لوح طيني يشبه حجر رشيد سيغير مجرى التاريخ.. ماذا اكتشف العلماء؟

 درس العلماء على مدار سبعة أعوام لوحين من الطين المُحكم، بدا للمرة الأولى أنهما دون قيمة كبيرة لكن بعد الدراسة الدقيقة اتضح أن لهما قيمة كبيرة لا تقل عن أهمية حجر رشيد، إذ اشترك اللوحان الحجريان في اكتشاف لغات قديمة غامضة.

لوح يشبه حجر رشيد

ووفقا لدراسة نشرتها مجلة “لايف ساينس” العلمية، تم العثور على اللوحات الحجرية في العراق منذ حوالي 30 عامًا، لكن بدأ العلماء بدراستها في عام 2016 واكتشفوا أنها تحتوي على تفاصيل باللغة الأكادية عن اللغة العمورية "المفقودة".

زاهي حواس: لو جمعنا مليون توقيع لاستعادة حجر رشيد سنطلبه رسميا

عنف ثقافي ضد مصر.. مطالبات بعودة حجر رشيد إلى موطنه والمتحف البريطاني يرد

تم اكتشاف لوحين قديمين من الطين تم اكتشافهما في العراق ومغطاة من أعلى إلى أسفل بخط مسماري، ويحتويان على تفاصيل عن اللغة الكنعانية "المفقودة" التي لها أوجه تشابه ملحوظة مع اللغة العبرية القديمة.

تُسجل اللوحات الطينية، التي يُعتقد أن عمرها ما يقرب من 4000 عام ، عبارات بلغة شبه غير معروفة لدى الأموريين ، الذين كانوا في الأصل من كنعان، هي المنطقة التي تُعرف الآن بسوريا وإسرائيل والأردن، ولكنهم أسسوا فيما بعد مملكة في بلاد ما بين النهرين.

لكن في الواقع خلال الدراسة، تشبه الألواح حجر رشيد الشهير، الذي كان له نقش بلغة واحدة معروفة ،اليونانية القديمة، بالتوازي مع خطين مصريين قديمين مكتوبين غير معروفين وهي الهيروغليفية والديموطيقية.

لغة غامضة

لكن على مدار سنوات، شكك العلماء في وجود اللغة الأمورية، لدرجة أن بعض الخبراء قالوا أنها غير حقيقية 

لكن كانت المفاجأة عندما نشر كريبرنيك، الأستاذ ورئيس قسم دراسات الشرق الأدنى القديمة بجامعة جينا في ألمانيا ، وجورج ، الأستاذ الفخري للأدب البابلي في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن ، بحثهما الذي يصف الأجهزة اللوحية في العدد الأخير، بالمجلة الفرنسية Revue d'assyriologie et d'archéologie orientale.

اللغة المفقودة

تم اكتشاف اللوحين الأكاديين في العراق منذ حوالي 30 عامًا ، ربما أثناء الحرب الإيرانية العراقية خلال الفترة من 1980 إلى 1988، لكن في النهاية تم الاحتفاظ بهم في مجموعة في الولايات المتحدة، لكن لا يُعرف أي شيء آخر عنهم، ولا يُعرف ما إذا تم نقلهم بشكل قانوني من العراق.

بدأ كريبيرنيك وجورج دراسة اللوحان في عام 2016 بعد أن أشار إليها علماء آخرون، ومن خلال تحليل قواعد ومفردات اللغة الغامضة، قرروا أنها تنتمي إلى عائلة اللغات السامية الغربية، والتي تشمل أيضًا اللغة العبرية والآرامية، والتي كانت منتشرة في جميع أنحاء المنطقة ولكن يتم التحدث بها الآن فقط في عدد قليل من المجتمعات في الشرق الأوسط.

بعد رؤية أوجه التشابه بين اللغة الغامضة وما هو معروف عن الأموريين، قرر كريبيرنيك وجورج أنهما متماثلان وأن الألواح كانت تصف العبارات الأمورية في اللهجة البيلونية القديمة للأكادية.

وصف اللغة الأموريّة الوارد في اللوحان كان مدهش، وقال الباحثون: "اللوحان يزيدان معرفتنا بالأمورية بشكل كبير ، حيث أنهما لا يحتويان على كلمات جديدة فحسب، بل يحتويان أيضًا على جمل كاملة، وبالتالي يعرضان الكثير من المفردات والقواعد الجديدة". 

وأضاف المؤلفون أن الكتابة على اللوحان ربما تكون قد قام بها ناسخ بابلي يتحدث الأكادية أو تلميذ كاتب ، باعتباره تمرينًا مرتجلًا.