الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

687 يوما عمل تحمل الفرحة للتنزانيين.. مصر تصب الجسم الخرساني للسد الرئيسي|تفاصيل

السد التنزاني
السد التنزاني

عهدت الدولة المصرية منذ فجر التاريخ على تقديم الدعم ومد يد العون لدول حوض النيل والقارة السمراء ككل، سواء كان الدعم لوجستيا - طبيا - ثقافيا - نهضويا - تدريبا وتعليما، ومؤخرا بناء السدود، بجانب ما سبق ذلك من مساعدة شعوب القارة في التحرر من الاحتلال.

التحالف المصري والسد الرئيسي 

ويأتي كل ما سبق وغيره من مساندة ودعم سياسي واقتصادي في كافة المحافل والتجمعات القارية والدولية؛ للتأكيد أن مصر ستظل دوما هي الدرع الحامي، والسند لكل أشقائها سواء كانوا عربا أو أفارقة، دون تميز أو تفرقة، رافعة شعار "مصر أم الدنيا".

وأعلن التحالف المصري "المقاولون العرب – السويدي إليكتريك" انتهاء الأعمال إنشائية لجسم السد الرئيسي لتنزانيا، حيث يهدف المشروع إلى السيطرة على فيضان نهر روفيجى، وتوليد الطاقة، والحفاظ على البيئة.

والمشروع عبارة عن إنشاء سد بطول 1025 مترا عند القمة بارتفاع 131 مترا بسعة تخزينية حوالي 34 مليار م3، ومحطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 2115 ميجا وات، وتقع المحطة على جانب نهر روفيجي بمنطقة مورجورو جنوب غرب مدينة دار السلام (العاصمة التجارية وأكبر مدن دولة تنزانيا).

وستكون المحطة هي الأكبر في تنزانيا بطاقة كهربائية 6307 آلاف ميجا وات / ساعة سنويا، وسيتم نقل الطاقة المتولدة عبر خطوط نقل الكهرباء جهد 400 كيلو فولت إلى محطة ربط كهرباء فرعية.

والمشروع يشتمل على إنشاء 4 سدود فرعية لتكوين الخزان المائي، وسدين مؤقتين أمام وخلف السد الرئيسي لعمل التجفيف والتحويل أثناء تنفيذ السد الرئيسي، بالإضافة إلى مفيض للمياه بمنتصف السد الرئيسي، ومفيض طوارئ، ونفق بطول 660 مترا لتحويل مياه النهر، و3 أنفاق لمرور المياه اللازمة لمحطة الكهرباء، وكوبرى خرسانى دائم، و2 كوبرى مؤقت على نهر روفيجي، ويتم خدمة منطقة المشروع بإنشاء طرق مؤقتة وطرق دائمة لتسهيل الحركة وربط مكونات المشروع.

ويقول الدكتور محمد نصر علام وزير الموارد المائية والري السابق، أن أهمية السد التنزاني تكمن أولا في تعزيز أواصر الدعم بينا وبين دول حوض النيل ومنها تنزانيا، كما أن أهمية هذا السد تدخل ضمن  مشروع تنموي لتنزانيا يستهدف  توليد  الكهرباء وتغذية البيئة دون أحداث أضرار.

وأضاف علام - خلال تصريحات لـ"صدى البلد": يعد المشروع مؤشرا حقيقيا لجميع المعايير، وأن مصر مستعدة للتعاون مع جميع دول حوض النيل من أجل مساعدة هذه الدول على التنمية وتحقيق الرفاهية لشعوبها، بل والمعيار الرئيسي للمساعدة المصرية لمعظم دول حوض النيل.

وأوضح علام، أن السد التنزاني يهدف منه توليد الكهرباء، وفي الوقت ذاته يعمل على تخزين المياه لتنظيم التصرف للاحتياجات الشهرية، ويعد خطوة تنموية لأحد مقاطعات تنزانيا، نظرا لأن الدول زادت ولن يكفيها سدا واحدا.

ولفت: هناك سدود صغيرة ومتوسطة ونظرا لوجود عدة أنهار بتنزانيا فهى تحتاج إلى عدة سدود  من أجل الأغراض الزراعية، وتوليد الكهرباء، حيث تعد تنزانيا من الدول التي تعاني بشدة من الفقر في الكهرباء.

وأكمل: تأتي أهمية السد للتأكيد على  التعاون والتواصل بين مصر دول حوض النيل، والقضاء على النغمة السائدة أن مصر تستعى للاستحواذ على مياه النيل والمهاترات التي نعيشها  منذ سنوات، بل عقود.

وأشار علام: السد التنزاني يؤكد أن مصر مع دول حوض النيل في التنميةـ بل ومستعدة للتعاون والمساهمة في مشروعات التنمية، مختتما: اتمنى أن نطور هذا المسار مع تنزانيا ودول حوض النيل.

وكانت الحكومة التنزانية قد أعلنت في أغسطس 2017، عن تقديم عطاءات لبناء هذا السد، وفي ديسمبر 2018، ذكرت صحيفة المواطن بـ (تنزانيا) أن حكومة تنزانيا قد منحت عقد البناء لمشروع الطاقة هذا إلى شركة المقاولون العرب في مصر، بتكلفة مدرجة في الميزانية تبلغ 2.9 مليار دولار أمريكي.

المقاولون العرب تسلم الموقع 

وسلمت حكومة تنزانيا موقع البناء إلى التحالف المؤلف من المقاولون العرب والسويدي في فبراير 2019، واللذان تم اختيارهما لبناء محطة الطاقة، مع السماح بستة أشهر لتعبئة المعدات، حيث بدأ البناء الفعلي في الربع الثالث من عام 2019.

ودفعت الحكومة التنزانية حينها دفعة مقدمة قدرها 309.645 مليون دولار أمريكي، وهو ما يمثل حوالي 15 بالمائة من إجمالي تكلفة البناء.

واحتفل  التحالف المصري المكون من شركتي المقاولون العرب والسويدي إليكتريك بالانتهاء من صب آخر مكعب من الخرسانة المدموكة RCC في جسم السد الرئيسي بتنزانيا، وبالتالي اكتمال الأعمال الإنشائية للسد الرئيسي التي استمرت على مدار 687 يوما منذ تحويل مجرى النهر في 18 نوفمبر 2020 وذلك بحضور كبار مسئولي الشركة التنزانية لتوريد الكهرباء (تانيسكو TANESCO) المالكة للمشروع.

وأكد ذلك الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، في تقرير استعرضه أمام الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في إطار متابعته للمشروع، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.

وأضاف وزير الإسكان في التقرير: باكتمال الأعمال الإنشائية للسد الرئيسي، شرع التحالف المصري في التجهيز لبدء احتجاز مياه نهر روفيچي خلف السد، والتي من المقرر لها أن تستمر لمدة حوالي شهرين (بحسب توقعات الفيضان للعام الجاري).

وتتضمن التحضيرات إنهاء تركيبات واختبارات بوابات تصريف المياه العملاقة على ثلاثة مستويات في جسم السد، والتي ستتحكم في توفير الحد الأدنى من التصرفات المائية للحفاظ على البيئة النهرية أسفل السد، كما ستتحكم في تصريف المياه الزائدة في حالات الفيضانات والحالات الطارئة أثناء التشغيل.

ويلي ذلك بدء إجراءات هندسية شديدة الدقة لإغلاق نفق تحويل مجرى النهر إيذاناً بالبدء في ملء البحيرة التي ستتكون خلف السد على مساحة حوالي 158 ألف كيلو متر مربع بسعة تشغيلية 32.7 مليار متر مكعب وبسعة قصوى تصل إلى 34 مليار متر مكعب.

وأعلن وزير الإسكان، أنه بوصول السد الرئيسي إلى ارتفاع 190 متراً فوق سطح البحر على قاعدة مساحتها حوالي 20 ألف متر مربع وبطول يصل إلى 1033 متراً عند القمة، يكون التحالف المصري قد انتهى بنجاح من صب مليون وأربعمائة وخمسين متراً مكعباً من الخرسانة المدموكة RCC بمعدلات يومية وصلت إلى ثمانية آلاف متر مكعب، علاوة على حوالي ثلاثمائة وعشرين ألف متر مكعب من الخرسانة CVC، وهي الأعمال التي شارك فيها 2500 مهندس وعامل تقريباً أنجزوا 22 مليون ساعة عمل في السد الرئيسي.

وأكد الجزار، أن المشروع يتقدم بنجاح رغم العديد من المعوقات الطبيعية، مستهدفاً اكتمال تركيب واختبار وحدات التوليد الكهرومائية التسعة تباعاً اعتباراً من العام القادم، محققاً حلماً تنزانياً بدأ في ستينيات القرن الماضي، وإيذاناً بتحقيق أهداف المشروع في الوصول لتنمية مستدامة على المستوى القومي في "جمهورية تنزانيا المتحدة"، حيث سيضاعف القدرات الكهربائية على الشبكة التنزانية.

كما سيتيح التحكم في الفيضانات التي تسببت في وفاة وفقد الآلاف أغلبهم من الأطفال في تنزانيا في السنوات المنصرمة، كما سيحد من تكون المستنقعات الموسمية التي تعد السبب الرئيسي لانتشار أمراض خطيرة، علاوة على استدامة التصرفات المائية اللازمة للزراعة وأنشطة الصيد النهري.

محطة توليد وسد يوليوس نيريري 

وكان التحالف المصري المكون من شركتي المقاولون العرب والسويدي إليكتريك SWDY.CA) قد تقدم لمناقصة عالمية طرحتها حكومة "جمهورية تنزانيا المتحدة" لصالح الشركة التنزانية لتوريد الكهرباء (تانيسكو TANESCO)، لتصميم وتنفيذ مشروع محطة توليد وسد يوليوس نيريري الكهرومائية (JNHPP)" بقدرة إجمالية 2.115 ميجاوات بمنخفض شتيجلر Stiegler’s Gorge على نهر روفيچي Rufiji في غابة سيلوس Selous Game Reserve بمقاطعة موروجورو Morogoro بـ "جمهورية تنزانيا الإتحادية".

وتم اختيار عرض التحالف المصري كأفضل العروض الفنية والمالية وتوقيع عقد المشروع بقيمة 2.9 مليار دولار أمريكي بتاريخ 12 ديسمبر 2018 في احتفال خاص أقيم بمدينة دار السلام، بحضور الرئيس التنزاني الراحل ونائبته (الرئيسة التنزانية الحالية) ورئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي.

من جهته أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اهتمام الرئيس السيسي، رئيس الجمهورية، وتوجيهاته الدائمة بمتابعة هذا المشروع "الحلم" للأشقاء في تنزانيا، وضرورة أن يقوم التحالف المصري بالتنفيذ على أعلى مستوى من الجودة، ومن ثمّ تأتى هذه الخطوة المهمة في إطار استكمال المشروع، موجها التحية والتقدير للتحالف المصري، على الجهود المبذولة، ومهنئا الشعب التنزاني على ما تحقق، ومتمنيا سرعة استكمال المشروع وتشغيله.