الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وظائف في مهب الريح.. ChatGPT يعرض 47% من البشر لفقدان أعمالهم

وظائف في مهب الريح
وظائف في مهب الريح بسبب ChatGPT

منذ الإعلان عن أداة  ChatGPT  للذكاء الاصطناعي في نوفمبر العام الماضي، وهو يحدث جدلا واسعا وذعرا في كثير من قطاعات العمل المختلفة.

هذا الروبوت القادر على الدخول في مناقشات ومجادلات مع المستخدم وكأنه إنسان مدرك وله عقل واعٍ، يمكنه أن يكتب ويؤلف قصص أطفال وموسيقى وأبيات من الشعر، أيضا يكتب المقالات الأكاديمية والعلمية، لدرجة أن طلاب الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية أصبحوا يعتمدون عليه في كتابة ما يطلب منهم، وبالتالي تحول لأداة للغش الأكاديمي.

وكأن كل ما سبق من إمكانيات قليل، تم كشف النقاب عن إمكانيات جديدة للروبوت خلال الآونة الأخيرة وأنه قادر على كتابة المستندات القانونية وحتى تأليف ووضع التشريعات، مثل هذه القدرات تمثل خطرا يلوح في الأفق بالنسبة لعدد كبير من المهنيين في وظائف مختلفة، وأصبح السؤال الذي يفرض نفسه حاليا، هل وظيفتي في يوم من الايام سيأخذها بدلا مني روبوت؟ لتتحول التكنولوجيا من مساعد للإنسان إلى بديل له.

كما هو الحال في كل ثورة تكنولوجية جديدة تحدث، سيتم استبدال بعض الموظفين من البشر بالروبوتات، وسيتولى الذكاء الاصطناعي مهام كانت في السابق مكلفة لبشر، في الوقت نفسه.

وفقا لتقرير موقع "بيزنس إنسايدر" قد يكون برنامج الدردشة الآلي أقوى مما يتخيله البعض، حيث وجدت جوجل Google أنه، من الناحية النظرية ، يمكن للروبوت أن يكون مبرمج مبتديء ويتولى الوظيفة إذا أجرى الاختبارات.

قال موظفو أمازون الذين اختبروا  ChatGPT  إن أداة الذكاء الاصطناعي يقوم "بعمل جيد جدًا" في تقديم خدمة العملاء ، كما أنه "مذهل" في إعداد وترتيب المستندات وبرامج التدريب المختلفة، و "قوي جدًا" في الرد على الاستفسارات حول إستراتيجية الشركات.

توصلت دراسة أجرتها جامعة أكسفورد عام 2013 أن برمجيات الذكاء الاصطناعي  سوف تلغي في المستقبل  47٪ من الوظائف التي يعمل بها البشر ليحل محلها الروبوتات الآلية المبرمجة، خلال الـ 20 سنة القادمة فقط، وعلى الرغم من أن البعض همش هذه الدراسة إلا أن الواقع والتجربة العملية تؤكد أن هذه النتائج قد تحدث على أرض الواقع.

أخطر ما في أمر برنامج ChatGPT أنه سيغزو كل مجالات العمل تقريبا ولن يترك للإنسان أي مجال تقليدي من الأشغال المتعارف عليها، وبالتالي سيصبح الإنسان في يوما ما ضحية لما قام بابتكاره.

في السطور التالية يرصد "صدى البلد" أبرز الوظائف المتأثرة ببرامج الذكاء الاصطناعي، وفقا لما جاء في تقرير “بيزنس إنسايدر”. 

الوظائف التقنية كلها

تشمل المبرمجون ومهندسي البرمجيات للكمبيوتر وأيضا محللي البيانات، مجالات مثل الترميز وبرمجة الكمبيوتر سيقوم بها  ChatGPT وأدوات الذكاء الاصطناعي المماثلة، بل أيضا الوظائف ذات الجانب الابتكاري سيكون الذكاء الاصطناعي هو اللاعب الرئيسي في ميدانها مثل مطوري البرمجيات ومطوري الويب وكل علم تحليل البيانات، خاصة وأنه بارع في معالجة الأرقام واستخلاص النتائج.

لسوء الحظ يمكن للتقنيات المتقدمة في برمجة ChatGPT أن تنتج أكواد كمبيوتر أسرع من البشر وبالتالي الاستغناء عن معظم العمالة.

الوظائف الإعلامية كلها

والتي تشمل مجال الإعلانات والصحافة والتقديم والإعداد وإنشاء المحتوى وكل فنون الميديا، كلها حتما ستتأثر بـ ChatGPT وبرامج أكثر تطورا من ChatGPT في المستقبل تستخدم الذكاء الاصطناعي بحرفية أكبر، خاصة وأن هذه الروبوتات لديها "وعي وإدارك" وقدرة على تحليل المعلومات واستخلاص النتائج.

يبرع أيضا الذكاء الاصطناعي التوليدي، في مجال كتابة المقالات المختلفة، كما أنه سيكون مدعوما بقاموس لغوي هائل وبالتالي سيكون بدلا من الصحفيين ويستطيع عمل التحقيقات وكتابة الأخبار بشكل أكثر احترافية وكفاءة من البشر.

بالفعل استخدم موقع أخبار التكنولوجيا CNET أداة AI مشابهة لـ ChatGPT لكتابة عشرات المقالاتكما أعلن  BuzzFeed أنه سيستخدم التكنولوجيا من صانع ChatGPT لإنشاء أشكال جديدة من المحتوى.

المدرسين

يشعر معظم المعلمين في أماكن مختلفة من العالم بحالة من القلق خاصة بعد أن بدأ استخدام  ChatGPT في الانتشار بين الطلبة للغش في واجباتهم المدرسية ولكن ما لا يدركونه حتى الآن أنهم أصبحوا من السهل استبدالهم هم أنفسهم بهذه الروبوتات، لأنها يمكنها بسهولة تقديم نفس ما يفعله المعلم البشري مع الشرح للطلبة والدخول في مجادلات معهم، كل ما يحتاج ChatGPT هو تدريبه بصورة أكثر تركيزا على هذه المهمة.

كل الوظائف في قطاع الاقتصاد

ومن ضمنها محللي أبحاث السوق والمحللين الماليين والمستشارين الماليين والوظائف المختصة ببرامج التمويل الشخصي التي تتطلب معالجة كميات كبيرة من البيانات الرقمية ، كل ذلك سيقوم به برنامج الذكاء الاصطناعي.

يمكن لـ Chat GPT وما شابهه من برامج متقدمة، أن يحدد اتجاهات السوق ويحلل أسهم الشركات ويقوم بدور السمسرة، مع تحليل البيانات في محافظ الأسهم لتحديد تلك التي تعمل بشكل أفضل وأسوأ بالترتيب، مع عمل تقارير وملخصات للوضع المالي للمستثمر، وسيكون الذكاء الاصطناعي جزء لا يتجزأ من شركات الأوراق المالية ويستخدم في التنبؤ باتجاهات السوق.

مصممي الجرافيك

في مقالة نشرت في هارفارد بزنس ريفيو ديسمبر الماضي، أشار ثلاثة أساتذة إلى برنامج DALL-E ، وهي أداة ذكاء اصطناعي يمكنها إنشاء صور في ثوانٍ من خلال كتابة وصف، وبالتالي يمكن في المستقبل أن تحل بدلا من مصممي الجرافيكس من البشر، بالرغم من أنها وظيفة بها جانب إبداعي كبير، وكانت حكرًا على من يمتلك حس فني. وتوقعت المقالة أن يعيش العالم حالة من الشقاء الاقتصادي الكبير بعد غزو الروبوتات لهذه المجالات وفقدان ملايين البشر لوظائفهم وبالتالي سيحتاج العالم لوقت حتى يتأقلم مع نظام الحياة الجديدة

خدمة العملاء

وهي من أسرع الوظائف التي ستكون من نصيب الروبوتات، وربما تكون قد جربت بالفعل التحدث مع روبوت آلي أو برنامج دردشة مدعم بالذكاء الاصطناعي عند اتصالك للاستفسار عن شيء من شركة ما، هذه الإجابة روبوتية ستكون هي المستقبل ولن يكون هناك موظفي خدمة عملاء من البشر،  توقعت دراسة أجريت في عام 2022 من شركة الأبحاث التقنية جارتنر أن تكون روبوتات المحادثة هي وسيلة خدمة العملاء الرئيسية والمعتمدة لما يقرب من 25٪ من الشركات بحلول عام 2027.

المحاسبين

من أكثر الوظائف المهددة، فبعد أن كانت شعبة في كلية تجارة ولها أشخاص متخصصين سوف تصبح من مهام الروبوتات البارعين في جمع البيانات والأرقام وعمل قوائم وملخصات وتحليلها بكفاءة ودقة تتفوق فيها على معظم المحاسبين من البشر.

قال بريت كاراواي ، الأستاذ المشارك في معهد الاتصالات والثقافة والمعلومات والتكنولوجيا بجامعة تورنتو ، على موقع جلوبال إن "التكنولوجيا الجديدة ستجعل قطاع كبير من البشر بلا عمل حتى وإن لم تخرج الجميع من وظائفهم حتى الآن، مشيرا إلى أن "العمل الفكري" على وجه الخصوص قد يكون مهددًا من قبل الروبوتات.

الوظائف القانونية 

تماما مثل وظائف الإعلام والكتابة وإنشاء المحتوى، الوظائف في المجال القانوني مثل المساعدين القانونيين والسكرتارية في المكاتب القانونية، وهم المسؤولون عن عمل مذكرات قانونية بعد قراءة وتحليل كميات هائلة من البيانات والأوراق والمستندات، كل ذلك سيتولى عمله الروبوتات وبرمجيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وكلها أشغال معرضة للأتمتة.

ولكن في هذه الحالة، لن يكون الذكاء الاصطناعي قادرًا تمامًا على غزو الوظائف القانونية بالكامل لأنها تحتاج لعقل وحكم بشري لفهم ما يريده العميل أو صاحب العمل، وبالتالي تتولى الروبوتات بعض الأشغال وليس كلها.