الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إدانة مصرية وتوبيخ أمريكي.. ماذا فعل الكنيست الإسرائيلي لينتفض ضده المجتمع الدولي؟

مصر تدين قرار إسرائيل
مصر تدين قرار إسرائيل بإلغاء قانون فك الارتباط

تدعم مصر حكومة وشعبا وقيادة سياسية الأشقاء في فلسطين، وتحمل على عاتقها دائما قضيتهم، وتتدخل بشكل شبه يومي لوقف أي عدوان إسرائيلي ضد الفلسطينيين بالأراضي العربية المحتلة، وتعمل على تهدئة الأوضاع حال حدوث أي توترات كما يجري هذه الأيام، بعيدا عن الدعم في كافة المحافل الدولية.

إسرائيل تتنصل من تعهداتها 

واستضافت مدينة شرم الشيخ المصرية قبل عدة أيام اجتماعا خماسيا بحضور مسؤولين من فلسطين وإسرائيل والولايات المتحدة والأردن، حيث تم الاتفاق على العديد من القرارات أهمها تهدئة الأوضاع، ووقف الاستفزازات الإسرائيلية للجانب الفلسطيني، وتهدئة الأوضاع خاصة وأننا "مقبلون على فترة غاية في الأهمية بالنسبة للطرفين فهناك شهر رمضان الذي يتزامن هذا العام مع عيد الفصح لليهوديين".

وبعد أيام فقط من الاجتماع الخماسي ضرب وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، بمخرجات الاجتماع عرض الحائط، وخرج بتصريحات استفزازية ناكراً الوجود التاريخي لفلسطين واصفها بـ "الإختراع"، مدعياً أن ليس لها تاريخ أو ثقافة أو لغة وأنها لم تكن موجودة من قبل.

وأدانت مصر اليوم الأربعاء، موافقة الكنيست الإسرائيلي على مشروع قانون يسمح بعودة مستوطنين إلى أربع مستوطنات في فلسطين كان قد تم تفكيكها عام 2005.

وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان نشرته عبر حسابها الرسمي على "فيسبوك"، إن النشاط الاستيطاني بكافة أشكاله وصوره غيرقانوني وفاقد لأي شرعية، وهو ما تؤكده مقررات الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي.

وأضافت وزارة الخارجية، أن مثل هذه القرارات والتشريعات تُعرقل الجهود الجارية لتحقيق (التهدئة) بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتُؤجج مشاعر الغُبن والغضب لدى أبناء الشعب الفلسطيني، وتزيد المناخ السياسي والأمني في الأراضي الفلسطينية المحتلة تعقيدا.

وشهد اليومان الماضيان تأكيدا مصريا على إدانة ممارسات إسرائيلية باعتبارها تُعرقل الجهود الرامية لتحقيق التهدئة، لا سيما مع بداية شهر رمضان. تنفيذا لتفاهمات شرم الشيخ التي تم إعلانها (الأحد) الماضي، عقب اجتماع لمسؤولين أمنيين وسياسيين مصريين وأردنيين وإسرائيليين وفلسطينيين أميركيين. 

وانتهى الاجتماع الخماسي إلى الاتفاق على ضرورة التهدئة، وعلى استحداث آلية للحد من العنف والتحريض والتصريحات والتحركات التي قد تتسبب في اشتعال الموقف والتصدي لها.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، قد أدان الثلاثاء، استخدام وزير المالية الإسرائيلي خريطة لإسرائيل تضم حدود الأردن وفلسطين، واصفاً ذلك بـ التصرف غير المسؤول.

ورفضت القاهرة تصريحات لوزير المالية الإسرائيلي، أنكر فيها وجود الشعب الفلسطيني، واعتبرتها تصريحات غير مسؤولة وتحريضية.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، في تغريدة على حسابه الرسمي على "تويتر" إن "هذه التصريحات تؤجج مشاعر الغضب والاحتقان عند جموع الشعب الفلسطيني، وشعوب العالم"، كما أنها تُقوض المساعي الرامية إلى تحقيق التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

تصريحات الوزير سموتريتش 

وكان وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، قد قال، في كلمته خلال المشاركة في أمسية تكريماً لجاك كوبفر، الناشط الصهيوني الراديكالي والرئيس السابق لحزب الليكود، عقدت (الأحد) في فرنسا، إنه "لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني. هذا الشعب ليس إلااختراعاً يعود عمره إلى أقل من 100 سنة".

من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي بحركة فتح إيمان الرقب، إن الوضع سيزداد توترا بعد أن صوت الكنيست في القراءة الثانية والثالثة الثلاثاء، بإلغاء قانون الانفصال أي السماح للمستوطنين بالعودة للمستوطنات والتي تم تفكيكها بالسابق موضحاً: “هنا التركيز على مستوطنات الضفة الغربية والقدس وليس قطاع غزة لأن هناك مستوطنات فككت في قطاع غزة وليست داخل المشروع الذي يتم طرحه”.

وأضاف الرقب، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذا يعد انقلاب بشكل كامل على عملية السلام التي لم يبق منها غير الشق الأمني،مضيفاً أن هذا أيضاً انقلاب عليه.

وتابع أن تصريحات سموتريتش ليس الأولى حيث سبقه تصريح واضح بضرورة إبادة بلدة حوارة، متابعاً أن تصريحه بنكران الشعب الفلسطيني يعطي دلالة على حجم الحالة الوضيعة التي وصل لها هذا المتطرف، وأن المطلوب إجراءات حقيقية في هذا الأمر. 

وأكمل الرقب أنه يجب أن يتم الضغط على نتنياهو بضرورة أن يقيل هذا الوزير الذي يبث التطرف في المنطقة ونتمنى أن تشكل جامعة الدول العربية لجنة للبدء بالتحرك الدبلوماسي والقضائي ضد هذا الرجل في جمعية الأمم المتحدة المختلفة خاصة أن هناك قرار فلسطيني بهذا الاتجاه ولكن لم يدخل حيز التنفيذ، ونتمنى الإسراع في ذلك. 

واختتم أنه يجب أن يتم الضغط بشكل أكبر، وهناك بيان صدر من الخارجية المصرية، كان أيضا شديد اللهجة، ولكن أعتقد أن تصريحات سموتريتش تضع الزيت على النار خاصة بعد ما تم الاتفاق عليه في القمة الخماسية في شرم الشيخ  لذا يجب أن يضع نتنياهو حد لهذا التصرف ولأفراد حكومته.

وأدان الاتحاد الأوروبي قرار الكنيست الإسرائيلي إلغاء بعض مواد قانون "فك الارتباط لعام 2005" المتعلق بإخلاء المستوطنات من قطاع غزة وشمالي الضفة الغربية.. وأكد أن هذه الخطوة من شأنها أن تُعرقل جهود وقف التصعيد.

وجاء في بيان صحفي نشرته دائرة العمل الخارجي التابعة للاتحاد الأوروبي، عبر موقعها الرسمي قبل ساعات، أن قرار الكنيست يوم أمس بإلغاء بعض مواد قانون فك الارتباط لعام 2005 المتعلقة بشمال الضفة الغربية يأتي بنتائج عكسية لجهود التهدئة ويعيق إمكانية متابعة إجراءات بناء الثقة وتهيئة أفق سياسي للحوار.

رفض أوروبي وعربي وأمريكي

وأضاف البيان أن إسرائيل أعادت تأكيد التزامها بالجهود المبذولة للحد من التوترات مؤخرًا، من خلال البيانين المشتركين اللذين صدرا عقب اجتماعات العقبة 26 فبراير وشرم الشيخ في 19 مارس.

وأكد الاتحاد الأوروبي، في بيانه، من جديد أنه يعتبر أن المستوطنات هي وضع غير قانوني بموجب القانون الدولي، بل وتُشكل عقبة رئيسية أمام السلام وتهدد قابلية حل الدولتين للحياة.

وذكر أن: قانون فك الارتباط عن غزة لعام 2005 ومواده المتعلقة بشمال الضفة الغربية كان يمثل خطوة مهمة نحو حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وقرار الكنيست ما هو إلا خطوة واضحة إلى الوراء".

ودعا الاتحاد في ختام البيان إسرائيل إلى العدول عن هذه الخطوة واتخاذ إجراءات تسهم في تهدئة الوضع المتوتر للغاية بالفعل.

واستدعت وزارة الخارجية الأمريكية، سفير إسرائيل في واشنطن ، مايك هرتسوج ، اليوم الأربعاء، إلى اجتماع توبيخ على خلفية إلغاء الكنيست لقانون لبعض بنود قانون الانفصال.

ونشرت وزارة الخارجية الأمريكية، بيانا ورد فيه أن "نائب وزير الخارجية أعرب عن قلق الولايات المتحدة بشأن التشريع الذي أقره الكنيست بشأن إلغاء جوانب مهمة من قانون فك الارتباط لعام 2005، بما في ذلك حظر على إقامة المستوطنات في شمال الضفة الغربية".

كما أفادت التقارير بأن الطرفين ناقشا أيضًا أهمية امتناع جميع الأطراف عن التصرفات أو التصريحات التي قد تؤدي إلى تفاقم التوتر قبل شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي.