشاغل الأساسي للفيدرالي في الوقت الحالي، على الرغم من أن هذه السياسة سوف تسبب بعض الألم الاقتصادي للمستهلكين والشركات".

وأضاف "من شأن أسعار الفائدة المرتفعة والنمو البطيء وظروف سوق العمل... أن تؤدي إلى تراجع التضخم لكنها ستجلب بعض الألم للأسر والشركات، وهذه هي التكاليف المؤسفة لخفض التضخم لكن الفشل في استعادة استقرار الأسعار سيعني ألما أكبر بكثير".

وأكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي، أن استعادة استقرار الأسعار من المرجح أن تتطلب الحفاظ على سياسية تقيدية لبعض الوقت، مضيفًا أن "السجل التاريخي يحذر بشدة من سياسة التخفيف قبل الأوان.. يجب أن نستمر في ذلك حتى يتم إنجاز المهمة".

زيادة كبيرة في الفائدة

ينصبّ تركيز اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في الوقت الحالي على إعادة التضخم إلى مستهدف 2 في المئة، إلا أن باول أكد أن زيادة أخرى "كبيرة بشكل غير عادي" في سعر الفائدة الرئيسي قد تكون مناسبة في اجتماع سبتمبر، لكنه قال إن القرار سيعتمد على مجمل البيانات والتوقعات.

وقبل كلمة باول، كان المستثمرون يرجحون احتمال زيادة الفائدة ما بين 50 و75 نقطة أساس أخرى في اجتماع سبتمبر، وذلك بعد أن رفعها بمقدار 75 نقطة أساس في يوليو الماضي للمرة الثانية على التوالي.

وتراجع معدل التضخم في الولايات المتحدة في يوليو الماضي إلى 8.5 بالمئة على أساس سنوي، بأكثر من التوقعات، بفضل انخفاض أسعار البنزين، لكنه لا يزال عند مستوياته المرتفعة الأعلى منذ أكثر من 40 عاما.

الأسهم الأمريكية تتهاوى

بعد خطاب باول على الفور، تهاوت الأسهم الأمريكية في تعاملات الجمعة، وقال بعض المحللين إن الخطاب أربك توقعات الفائدة قبيل اجتماع سبتمبر المرتقب للاحتياطي الفيدرالي.

وعمّقت الأسهم الأمريكية خسائرها عقب خطاب جيروم باول لتصل خسائر مؤشر “ستاندرد أند بورز 500” إلى 2 في المئة،، فيما فقد مؤشر “ناسداك 100” نحو 2.7 في المئة، من من قيمته.

وتفاعل المستثمرون مع خطاب باول بزيادة عوائد سندات الخزانة ذات الآجال الأقصر، و صعدت السندات لأجل عامين إلى 3.44 في المئة، بينما استأنف منحنى عائد السندات لأجل عامين إلى 10 سنوات التسطح.

كما واصل المستثمرون الرهان على رفع زيادة سعر الفائدة بنصف نقطة أو بثلاثة أرباع نقطة أخرى في اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في الفترة من 20 إلى 21 سبتمبر.

الدولار يقترب من أعلى مستوى له منذ عقدين

قبل خطاب باول استقر الدولار بالقرب من أعلى مستوياته في عقدين مقابل العملات الرئيسية الأخرى أمس الجمعة، وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، بشكل مطرد خلال الأسبوعين الماضيين، وهو قريب جدا من ذروة عقدين عند 109.29 التي سجلها في منتصف يوليو. وفي أحدث تداولات خلال يوم الجمعة، كان مستقرا عند 108.470.

وفي أوروبا، أدى ارتفاع أسعار الطاقة الناجم عن أزمة أوكرانيا إلى انخفاض التوقعات الاقتصادية، وأثقل كاهل اليورو والجنيه الإسترليني.

وانخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.5 بالمئة إلى 1.17750 دولار، إذ توقعت الجهات التنظيمية المعنية في بريطانيا ارتفاع فواتير الطاقة المنزلية بنسبة 80 بالمئة، وحذرت من "أزمة" تحتاج إلى إجراءات حكومية عاجلة.