الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القضاء على الإرهاب عبر 3 محاور.. كيف أصبحت التجربة المصرية تدرس عالميا؟

القضاء على الإرهاب
القضاء على الإرهاب

تمكنت مصر من تجفيف منابع الإرهاب وخفض العمليات الإرهابية بنسبة كبيرة، بالتزامن مع الجهود التنموية التي تبذلها الدولة من خلال خطة التنمية الشاملة، ومقارنة بعام 2014، الذي شهد تصاعدا وحدة فى العمليات الإرهابية رداً على سقوط جماعة الإخوان الإرهابية، إضافة إلى نجاح الدولة في تعقب مصادر التمويل وتشكيل لجان لـ مكافحة تمويل الإرهاب وهو ما ساهم في تجفيف منابعه.

التجربة المصرية في مكافحة الإرهاب

وأصبحت قوة مصر وقيادتها وانتصارها في مكافحة الإرهاب نموذجاً تحتذي به دول العالم  لمكافحة التنظيمات المتطرفة حاملي الفكر الهدام، وأصبح يطلق عليها "التجربة المصرية في مكافحة الإرهاب"، منذ تبني الرئيس عبد الفتاح السيسي عدداً من المبادرات لمواجهة الإرهاب ومكافحة التطرف، ساهمت بشكل كبير فى القضاء على الإرهاب والتطرف.

جهود مصر في مكافحة الإرهاب

وأطلقت وزارة الخارجية أمس، الأربعاء، التقرير الوطني لجمهورية مصر العربية حول مكافحة الإرهاب لعام 2022، باللغتين العربية والإنجليزية، يستعرض جهود الدولة المصرية ومقاربتها الشاملة لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وجرى إعداد التقرير بالتنسيق مع الوزارات وأجهزة الدولة المختلفة المعنية،ويبرز جهود تلك الجهات في مجابهة التهديدات الإرهابية، والسياسات والممارسات الوطنية المتبعة.

ويقدم التقرير عرضاً مفصلاً لمحاور المقاربة الشاملة التي تتبعها مصر للتعامل مع الأبعاد المختلفة لظاهرتي الإرهاب والتطرف، ومعالجة جذور هاتين المشكلتين بهدف الوقاية منهما، والجهود المبذولة لتحصين المجتمع، خاصةً فئة الشباب، من الانسياق وراء دعاوى التطرف. 

والتقرير يستعرض الجهود المبذولة من جانب أجهزة الدولة المعنية وفقاً للركائز الأربعة لاستراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، التي تتضمن التدابير الرامية إلى معالجة الظروف المؤدية إلى الإرهاب، وتدابير مكافحة الإرهاب والوقاية منه، والتدابير الرامية إلى بناء القدرات الوطنية في مجال مكافحة الإرهاب والوقاية منه وتعزيز دور منظومة الأمم المتحدة في هذا الصدد، والتدابير الرامية إلى ضمان احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون كضرورة لمكافحة الإرهاب.

واستعرض التقرير المنظومة التشريعية لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك التشريعات الوطنية وتعديلاتها التي تتسق مع التزامات مصر الدولية والإقليمية ذات الصلة، وكذلك  التجربة المصرية الرائدة في مجال التوعية والوقاية من الفكر المتطرف والتحريضي التي تستند إلى المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية في عام 2014 لتصويب الخطاب الديني لتحصين فئات المجتمع، وخاصةً الشباب من مخاطر الاستقطاب الفكري.

خبرات مصر في مكافحة الإرهاب

من جانبه، قال اللواء أركان حرب علي حفظي، محافظ شمال سيناء السابق، فى تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، إن مصر أعطت نموذجاً للعالم أجمع يحتذى به فى مجال مكافحة الإرهاب، من خلال عدة أساسيات فى الأمور الاستراتيجية، حيث حققت نجاحات بأقل خسائر ممكنة وفي ظل ظروف صعبة عاشتها مصر، مما جعل ذلك وساماً نفتخر به، مشيرا إلى أن مصر كافحت الإرهاب نيابة عن العالم وحققت نجاحات غير مسبوقة حتى أصبحت خبراتنا تدرس عالميا.

وأوضح حفظي أن الإرهاب هو إحدى أدوت التأثير السياسى لتحقيق أهداف ومصالح لبعض الأطراف، خاصة القوى الكبرى، لذلك تعاملت مصر مع هذا الملف وبذلت جهوداً كبيرة منذ عام 2011 للقضاء على الإرهاب من منابعه وأصبحت سيناء خالية من الإرهاب.

القضاء على الإرهاب عبر 3 محاور

من جانبه، أكد اللواء الدكتور نصر سالمن رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق وأستاذ العلوم الاستراتيجية ومستشار بأكاديمية ناصر العسكرية  العليا، أن مصر واجهت الإرهاب منفردة نيابة عن العالم، وجهود مصر فى مكافحة الإرهاب أسفرت عما نحن وصلنا إليه الآن، حيث أصبحت خالية من الإرهاب، إلا ما ندر من حوادث فردية فى شبه جزيرة سيناء.

وقال سالم، في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، إن مصر تصدت للإرهاب واستطاعت القضاء عليه بأكثر من اتجاه وأكثر من محور، واستطاعت سد منافذه عن طريق عدة محاور كالتالي: 

  • المحور الاقتصادى وتطوير العشوائيات وسد حالة العوز والقضاء على الفقر والبطالة.
  • تحسين المحور الاجتماعي عن طريق توفير سكن آمن صحي لكل سكان العشوائيات، حيث كان يتم استغلالهم واستقطابهم ليكونوا وقوداً يتم استخدامه.
  • المحور الديني، عبر تجديد الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن طريق الأزهر الشريف،  وإطلاق خريطة الصحة ومكافحة الهجرة غير الشرعية.

تنمية سيناء بـ 700 مليار جنيه

وأكد أن كل تلك الجهود أدت لرفع مستوى معيشة الفرد، موضحاً أن ذلك يعد أفضل عمل لتجفيف منابع الإرهاب، مشيرا إلى أن جهود الدولة فى تنمية سيناء واعتماد خطة تنمية بقيمة 700 مليار جنيهاً بجانب بناء تجمعات سكن بدوية لأهالى سيناء ومشاريع استثمارية، وزرعها بالبشر والشجر والحجر، كان قراراً جعلها منطقة أمان وأغلق الباب أمام الجماعات الإرهابية المتطرفة، لافتاً إلى أن قبائل سيناء أصبحت تطهر نفسها بنفسها من الخارجين عن القانون، ما جعل مصر خالية من الإرهاب.

وأكد أن الدولة على أتم الاستعداد سواء أمنياً وثقافياً واقتصادياً لمواجهة أى عمليات إرهابية قد تقع، حيث أصبحت رائدة فى هذا المجال، وأصبحت مصر تدرس للعالم تجربتها فى مكافحة الإرهاب.

الجهود الأمنية للقضاء على الإرهاب

واستعرض التقرير الجهود الأمنية المبذولة لملاحقة التنظيمات الإرهابية وتقويض قدرتها على تنفيذ العمليات التي تمس أمن واستقرار الوطن، وكذلك جهود مكافحة تمويل الإرهاب وتجفيف منابعه، بالإضافة إلى الإنجازات التي تحققت فيما يتعلق بالدفع قدماً بمعدلات التنمية ورفع مستوى معيشة المواطنين، أخذاً بعين الاعتبار أهمية البعد التنموي في الوقاية من الإرهاب والتطرف، وهي الجهود التي شملت كل محافظات الجمهورية، وأسهمت في تطوير قطاعات مختلفة، في مقدمتها تطوير المناطق العشوائية والخدمات العامة والصحة والتعليم والنقل، وذلك بالإضافة إلى توفير سبل المساندة والرعاية لأسر شهداء ومصابي العمليات الإرهابية.

ونوه التقرير إلى أن  مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والوقاية منهما تعتبر إحدى أولويات الدبلوماسية المصرية، حيث تضطلع مصر بدور بارز على صعيد تعزيز المنظومة الدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب، وتفخر في هذا الصدد باختيارها في أبريل 2022 كرئيس مشارك – مع الاتحاد الأوروبي – للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، والذي يعتبر إحدى أهم الآليات الدولية المعنية بتطوير المنظومة القيمية الخاصة بمكافحة الإرهاب والتطرف.