EN 
شهد جناح الأزهر الشريف، في معرض القاهرة الدولي للكتاب، خلال اليوم الاثنين، عدة أنشطة وفعاليات مهمة، بالإضافة إلى عرض إصدارات ومؤلفات قيمة في شتى المجالات.
ونرصد في هذا التقرير أبرز الأحداث والأنشطة في جناح الأزهر بمعرض الكتاب.
تظاهرة في حب الإمام
شهد جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب اليوم في دورته الـ 54، ابتهالات جماعية في حب فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، نظمها طلاب الأزهر والطلاب الوافدين وسط حضور جماهيري لافت.
وعبر الطلاب والجمهور عن سعادتهم بالقاء الأناشيد أمام صورة فضيلة الإمام الأكبر المعروضة على الشاشة الرئيسية، مثنين على ثوب جناح الأزهر الجديد وأفكارة الرائدة، فضلا إصدارات الجناح التي تناولت جميع قضايا الشريعة الإسلامية في بحوث قيمة، خاصة كتاب" آداب وقيم" بقلم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
وقال الطالب أبوبكر عبدالله كرنكا من نيجيريا أننا جميعا نحب فضيلة الإمام الأكبر ودائما ما نحرص على التقاط الصور مع صورته في مختلف الفعاليات، معربا عن شكره على ما يحظى به الوافدون بالأزهر من رعاية ومكانة، مؤكدا أن فضيلة الإمام الأكبر «أبو الوافدين» وبابه مفتوح دائمًا لنا ويبذل كل ما في وسعه لخدمة أبنائه الوافدين، ولذلك يسعى الوافدون بكل جهدهم ليكونوا على قدر المهمة الملقاة على عاتقهم في نشر سماحة الدين الإسلامي الحنيف وما تعلموه في الأزهر ؤق١الشريف.
إصدار عن هدي الرسول في تكوين الأسرة
كما قدم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب لزواره كتاب "من هدي الرسول في تكوين الأسرة"، من إصدارات مجمع البحوث الإسلامية، يتناول هدي الرسول في تكوين الأسرة وبيان دورها وآثارها في المجتمع والعمل على تذكيرها بواجبها نحو المجتمع.
يذكر الكتاب في طليعته أن استقامة الأسرة استقامة للمجتمع، فإذا اختلت اختل الجميع، وفقد المجتمع أمنه والموجود الإنساني إنسانيته وتماسكه والحياة أركانها، فتتوارى القيم وتغيب الفضائل وينتشر الشر، ويقضى على الخير وتنقلب الحقائق؛ لذا حث الإسلام بتعاليمه على إقامة أسرة هانئة يقوم على أسسها مجتمع فاضل، له أسلوبه الخاص وقانونه الذي يُعرف به، والمتفق بما يلائم الصبغة الإنسانية، وذلك تحقيقًا للغاية من خلق الإنسان وقيامًا بالوظيفة التي أعدت له.
ويشدد الكتاب على أهمية دور الأسرة في تربية الناشئة، فمن الأمور المسلم بها لدى علماء التربية أن الطفل يولد على الفطرة النقية والطهارة والبراءة؛ فإذا تهيأت له التربية المنزلية الواعية، والبيئة التعليمية المؤمنة، نشأ الولد على أخلاق فاضلة، وتربى تربية صالحة، فالصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة، فإن عُود الخير وعُلمه نشأ عليه وسَعِدَ في الدنيا والآخرة، وإن نشأ في بيت مهمل وخالط جماعة فاسدة فإنه سيرضع لبن الفساد ويتربى على أسوأ الأخلاق، وسرعان ما يتحول من السعادة إلى الشقاء.
كما يحث الإسلام على تربية الطفل اجتماعيًا، وتعويده على احترام شعور الآخرين في الشارع، ومراعاة الأدب في السلوك والانضباط، فذلك يؤدي إلى إيجاد المجتمع المتكامل؛ لأنه من الثابت تجربته أن سلامة المجتمع وقوة بنيانه من أثر إعداد الفرد إعدادًا طيبا، ومن هنا كانت عناية الإسلام بتربية الأولاد اجتماعيا وسلوكيا حتى تكون الصورة المشرقة عن الإنسان المسلم الذي يعي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
ويشتمل الكتاب على عدد من المباحث أبرزها: هدي الرسول في تكوين الأسرة، الزواج أساس الأسرة في الإسلام، رعاية الإسلام للأسرة سابقة على الزواج، عناية الإسلام بالأسرة بعد الزواج، قرة الأعين، الأسرة المسلمة وتنظيم أو تحديد النسل، الأسرة و المسئولية، تربية الناشئة في ضوء السيرة، الزواج فطرة إنسانية، المحافظة على النوع الإنساني، السكن الروحاني، تعاون الزوجين في بناء الأسرة، الإسلام يرفض ويحرم الانحراف بالغريزة، مقدمات الزواج، اختيار الزوج، النظر إلى الطرف الآخر، الاغتراب في الزواج، الإسلام وأسس التربية الجنسية، الأبناء أمانة الله بین أيدينا، تربية الناشئة كما يريد الإسلام، الإسلام ورعايته الشاملة للمولود، دور الأب في التربية، عدم التفريق بين الأبناء في المعاملة.
عرض كتاب "التربية السكانية"
كما عرض جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب لزواره كتاب "التربية السكانية"، بقلم نخبة من أساتذة جامعة الأزهر والجامعات المصرية، من إصدارات المركز الإسلامي الدولي للدراسات والبحوث السكانية بجامعة الأزهر.
يهدف الكتاب لتأسيس برنامج التربية السكانية من منظور إسلامي، لتنمية وعي الناشئة وفهمهم للظاهرة السكانية من حيث أسبابها، والعوامل التى تتحكم فيها، والآثار المترتبة عليها، والعلاقات التى تربطها، مع توجيه هذا الوعي والفهم نحو تكوين اتجاهات عقلية، من شأنها أن تؤثر فى سلوك الأفراد، وأن تشكل تصرفاتهم في مستقبل حياتهم، على نحو يؤدى إلى رفع مستواهم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وتوفير حياة أفضل للفرد والأسرة والمجتمع، في ضوء أحكام شريعة الإسلام ومقومات المجتمع.
كما يسعى الكتاب لتحقيق العديد من الأهداف في التربية السكانية، من أبرزها: تقليل الفجوات النوعية في جميع المجالات بما يحقق الإنصاف والمساواة بين الجنسين، الارتقاء بالمراهقين والشباب اجتماعيا وفكريا ودينيا وصحيا وبدنيا واقتصاديا، الارتقاء بصحة الطفل والحفاظ على حياته، خفض مستوي الإنجاب من خلال برنامج قومي لتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، دعم حماية الاسرة وهي اللبنة الأساسية للمجتمع، نشر الوعي البيئي ودفع المخاطر البيئية التي تؤثر علي صحة السكان، تقليل التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية بين المجموعات السكانية والمناطق الجغرافية.
ويشتمل الكتاب على ٦ فصول، الأول: "أساسيات علم السكان وديموجرافية العالم الإسلامي" يتناول فيه المؤلفون المباحث التالية: التعليم والتربية السكانية في العالم الإسلامي، أساسيات علم السكان والنظريات السكانية، العالم الإسلامي ديموجرافيا، مستقبل السكان في العالم الإسلامي، المشكلات السكانية بالعالم الإسلامي، الحلول المتاحة للمشكلات السكانية.
ويتناول الفصل الثاني الموارد الاقتصادية والمائية في العالم الإسلامي، ويشتمل على ثلاثة مباحث كالتالي: الإسلام والتنمية الاقتصادية، الموارد الاقتصادية والسكان في العالم الإسلامي، الموارد المائية والسكان في العالم الإسلامي.
ويبرز الفصل الثالث دور التنمية البشرية في العالم الإسلامي، ويشتمل على ستة مباحث كالتالي: الإسلام والتنمية البشرية، تنمية العالم الإسلامي، النافذة الديموجرافية، القوى العاملة والإنتاج، دور المرأة في التنمية البشرية في العالم الإسلامي، الهجرة الدولية وأثرها على التنمية في العالم الإسلامي.
ويناقش الفصل الرابع مباحث الصحة السكانية، ويشتمل على عدد من المباحث، أبرزها: العوامل الاجتماعية المؤثرة على صحة السكان، أثر البيئة والتصنيع على صحة السكان، التغذية الصحية في مراحل النمو المختلفة، الصحة النفسية وأثرها على السكان، الرعاية الصحية للشباب والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، الرعاية الصحية للسكان في مناطق النزوح والصراعات المسلحة، العالم الرقمي وصحة السكان.
بينما يناقش الفصل الخامس مسائل الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، ويشتمل على المباحث التالية: الصحة الإنجابية، فسيولوجيا الإنجاب، الزواج المبكر، وفيات الأمهات والأطفال في العالم الإسلامي، تنظيم الأسرة.
ويأتي الفصل السادس والأخير من الكتاب تحت عنوان "الجوانب الدينية للمشاكل السكانية" ويشتمل على المباحث التالية: موقف الإسلام من العنف ضد المرأة، حقوق المرأة والطفل في الإسلام، حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة في الإسلام ودورهم في التنمية، موقف الإسلام من العنف الموجه إلى الطفل، حماية الإسلام للأسرة والطفل من ظاهرة العنف الرقمي، دور الدعاة في التربية السكانية.
«سليمان دنيا» يجذب الجمهور
وجذب فيلم الدكتور «سليمان دنيا» الفيلسوف المحقق، الذي تعرضه شاشة العرض العملاقة بجناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب؛ جمهور المعرض بمختلف فئاته العمرية، الذين حرصوا على التعرف على مواقفه وعلمه الذي أثرى المكتبة الأزهرية والإسلامية بالكثير من المؤلفات النافعة في العقيدة و الأديان والفكر الإسلامي.
وعرض الفيلم جهود الدكتور سليمان دنيا، في مجال التحقيق الذي ذاعت شهرته فيه ليصبح أحد كبار علماء الأزهر الشريف في القرن العشرين، حتى احتفي به جناح الأزهر الشريف ليكون شخصية الجناح هذا العام بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54.
وذكر الفيلم الذي أعده المركز الإعلامي للأزهر الشريف؛ أن الفيلسوف المحقق ولد عام 1910 في محافظة المنوفية، وهو أحد كبار علماء الأزهر الشريف، في عام 1950 سافر إلى إنجلترا لدراسة الفلسفة، ثم عاد إلى مصر مرة أخرى وعمل مدرسًا بكلية أصول الدين، كما انتدب للعمل بالمؤتمر الإسلامي بالقاهرة، وتدرج في سلك التدريس حتى أصبح رئيسًا لقسم العقيدة والفلسفة عام 1966، وبعدها بعام أصبح وكيلًا لكلية أصول الدين.
وأوضح أن الدكتور سليمان دنيا أُعير في الستينيات للتدريس في جامعتي القرويين بالمغرب، وأم درمان بالسودان، وفي السبعينيات عمل مديرًا للمركز الإسلامي في نيويورك، ثم بعد ذلك عمل أُستاذًا في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، ليعود بعدها إلى مصر.
ولفت أن أعمال العالم الجليل انقسمت إلى قسمين: كتب قام بتحقيقها، وكتب قام بتأليفها، وكانت شهرته في مجال التحقيق أكثر من شهرته في مجال التأليف، ومن أشهر تحقيقاته تهافت الفلاسفة للغزالي، تهافت التهافت لابن رشد، الإشارات والتنبيهات لابن سينا، حاشية الشيخ محمد عبده على العقائد العضدية، أما أشهر مؤلفاته وأهمها فهي: الحقيقة في نظر الغزالي، التفكير الفلسفي الإسلامي، بين الشيعة وأهل السنة، ومراجعات في الفكر والثقافة.
