الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كوارثه تنتقل للغرب.. تزايد تجارة السلاح يواكبه تنامي جرائم العنف بالدول المنتجة

تزايد تجارة السلاح
تزايد تجارة السلاح يواكبه تزايد جرائم العنف بالدول المنتجة

"تجارة السلاح لم تعد أضرارها قاصرة على الدول التي تشهد صراعات مسلحة في الشرق الأوسط، ولكن كوارثه وأضراره  انتقلت إلى مجتمعات أكبر البلدان المصنعة للسلاح" ... هكذا يرى الكثير من المراقبين للأوضاع المجتمعية لدول الغرب، سواء في أوروبا، أو في الولايات المتحدة الأمريكية، وأيد ذلك دراسات مجتمعية قامت بها مؤسسات من داخل تلك البلاد.

والملفت في النظر، أن العلاقة من رواج تجارة السلاح وارتفاع مكاسبها للشركات المصنعة ودولها، بالتوزاي تزداد معدلات الجريمة المسلحة سواء كانت منظمة من عصابات، أو فردية داخل تلك المجتمعات داخل نفس الدول المصنعة للسلاح.

600 مليار دولار تجارة رائجة...وأكبر 5 شركات أمريكية

وفي تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) ، كشف أن مبيعات الأسلحة العالمية قد زادت بشكل مطرد لمدة سبع سنوات، ووفقا لما نشره التقرير، فإن صادرات أكبر 100 شركة في هذا القطاع نمت بنسبة 1.9 في المائة في عام 2021 لتصل إلى 592 مليار دولار، وأوضحت أنه القطاع مستمر في النمو، لكن المعدل أقل بكثير من المعدل المبلغ عنه قبل جائحة Covid-19 عندما كان متوسط المعدل حوالي 3.7 بالمائة.

وأشار التقرير إلى انخفاض مبيعات الأسلحة من قبل الولايات المتحدة بمقدار ثمانية أعشار، ولكن SIPRI أرجع ذلك أساسًا إلى التضخم، ومع ذلك ، فإن الشركات الخمس الأولى في القائمة هي من الولايات المتحدة.

وأشار التقرير إلى أن 40 شركة أمريكية كسبت 299 مليار دولار في عام 2021 من خلال مفهوم مبيعات الأسلحة.

من جانبها ، يوجد في أوروبا 27 شركة في القائمة ، ونمت المبيعات بنسبة 4.2 في المائة لتصل إلى 123 مليار دولار.

وباء السلاح أشد فتكا بالمجتمع الأمريكي من الامراض 

"انتشار الأسلحة النارية في يد الصغار أشد فتكا من انتشار الأوبئة والأمراض، على المجتمع الأمريكي" .. هكذا خلصت دراسة أمريكية أجرتها، الجمعية الطبية الأمريكية بعد تحليل الوفيات الناجمة عن الأسلحة النارية على مدى العقود الثلاثة الماضية.

ورصدت الدراسة التي نشرتها المجلة العلمية التي تصدر عن الجمعية الطبية الأمريكية، أنه بتحليل الوفيات داخل الولايات المتحدة الأمريكية، خلال فترة جائحة كورونا من 2019 إلى 2021، كانت الغلبة للوفيات الناتجة عن الأسلحة النارية، وكانت الأكثر فتكا من الجائحة نفسها. 

مليون ضحية للأسلحة النارية خلال 30 عاما 

ووفقا لما انتهت إليه الدراسة، فإن حصيلة ضحايا حوادث إطلاق النار من أسلحة نارية، داخل المجتمع الأمريكين سواء كانت في هجمات على تجمعات بشرية، أو جرائم قتل، وكذلك حالات الانتحار باستخدام تلك الأسلحة، خلال ثلاثة عقود – من 1990 إلى 2020 – وصلت إلى مليون ضحية، وهذا رصد لحالات الوفاة، ولا يشمل كم الضحايا من الإصابات لأنواعها المختلفة نتيجة التعرض للضرب بتلك الأسلحة، وكذلك لا يشمل ضحايا القتل باستخدام أي نوع من أدوات التقل الأخرة غير الأسلحة النارية.

ومن النقاط المثيرة التي أشارت إليها الدراسة، أن هناك ارتفاع سنوي في نسب ضحايا تلك الأسلحة، خصوصا في الفترة الأخيرة، حيث شهد آخر عامين ارتفاع بنسبة 25% عن معدلات الضحايا بالمقارنة مع السنوات الماضية، وهو ما جعلها تصف تلك الظاهرة بأنها "جائحة انتشار الأسلحة"، محذرة من تنامي تلك الجائحة وخطورتها على المجتمع الأمريكي.

أوروبا تعاني أيضا .. السويد نموذج 

فيما كانت السويد نموذجا صارخا في أوروبا عن كوارث انتشار السلاح بداخلها، وهو الأمر الذي كشف عنه تقرير نشرته مجلة "IPG"  الألماني، تحت عنوان "إطلاق النار والعنف آخذان في الازدياد في الأحياء المنعزلة في السويد"، حيث رصد التقرير تفشي الجريمة المسلحة داخل السويد. 

وذكر التقرير أنه لا يمكن لأي شخص يحلل نتائج الانتخابات البرلمانية بالسويد الأخيرة أن يتجاهل معدل الجريمة المتصاعد في البلاد، وأن في أجزاء كثيرة من البلاد ، يتزايد بشكل كبير عدد حوادث إطلاق النار في المدن الكبيرة والصغيرة وفي الضواحي. 

"عادة ما تكون الجريمة المنظمة والاشتباكات بين العصابات المتناحرة وراء ذلك .. إن الوحشية مروعة والعنف يسيطر الآن على جميع شرائح المجتمع .. عامة الناس ليسوا الهدف ، لكن لا أحد يستطيع أن يعتقد أنهم آمنون بعد الآن".

ونوه التقرير أنه بالرغم من تجهيز الشرطة بشكل أفضل وتم زيادة العقوبات، إلا أن هذا لم يعد كافيا، مع تزايد السلاح بين أيدي المواطنين، وهناك المزيد الذي يتعين القيام به لتحديث التشريعات لمواكبة التقنيات الجديدة والأسلحة الثقيلة وأعمال الجريمة المنظمة والوقوف في وجهها. 

وأشار إلى أن المجتمع لم يتمكن من منع العصابات المختلفة من تجنيد الشباب والشبان ، وما لم يتم وقف هذا الاتجاه فلن تلوح في الأفق نهاية للعنف، وغالبًا ما يكون العمر المتوقع للشباب الذين يتعاملون مع الجريمة المنظمة أقل من 25 عامًا، ففي عام 2021 ، قُتل 46 شخصًا في 335 عملية إطلاق نار، ولذلك ليس من المستغرب أن يكون الأمن الداخلي هو القضية الأولى في الانتخابات.

وكشف التقرير أن معظم الذين يموتون نتيجة للجريمة المنظمة لديهم خلفية مهاجرة ونشأوا في أحد الأجزاء المنفصلة عرقياً في السويد، حيث يعيش المحرومون اجتماعياً واقتصادياً ومعدلات البطالة والجريمة مرتفعة بشكل خاص، وذلك نتيجة لأن الدولة هجرت هذه الأحياء وسكانها، مع قلة الاستثمار في قطاع الرعاية الاجتماعية، وعدم وجود مفهوم سياسي لتوطين اللاجئين، والهجرة وسياسة الاندماج الفاشلة - كل هذا أدى إلى عزل المقاطعات المعنية.

وختم التقرير حديثه بأن هذه الأحياء هي أرض خصبة للجريمة المنظمة، ويتم تحقيق الأرباح وخلق الوظائف في مكان آخر، وفرص اندماج الناس من هذه الأحياء المحرومة ضئيلة.