الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أوبك بلس تخفض إنتاج النفط.. مخاوف من التهاب الأسعار عالميا

 أوبك تعلن عن خفض
أوبك تعلن عن خفض طوعي لإنتاج النفط

قررت دول أعضاء في أوبك بلس الإعلان عن خفض إنتاجها من النفط حتى نهاية العام الجاري، وستنفذ السعودية والإمارات وروسيا أكبر عمليات تخفيض للإنتاج.    

اوبك بلس

أوبك بلس تخفض إنتاج النفط 

وقادت كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة، الأحد الموافق 2 أبريل خفضا منسقا للإنتاج النفطي اليومي لدى عدد من دول الشرق الأوسط، في خطوة اعتبرت إجراءً احترازيا لتحقيق الاستقرار والتوازن"في أسواق النفط الخام.

وقررت السعودية والإمارات والكويت بشكل منسق خفض إنتاجها اليومي بإجمالي 772 ألف برميل يوميا، بدءا من مايو المقبل حتى نهاية العام الجاري، على ما أوردت وكالات الأنباء الرسمية في البلدان الخليجية الثلاثة. وحذا العراق حذو الدول الثلاث بعد ذلك بدقائق، فيما أعلنت الجزائر خفضا "طوعيا" مقداره 48 ألف برميل يوميا في الإطار الزمني نفسه.

وذكرت الدول الثلاث أن هذا الخفض يضاف إلى الخفض الذي أعلنته منظمة الدول المصدرة للنفط وشركاؤها (تحالف أوبك بلس) في أكتوبر 2022 والذي يقضي بخفض مليوني برميل يومياً حتى نهاية عام 2023.

وردا على ذلك قالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إن التخفيضات المفاجئة في إنتاج النفط التي أعلنتها السعودية ودول أخرى في أوبك بلس، الأحد، غير منطقية.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي: "لا نعتقد بأن التخفيضات منطقية في هذا التوقيت بالنظر إلى حالة عدم اليقين التي تكتنف السوق، وقد أوضحنا ذلك".

وبعيد الإعلان عن تخفيض الإنتاج، قال رئيس شركة الاستثمار (بيكرينج إنرجي بارتنرز) الأحد، إن خفض منتجين من أوبك الإنتاج 1.15 مليون برميل يوميا على نحو غير المتوقع قد يرفع أسعار النفط العالمية عشرة دولارات للبرميل.

وقال دان بيكرينج، الشريك المؤسس للشركة التي مقرها هيوستون، إن خفض الإنتاج "سيقدم دعما ملموسا للأسعار، وأضاف في مقابلة "من المحتمل أن تتحرك الأسعار عشرة دولارات (للبرميل) من الخام".

أوبك بلس 

عدة دول تخفض إنتاجها من النفط 

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مصدرٌ مسؤول في وزارة الطاقة، أن "المملكة ستنفذ تخفيضًا طوعيا، في إنتاجها من البترول الخام، مقداره 500 ألف برميل يوميًا، ابتداء من شهر مايو وحتى نهاية عام 2023".

وذكر المسؤول، أن القرار السعودي جاء "بالتنسيق مع عددٍ من الدول المشاركة في إعلان التعاون من أعضاء منظمة أوبك ومن خارجها"، معتبرا أن الخطوة "إجراء احترازي يهدف إلى دعم استقرار أسواق البترول".

وبدورها، نقلت وكالة أنباء الإمارات (وام) عن سهيل المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية إن "دولة الإمارات العربية المتحدة ستخفض بشكل طوعي إضافي إنتاجها من النفط بمقدار 144 ألف برميل يوميا" في الفترة ذاتها وأشار إلى أن الخطوة تعد "إجراءً احترازيا يتم لتحقيق التوازن في سوق النفط".

ومن جانبها، أعلنت الكويت "خفضا طوعيا بمقدار 128 ألف برميل يوميا"، حيث قال وزير النفط الكويتي بدر الملا، إن هذا الخفض الطوعي هو إجراء احترازي يأتي بالإضافة إلى خفض الإنتاج المتفق عليه في الاجتماع الوزاري الثالث والثلاثين لتجمع "أوبك+" في الخامس من أكتوبر 2022.

وبعدما أعلنت السعودية والكويت والإمارات خفض إنتاجها النفطي، أعلن العراق، أحد أبرز الدول المنتجة للنفط، الأحد، عزمه على خفض "الإنتاج الطوعي" للنفط "بمعدّل 211 ألف برميل يومياً"، وفق بيان لوزارة النفط، وذلك في إطار "اجراءات احترازية" تهدف إلى "استقرار السوق" وسوف يستمر تنفيذ الإجراء حتى نهاية العام 2023، وفق البيان.

وفي الجزائر كشفت زارة الطاقة والمناجم الجزائرية الأحد، عن قرارها بخفض الجزائر الطوعي لما مقداره 48 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من مايو وحتى نهاية عام 2023 بالتنسيق مع بعض الدول المشاركة في اتفاق أوبك بلس.

وحسب بيان الوزارة فإن "هذا الخفض الطوعي هو إجراء احترازي يتم بالإضافة إلى خفض الإنتاج المتفق عليه في الاجتماع الوزاري الثالث والثلاثين لأوبك بلس في الخامس من أكتوبر.

دول اوبك بلس 

خطوة لتحقيق التوزان بسوق النفط

وفي موسكو، أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي المكلف الطاقة ألكسندر نوفاك الأحد أن روسيا ستمدد خفض إنتاجها من النفط الخام بواقع 500 ألف برميل يوميا حتى نهاية العام 2023.

وقال نوفاك في بيان: "بصفته مشاركا مسؤولا في السوق وكإجراء احترازي للتحوط ضد المزيد من تقلبات السوق، سينفذ الاتحاد الروسي خفضا طوعيا قدره 500 ألف برميل يوميا حتى نهاية عام 2023 من متوسط مستوى الإنتاج وفقا لتقييمات مصادر ثانوية لشهر فبراير.

ويعني ذلك أن روسيا مددت الآن خفض إنتاجها من النفط للمرة الثانية بعد التمديد الأول الذي أعلنه نوفاك في فبراير.

يذكر أنه في 24 مارس قال نوفاك إن روسيا قريبة للغاية من الوصول إلى المستوى المستهدف للإنتاج الذي قال إنه 9.5 مليون برميل يوميا.

ويأتي هذا الخفض، وهو الأكبر منذ ذروة جائحة كوفيد في عام 2020، رغم مخاوف من أنه قد يؤدي إلى زيادة التضخم ودفع المصارف المركزية إلى رفع أسعار الفائدة أكثر.

وقال الدكتور رمضان أبو العلا، أستاذ هندسة البترول، إن الولايات المتحدة ليس لها سلطة على أوبك بلس لتطلب زيادة الإنتاج مرة أخرى، فالذي يقود أوبك بلس هي السعودية وروسيا.

وأوضح أبو العلا ـ في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن كل دولة لا تهتم إلا بمصالحها أولاً، فانخفاض أسعار النفط خلال الفترة الأخيرة كان نتيجة توقع حدوث ركود اقتصادي واستهلاك الطاقة، وهما وجهان لعملة واحدة، فللاتجاه لمزيد من خفض الأسعار قامت أوبك بلس بخفض طوعي بمعنى "عدم الإلزام”، فأي دولة تحتاج تخفض تقوم بذلك، لأن في دول داخل أوبك بلس أنتاجها ضعيف.

الدكتور رمضان أبو العلا 

حديد سقف أسعار النفط الروسي

وتابع: أما الدول التي آنتاجها كبير مثل روسيا والسعودية بالفعل خفضا إنتاجهما، وهذا الفعل هو نوع من التوازن، فبعد الخفض الذي كان متوقعا في المستقبل القريب يحصل نوع من التوازن.

ولفت: عندما ترتفع الأسعار أكثر مما تطمع اليه أوبك بلس يبدا يزيد الإنتاج مرة أخرى، فهذا نوع من عمل التوازن، فمع قرار الاتحاد الأوروبي والذي تباركه الولايات المتحدة هو تحديد سقف أسعار النفط الروسي.

واختتم قائلا: هذه الخطوة هي إجراء احترازي يهدف إلى دعم استقرار أسواق البترول.

وكانت أوبك بلس قررت في أكتوبر الماضي خفض الإنتاج بنحو مليوني برميل يوميا، وكانت التوقعات تشير إلى أن التحالف سيحافظ على هذا المستوى في اجتماعه المقرر اليوم.

وانخفضت أسعار النفط في مارس الماضي إلى أدنى مستوى لها في نحو 15 شهرا بسبب الاضطرابات في القطاع المصرفي، ورغم أن الأسعار تعافت نسبيا في الأسبوع الماضي، إلا أن خام برنت لا يزال أدنى من مستوى 80 دولارا للبرميل.