قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هل قول قدر ولطف عند المصيبة بدعة؟.. علي جمعة: احذر هذا الظن

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

قول قدر ولطف عند المصيبة ، هل بدعة ؟، قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه ينبغي ألا تظن أن قَدَرَُ الله فيه بلاء محض أو انتقام محض لك، منوهًا بأنه يقول العوام "قَدَّر وَلَطَف".

قول قدر ولطف

قول قدر ولطف عند المصيبة ، هل بدعة ؟ ، أكد «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه يقول العوام "قَدَّر وَلَطَف" ، ويقولون أيضاً: "يعطى البرد على قدر الغطاء" فكلامهم فيه حِكَم لأنه مستنبط من كلام المشايخ، فالعلماء عَلَّموا الناس، قائلاً: لا تظن أن قَدَرَهُ فيه بلاء محض أو انتقام محض لك، وإنما قد يبتليك بالبلاء كي تراجع نفسك.

قول قدر ولطف عند المصيبة ، هل بدعة ؟ ، أضاف : ومن الممكن أن يبتليك بالبلاء كي يُعْلِىَ من درجتك عنده، وقد يبتليك بالبلية كي يصد عنك بلية أشد منها، ومن الممكن أن يبتليك بالبلاء فيكون سبب سعادتك في الدنيا والآخرة، ومن الممكن أن يبتليك بالبلاء فيتنزلُ عليكَ من رحماته سبحانه وتعالى ما يُلْقِى القَبُولَ عليك، فقال الله تعالى: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}.

قول قدر ولطف عند المصيبة ، هل بدعة ؟، تابع: فلقد كان فرعون ينظر إلى سيدنا موسى عليه السلام ويحبه رغم أنه يعلم أن على يديه هلاكَه، فاحذر من أن تظن أن القدر قد خلا من اللطف، بل قل : الحمد لله .. قدر ولطف، فإنه أهل لكل الثناء سبحانه وتعالى، لأنه لا يكونُ منه إلا الخير، ومن لا يعرف ذلك لا يوجد عنده فَهم صحيح.

معنى قول قدر ولطف

معنى قول قدر ولطف ، أكد أن ربنا سبحانه وتعالى لطيف؛ وهذا اللطف نعيشه في كل يوم ونراه في لحظات حياتنا، ونقول فيما نقول -وكأننا نفسر هذا اللفظ الجليل-: قَدَّر ولطف، وهذا اللطف فيه رحمة، وفيه شفقة، وفيه رفق، والله سبحانه وتعالى يُقَدِّر على الإنسان أقدارًا، وتحدث هذه الأقدار كما أراد الله؛ لكن لطفه يدخل فيها ويحول بين نهايتها، فلو قَدَّر الله علينا الفشل، أو قَدَّر الله علينا الحادثة، أو قَدَّر الله علينا المرض، أو قَدَّر الله علينا تضييق الرزق؛ فإنه يُقَدِّر ذلك، فإذا ما وقع هذا في الكون، وقع مع شيء من اللطف، الذي يحمينا من آثاره المدمرة.

وأشار إلى أنه يحدث الحادث؛ وإذ بالإنسان يقوم منه معافىً سليمًا، ونقول حينئذ: قَدَّر ولطف، يحدث المرض، ثم يعقبه الشفاء، فنقول: قَدَّر ولطف، ويحدث التضييق في الأرزاق، ثم تحدث مع هذا البركة، والقليل يكفي عن الكثير، فنقول: قَدَّر ولطف، منوهًا بأن اسم الله تعالى (اللطيف) من الأسماء التي جرت كثيرًا على ألسنة أهل الله، وهم يذكرون ربهم: (يا لطيف، يا لطيف، يا لطيف)، وكأنهم يستغيثون به: أنك يا ربنا، إذا قَدَّرت علينا شيئًا، وما دمت قد قدرته فلابد أنه حادث، فيا ربنا الطف بنا فيما جرت به المقادير.

ولفت إلى أن من دعاء الصالحين : "اللهم الطف بنا، فيما جرت به المقادير"، فاسم الله تعالى (اللطيف) يُشْعِر بحقيقة العلاقة بين العبد وربه؛ لأن العبد يعترف بعظمة مولاه، وبقدرته، وبتقديره، وبقضائه وقدره، ثانيًا: يرضى عن هذا القضاء والقدر، ثالثًا: لا يتدخل في ملك الله، ولا يعترض عليه؛ لكن يرجو رحمته، ويرغب فيما عند الله من الخير، ويعلم أن الله سبحانه وتعالى أرحم به من نفسه، ويطلب من الله سبحانه وتعالى جريان اللطف فيما قَدَّر: "يا خفيَّ الألطاف، نَجِّنَا مِمَّا نخاف"، كان هذا دعاءً من دعاء الصالحين، والدعاء لا يقتصر على تلاوته من غير الشروع في سببه، أمرنا ربنا سبحانه وتعالى أن نُعِدَّ القوة: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ}.

ونبه إلى أن الله تعالى أمرنا بإصلاح الحال معه، وبالصبر على الناس: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ}، وأمرنا ربنا سبحانه وتعالى بالسير في الأرض، وتدبر ما يحدث فيها: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}، وهذا الأمر من ربنا، يجعلنا نسعى، ومع السعي نقول: "يا خفيَّ الألطاف، نَجِّنَا مِمَّا نخاف"، إنه إيمان قوي، لا يقتصر على ترديد الألفاظ، بل إنه يقيم نفسه في العمل، ويرجو من الله، ما لا يرجوه الآخرون.