EN 
تابع العالم عن كثب قرار البنك المركزي الأمريكي (الاحتياطي الفيدرالي) رفع أسعار الفائدة مرة أخرى، على الرغم من المخاوف من أن هذه الخطوة يمكن أن تزيد من الاضطرابات المالية بعد سلسلة من حالات الفشل المصرفي الأخيرة خاصة داخل الولايات المتحدة.
ورفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 0.25 نقطة مئوية ليصل إلى 5 في المئة، رغم الأزمة التي تعرض لها ثلاثة بنوك أمريكية "كان من أبرزها سيليكون فالي وسيجنتشر"، واصفا النظام المصرفي الأمريكي بأنه "قوي ومرن".
رفع أسعار الفائدة
وكان من بين أسباب رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة للمرة التاسعة على التوالي إلى نطاق 4.75% لـ 5%، "الأعلى منذ 2007"؛ كبح جماح التضخم المتصاعد داخل الولايات المتحدة، إضافة إلى تراجُع أسهم الخزانة الأمريكية لمستويات قياسية، والضغوط التي يوجهها النظام المصرفي الأمريكي.
وقال الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، في بيان، إن التضخم في الولايات المتحدة لا يزال مرتفعاً، وإن النظام المصرفي "سليم ومرن"، في محاولة للحد من المخاوف بعد الأزمة المصرفية التي عصفت بـ3 بنوك إقليمية أميركية أخيراً.
الزيادة بواقع ربع نقطة أساس كانت متوقعة في رأي معظم خبراء الاقتصاد، وإن كان بعضهم أشار إلى أنه على صنّاع السياسة النقدية التوقف مؤقتاً عن التشدد لتعزيز الاستقرار المالي، في أعقاب الأزمة المصرفية المفاجئة أخيراً، والتي عكست في جانب منها تداعيات حرب الاحتياطي الفيدرالي على التضخم، وزيادة تكلفة الاقتراض على الشركات والمؤسسات المالية.
وكانت أحدث البيانات الاقتصادية أشارت إلى أن مؤشر أسعار المستهلكين العام في الولايات المتحدة واصل انخفاضه في فبراير ليصل إلى 6%، وهو الأدنى منذ نوفمبر 2021 بعدما كان بلغ 6.4% في يناير، إلا أن التضخم الأساسي الذي يستثني الوقود والغذاء، والذي يعتبره الاقتصاديون مؤشراً أفضل لمستوى الأسعار الحقيقي من معدل التضخم العام، ارتفع في فبراير بأعلى وتيرة مسجلاً 5.5% على أساس سنوي.
وقد أعلن البنك المركزي الأمريكي سابقا، أنه من المقرر أن ينظر مجلس إدارته مبدئيا في بعض البنود في ذلك الاجتماع منها مراجعة وتحديد معدلات الإقراض والخصم التي يجب أن تفرضها البنوك الاحتياطية الفيدرالية.
وحول تأثير قرار الفيدرالي الأمريكي على أسعار الذهب والدولار عالميا ومحليا، فقد ارتفعت أسعار الذهب، فيما تراجع الدولار بعد أن ألمح مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى أنه يقترب من التوقف المؤقت في دورة رفع أسعار الفائدة، مما يجعل الأصول الآمنة رهانا أكثر جاذبية.
وارتفعت أسعار الذهب الفورية بنسبة 0.36% إلى 1976.96 دولارا للأوقية، وزادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 1.6 بالمئة إلى 1،981.40 دولار.
يجدر الإشار إلى أن الذهب اعتبر تقليديا تحوطا ضد التضخم وعدم اليقين الاقتصادي، فقد قفز الذهب بنسبة 2% الأربعاء بعد أن رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بنسبة 25 نقطة أساس متوقعة، مشيرا إلى أنه قد يوقف المزيد من الزيادات بعد الانهيار الأخير لبنكين أمريكيين، بينما انخفض الدولار بنسبة 0.3%، مما يجعل السبائك أرخص للمشترين في الخارج.
فيما استقرت أسعار الذهب محليا مع بداية تعاملات اليوم الخميس 23 مارس 2023، بعدما ارتفع الأربعاء على خلفية صعود المعدن الأصفر في البورصة العالمية، عقب رفع سعر الفائدة الأمريكية.
سعر الذهب والدولار
وجاءت أسعار الذهب اليوم الخميس 23 مارس 2023، كالتالي:
- سجل سعر الذهب عيار 21 نحو 2000 جنيه للجرام.
- سجل سعر الذهب عيار 24 مستوى 2291 جنيها للجرام.
- سجل سعر الذهب عيار 18 مستوى 1719 جنيها للجرام.
فيما سجل سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري داخل البنك المركزي 30.8380 جنيه للشراء، و30.9357 للبيع.
وقال الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادي، إن قرار الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة غلى 25 نقطة أساس يستهدف بها مواجهة التضخم المرتفع في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح عامر ـ في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن قرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي رفع سعر الفائدة تسبب في رفع أسعار الذهب؛ ويرجع ذلك إلى استمرار ارتفاع معدلات التضخم، حيث لم يتم السيطرة عليها ولم يتم تقديم الحلول الاقتصادية لمواجهه هذه النسب التضخمية العالية بعيدا عن السياسات المالية.
وأكد أن رفع الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة إلى نحو 0.25% يدعم استراتيجية التدعيم النقدي التي ينتهجها لكي يستمر في احتواء معدل التضخم، وليتمكن من جذب المزيد من الاستثمارات في الدولار وتدعيم موقف الدولار في سوق العملات دوليا.
ومن جانبه، قال الدكتور فرج عبد الله، الخبير الاقتصادي، إن قرار الفيدرالي الأميركي برفع سعر الفائدة بقيمة 25 نقطة كان متوقعا في هذا الوقت لمواجهة التضخم، وكان أمامه مجموعة من التحديات لذلك لجأ لقرار رفع أسعار الفائدة.
وأوضح عبد الله ـ في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الفيدرالي الأمريكي أمامه تحديات قوية تتمثل في التحديات الداخلية التي تشمل الجهاز المصرفي ومدي إنزلاق عدد من البنوك الأمريكية، إضافة إلى تحديات خارجية متمثلة في تخلى بعض الدول عن التعامل بالدولار، والتحدي الخاص بالمستثمرين الدوليين الحاملين الأوراق المالية ذات العائد المنخفض.
ومن جانبه قال الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن الذهب ارتفع عالميا نتيجة لقرار الفيدرالي الأمريكي، معقبا: "الذهب بدأ يعود للارتفاع مرة أخرى نتيجة الأزمات الأخيرة في الجهاز المصرفي في الولايات المتحدة الأمريكية".
وأكد أن "نسب التضخم المرتفعة تدفع لزيادة الطلب على الذهب وجعل المستثمرين يتركون الاستثمار الغير مباشر ويلجأون للذهب كاستثمار وملاذ أمن نتيجة للارتفاعات الأخيرة والتذبذب والتقلبات السعرية".
واختتم: "الدولار عملة مستقرة مع الزيادات المستمرة من جانب الفيدرالي لأسعار الفائدة حيث ينعكس هذا على قوته وارتفاع مؤشره على مستوى العالم".
