الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

4 أوبئة في 15 عاما.. مصر تواجه جدري القرود وتمتلك منظومة قوية

مواجهة الأوبئة والفيروسات
مواجهة الأوبئة والفيروسات

تضع مصر ومؤسساتها الطبية حياة المواطن وصحته في أولى اهتماماتها و رأس أولوياتها، وحماية المجتمع بشكل عام مـن خطر الإصابة بأي فيروسات وأوبئة تطرأ عليه، والعمل على  تقليل احتمالات التعرض للإصابة، عن طريق اتخاذ عدة إجراءات احترازية من شأنها وقاية المجتمع والكشف المبكر للأمراض، ومنعها قبل حدوثها، ومـن أهـم المهـام  التدخـل السـريع حيـن حدوثها لمنع انتشارها، والتقليـل مـن أضرارها، لتحسين الصحة العامـة.

ولمصر باع طويل في كيفية التعامل مع الفيروسات والأوبئة حيث تصدت مصر لعدة فيروسات ومحاصرتها والتي نستعرضها خلال التقرير التالي:

كيف واجهت مصر أنفلونزا الطيور؟

أثناء مواجهة أنفلونزا الطيور، اتخذت مصر عدة إجراءات، منذ ظهور أول حالة انفلونزا الطيور فى العالم اتجهت إلى إنشاء وحدة لمركز الطوارئ لعمليات الأمراض الحيوانية العابرة للحدود في  مصر  في عام 2007، من أجل مكافحة المرض، وبين عامي 2006 و2017، كان لهذا المرض، تداعيات كبيرة على الطيور والبشر على حد سواء، وتسببت بخسائر فادحة في قطاع تربية الدواجن وبيعها – وهو مصدر الدخل الرئيسي بالنسبة للسواد الأعظم من صغار المزارعين.

إنشاء 230 وحدة وبائية وتدريب 15 ألف عامل بيطري

وتم إنشاء 230 وحدة وبائية في مختلف المناطق، وتدريب حوالي 15,000 من العاملين البيطريين على جوانب كثيرة من إدارة تفشي المرض وإنشاء مختبرات وطنية أو تعزيز القائم منها، وتمكن قطاع الطب البيطري من الكشف المبكر عن عدة سلالات فيروس إنفلونزا الطيور الناشئة التي عاودت الظهور، والاستجابة السريعة لها. 

وتم تدريب ما يزيد عن 600 طبيب بيطري ميداني و260 من مقدمي خدمات الصحة الحيوانية، وأكثر من 100 من طواقم التطعيم و ألف من منتجي مزارع الدواجن.

كيف واجهت مصر أنفلونزا الخنازير؟

بعد ظهور أول حالة إصابة بأنفلونزا الخنازير فى العالم وكانت فى الصين، فى عام 2009،  قامت مصر على الفور باتخاذ عدة إجراءات لضمان عدم انتشار الوباء داخل الأراضى المصرية، و تم ذبح وإعدام أكثر من ‏26‏ ألف رأس من إجمالي‏ 165‏ ألف رأس‏.

31.5 مليون جنيه لمواجهة أنفلونزا الخنازير

وخصصت الدولة ‏31.5‏ مليون جنيه لجهود مكافحة إنفلونزا الخنازير بمصر‏، وإطلاق حملة تطعيم كل المصريين داخل مقار العمل والمدارس وكافة المؤسسات حتى تم انحصار الوباء، بجانب الإجراءات الاحترازية وقتها.

مبادرة التهاب الكبد الوبائى 

أطلقت مصر المبادرة الرئاسية للقضاء على "فيروس سي" في أكتوبر 2018 قبل ظهور فيروس كورونا، مستهدفة مسح 60 مليون مصري بدءاً من الفئة العمرية الأكبر من 18 عاماً.

وامتدت المبادرة حتى ديسمبر 2018، بمسح 11 مليون و694 ألف و612 طالباً، بالإضافة إلى اكتشاف 25 ألفاً و911 حاملاً للأجسام المضادة حتى نهاية العام الدراسي 2021-2022.

وامتدت الحملة للكشف المبكر وعلاج سرطان الكبد الأولي بدءاً من سبتمبر 2019، حيث بلغ إجمالي عدد الحالات المترددة على مراكز إجراء الفحص حوالي 111 ألفاً و571 مريضاً، بالإضافة إلى اكتشاف 1426 حالة ورم كبدي.

100 مليار لمواجهة فيروس كورونا

اتخذت الدولة عدة إجراءات وقامت بتخصيص مبلغ 100 مليار جنيه فور ظهور أول حالة كورونا فى العالم ، بجانب اتخاذ عدة إجراءات احترازية بتخفيف التجمعات داخل مقار العمل والمؤسسات بجانب حملات التعقيم لكافة المؤسسات والمنشآت والمدارس والجامعات عن طريق القوات المسلحة المصرية، فضلاً عن توفير مستلزمات الوقاية للمواطنين، والدفع بفريق طبى و استعدادات المستشفيات لمواجهة الجائحة، وتوفير حماية اجتماعية وصرف إعانات مالية شهرية للعمالة غير المنتظمة، بإجمالي مليون و 224 ألفاً و500 جنيه، ليصل إجمالى ما تم صرفه لتلك الفئة مليون و617 ألفاً و500 جنيه لـ 3213 عاملاً من المسجلين.

وقامت وزارة الصحة  بزيادة وتيرة العمل في المبادرة الرئاسية لمتابعة حالات العزل المنزلي، عن طريق وضع تمركزات ثابتة في الأماكن الأكثر إصابة، عبر تجهيز فرق الرعاية الأساسية داخل عيادات متنقلة مجهزة، وتحريكها طبقا للموقف الوبائي في جميع الإدارات الصحية، مضيفة أنه تجري عملية متابعة مستمرة لأرصدة الأدوية والمستلزمات، وتنسيق القوة البشرية اللازمة، بالإضافة إلى زيادة توريد الأكسجين لتوفير مخزون استراتيجي.

استعدادات لمواجهة جدري القرود

استعدت وزارة الصحة والسكان لمواجهة هذا فيروس جدري القرود وقامت بتجهيز الفرق الطبية اللازمة لمكافحة العدوى ومنع انتشارها وتجهيز المعامل المركزية والمستشفيات وأماكن العزل للتعامل مع الأزمة فور ظهورها.

ومن جانبه قال الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية في تصريحات خاصة لصدى البلد، أن مصر نجحت في التعامل مع الأزمات الفيروسية عن طريق الرصد الوبائي للفيروسات والأمراض المعدية، بجانب وضع خطة للتعامل مع الحالات المصابة، منوهاً بأن ذلك جهود دولة ورئيسها وعلمائها الأكفاء، الذين يقومون بوضع خطة إستراتيجية وبرامج للتعامل مع الأزمة  والحالات التى ستظهر فى مصر بمجرد الإعلان عن ظهور أول حالة إصابة فى العالم.

سيناريوهات التعامل مع جدري القرود

وأضاف مستشار رئيس الجمهورية ، منذ الإعلان عن ظهور أول حالة اصابة بجدري القرود إتخذت مصر عدة إجراءات احترازية لمنع انتشاره داخل مصر ، ووضع سيناريوهات التعامل معه،  موضحاً إن سبل الوقاية من الإصابة بمرض جدري القرود مهمة وضرورية، خاصة أن اللقاح الخاص بالجدري الأصلي القديم مع ضرورة التفرقة بينه وبين الجديري المائي غير موجود في العالم حيث اختفى الجدري الأصلي منذ فترة طويلة.

وأوضح لا يوجد احتياطات عالمية سوى فى بعض الدول التي تملك احتياطات استراتيجية خاصة بها وقد يمكن استخدامه خاصة وأن التقارير تقول أن هذا اللقاح القديم يمكن أن يعطي مناعة ضد نظيره جدري القرود بنسبة 100%"، مؤكداً أن مصر تتابع الوضع بشكل دقيق جداً وفقاً لأسس علمية ورصد شديد للمرض واتخاذ الاحتياطات في الموانئ والمطارات للتأكد من خلو القادمين من الخارج من جدري القرود، والتعاون مع الحجر البيطري الخاص بالحيوانات لرصد أي حيوانات أو طيور لأنه اسمه جدري القردة لكنه ينتقل أيضاً بطرق أخرى.

وأشار إلى أن ظهور أى فيروسات وأوبئة تكون مرهقة لأى دولة ولموازاناتها ولنظامها الصحى وهذا ماظهر مع بعض الدول أثناء إنتشار فيروس، من حدوث إنهيار لبعض الدول المتقدمه بينما مصر ظلت صامدة فى مواجهة الوباء.

الصحة العالمية تشيد بمصر والفرق الطبية

وأشادت منظمة الصحة العالمية  بأداء مصر وفريقها فى التصدى لمواجهة الفيروسات ، وقدرات مصر تجاه الاستجابة السريعة للطوارئ الصحية، كما قامت وزارة الصحة بإنشاء وحدة التواصل الخاص بالمخاطر communication risk للتنسيق متعدد القطاعات فيما يخص الطوارئ والأحداث الصحية المختلفة؛ مما يعكس جدية وزارة الصحة المصرية في تنفيذ توصيات لجنة الخبراء للتقييم الخارجي المشترك للوائح الصحية الدولية. وفي ضوء الجهود السابقة، حصلت مصر على تقييم متقدم على مستوى إقليم الشرق الأوسط في التقييم الخارجي المشترك للوائح الصحية الدولية JEE-IHR ،والذي قامت به لجنة من الخبراء الدوليين.

 وأشادت بخبرات وقدرات مصر في مجالات الصحة العامة الالزمة لتطبيق اللوائح ّ الصحية الدولية، كما تمكنت مصر من الحصول على عضوية مجلس التنسيق المشترك JCB لبرنامج الأمم المتحدة لأبحاث والأمراض المدارية وأمراض الفقر TDR، وبذلك تصبح مصر هي ممثل إقليم الشرق الأوسط في هذا المجلس لمدة أربع سنوات، كما وضعت مصر الخطوط الأولى لخطة مصر القومية للأمان الحيوي.

وتعد مصر من أسرع دول المنطقة في إعداد هذه الخطة بشهادة منظمة الصحة العالمية، تستمر مصر في جهودها الرامية لمواجهة جائحة كورونا، وتحسين الصحة العامة بشكل عام.