الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زكي عبدالسلام مبارك.. الملاكم الأدبي في ثقافتنا الحديثة مهاجم كل الرموز| بروفايل

زكي عبد السلام مبارك
زكي عبد السلام مبارك

يصادف في مثل ذلك اليوم  23 يناير من عام 1952  وفاة الأديب والشاعر زكي عبد السلام مبارك، هو أديب وشاعر وصحفي وأكاديمي عربي مصري، حصل على ثلاث درجات دكتوراه متتالية فلقبه البعض إثر ذلك بالدكاترة زكي مبارك، درّس في الجامعة المصرية لعدة سنوات وعمل مفتشا عاما للغة العربية.

 

ولد زكي مبارك في قرية سنتريس بمحافظة المنوفية في 5 أغسطس عام 1892 ، التحق بالأزهر عام 1908 وحصل على شهادة الأهلية منه عام 1916، وليسانس الآداب من الجامعة المصرية عام 1921، الدكتوراه في الآداب من الجامعة ذاتها عام 1924 ثم دبلوم الدراسات العليا في الآداب من مدرسة اللغات الشرقية، في باريس عام 1931 ثم الدكتوراه في الآداب من جامعة السوربون عام 1937 .

زكي عبد السلام مبارك

كلمة من طه حسين أخرجته من الجامعة إلى الشارع بلا وظيفة وبلا مرتب ، بالرغم من حصوله علي الدكتوراة ثلاث مرات وتأليفه أكثر من أربعين كتابا ، وقد أتيح له أن يعمل في الجامعة المصرية ، وعمل في الجامعة الأمريكية وعين مفتشاً للمدارس الأجنبية في مصر ولكنه لم يستقر في هذه الوظيفة واخرج منها بعد أن جاء النقراشي وزيرا للمعارف والدكتور السنهوري وكيلا للوزارة .

خاض الكثير من المعارك الأدبية مع عميد الأدب العربي، عباس العقاد، والمازني، سلامة موسي، أحمد شوقي، أحمد أمين، مصطفي صادق الرافعي، وغيرهم وقال عنه العقاد: هو كاتب بلا شخصية ولا طابع، وقال عنه إبراهيم المازنى: إنه لو أخلى كتابته من الحديث عن زكى مبارك لكان أحسن مما هو عليه، أما أحمد حسن الزيات فقد أنصفه وأثنى عليه، وقال عنه: إنه لون من ألوان الأدب المعاصر ولا بد منه ولا حيلة فيه، هو الملاكم الأدبى في ثقافتنا الحديثة.

زكي عبد السلام مبارك

لم يتقلد أي مناصب بسبب تلك المعارك وتفضيله الابتعاد عن التيارات الحزبية التي لها ميول للقصر الملكي أو الاحتلال البريطاني، وبسبب قلمه الذي طاح به في الجميع سقط في امتحان الليسانس مرتين على يد د. طه حسين، وطرد من عمله مرتين مرة على يد محمد حسن العشماوي والثانية على يد عبد الرازق السنهوري، ولم يثنيه كل هذا عن طريقة أو يدفعه إلى تغير أسلوبه بل كان دائماً يبحث عن خصوم ليدخل معهم في جوالات ينتصر فيها، ومنهم أحمد شوقي، سلامة موسي، العقاد، لطفي جمعة، وأحمد حسن الزيات، مصطفي صادق الرافعى، أحمد زكي باشا، والمازني وغيرهم فلم يسلم منه أو من قلمه أحد من معاصريه، حتى إنه كتب مخاطباً وزير المعارف إسماعيل المعارف (لن أطيع أمرك، إلا يوم يقوم الدليل على أنك وزير فقد أسلمت أمور الوزارة إلى قباني بلا ميزان).

زكي عبد السلام مبارك

وعمل في الصحافة أعواما طويلة ويحدثنا انه كتب لجريدة البلاغ وغيرها من الصحف نحو ألف مقال في موضوعات متنوعة ، وانتدب في عام 1937 م للعراق للعمل في دار المعلمين العالية ، وعلي الرغم مما لقي في العراق من تكريم إلا انه ظل يحس بالظلم في مصر وهو يعبر عن ظلمه اصدق تعبير بقوله :
" إن راتبي في وزارة المعارف ضئيل ، وأنا أكمله بالمكافأة التي آخذها من البلاغ أجرا علي مقالات لا يكتب مثلها كاتب ولو غمس يديه في الحبر الأسود .

في 22 يناير 1952 أغمي عليه في شارع عماد الدين وأصيب في رأسه فنقل إلى المستشفى حيث بقي غائبا عن الوعي حتى وافته المنية في 23 يناير 1952 .