EN
تتعدد الزيارات واللقاءات التي تجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي وشقيقه الملك عبدلله الثاني ملك الأردن والشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة؛ لبحث سبل التعاون والملفات العربية والإقليمية خاصة عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتطورات الوضع الدولي.
القمة وتعزيز آليات العمل المشترك
وصل الرئيس السيسي صباح اليوم، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في قمة أبو ظبي، والتي ستجمع قادة مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي.
وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن مشاركة الرئيس السيسي في قمة أبو ظبي تأتي في إطار حرص مصر على تدعيم وتطوير أواصر العلاقات المتميزة مع جميع الدول الشقيقة المشاركة بالقمة، فضلاً عن التعاون بشأن تعزيز آليات العمل المشترك لصالح الشعوب العربية حيث ستهدف قمة أبو ظبي إلى التشاور والتنسيق بشأن تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وتأتي القمة في الوقت الذي عقدت فيه قمة أخرى، الثلاثاء، جمعت قادة مصر وفلسطين والأردن حيث شددت القمة المصرية الأردنية الفلسطينية على ضرورة الحفاظ على الحقوق الفلسطينية المشروعة، واستمرار الجهود المشتركة لتحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين.
وجاءت مشاركة السيسي في قمة "أبو ظبي"، تزامنا مع لقاء رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وبحث "العلاقات الثنائية وسبل تنميتها لمصلحة البلدين"، حسبما أفادت وكالة أنباء الإمارات.
وحول الزيارة وأهميتها، قال الدكتور حامد فارس، خبير العلاقات الدولية والعربية، إن زيارة الرئيس السيسي إلى الإمارات هي زيارة استثنائية تأتي في توقيت دقيق وحساس تمر به المنطقة العربية والعالم أجمع.
زيارة استثنائية في توقيت حساس
وأوضح فارس ـ في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الزيارة مرتبطة بقمة القاهرة ما بين الرئيس السيسي وملك الأردن ورئيس فلسطين على اعتبار أن الزيارة تأتي لتوحيد المواقف العربية في مواجهه التحديات المتزايدة التي تهدد الأمن القومي العربي وعلى اعتبار أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للمنطقة العربية.
وتابع: القيادة السياسية المصرية بقيادة الرئيس السيسي تبحث عن رؤية استباقية لكيفية مواجهة التحديات المتزايدة، والزيارة أيضا تأتي في إطار أن مصر وقعت في شهر ديسمبر 2020 ـ 2021 آلية التشاور السياسي المصري الخليجي ولأول مرة حضر وزير الخارجية سامح شكري اجتماعات مجلس التعاون الخليجي باعتبار أن الأمن القومي المصري والقومي الخليجي جزء لا يتجزأ.
وأضاف أن "الزيارة تأتي في إطار أيضا وجود حكومة جديدة إسرائيلية متطرفة، وتأتي في ظل حجم التحديات والمنعطف الخطير الذي تمر به القضية الفلسطينية على اعتبار وجود حكومة يمينية متطرفة تعد هي الحكومة الأشد تطرفا في تاريخ إسرائيل والتي لا تعترف بمبدأ حل الدولتين وتريد بشكل قاطع أن تنهي هذا المبدأ وتريد ضم الكثير من الأراضي من الضفة الغربية إلى إسرائيل".
وأكد أن "هذه اللقاءات تأتي في إطار حرص الدول العربية على أن يكون هناك رؤية موحدة لمواجهه هذه الحكومة التي تريد أن تتخذ إجراءات أحادية الجانب والتي تعرقل فرص السلام وتقوضه بمنطقة هامة وهي منطقة الشرق الأوسط.
واختتم: العالم لا يتحمل وجود صراعات أخرى في ظل الحرب الروسية الأوكرانية وصراع شرق آسيا وصراع حول تايوان، وبالتالي مصر تسعى إلى تهدئة الأجواء في منطقة الشرق الأوسط من خلال إيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية مصرية في الأساس.
قمة ثلاثية مصرية أردنية إماراتية
وعقدت قمة مصرية أردنية إماراتية بالقاهرة العام الماضي، تصدرت أجندتها أيضا تعزيز العلاقات ومواجهة التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى واستعادة التهدئة الشاملة، حيث استقبل الرئيس السيسي حينها، كل من العاهل الأردني والشيخ محمد بن زايد.
وتصدرت أجندة القمة إضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية، الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بعد تصاعد التوترات في القدس جراء الاقتحامات الإسرائيلية للأقصى، إضافة لتوتر الأوضاع في قطاع غزة.
ويجمع الدول الثلاث تصدر القضية الفلسطينية أجندة سياساتهم الخارجية، وسط توافق في وجهات النظر بينهم بأن السلام الشامل والدائم والعادل هو السبيل الوحيد لحل تلك الأزمة.
واكتسبت القمة حينها، أهميتها ليس فقط من حجم وثقل وأهمية الدول الثلاث، بل كانت أول قمة من نوعها عقدت على هذا المستوى بعد التوترات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية.
