الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نهى زكريا تكتب: الحلال والحرام.. في عُرف "جعفر العمدة"

نهى زكريا
نهى زكريا

شاهدت الكثير من الأعمال الدرامية منذ أن سكن اسم مثل أسامة أنور عكاشة قلوب المصريين فى رمضان بأعماله الرائعة، رحمه الله، لكني هذه المرة أحكى لكم ما شاهدت هذا العام، خلال الشهر الفضيل، حيث شاهدت (الصفارة) للنجم أحمد أمين، العمل بسيط وجميل ويُريد إرسال رسالة عن دائرة الحياة الناقصة مع كل البشر ومشكلة كل إنسان مهما كان وضعه المادى والاجتماعى، وأحمد أمين نجم كعادته شديد التميُّز فى كل أدواره.

هذه المرة اخترت أن أُشاهد عملًا للفنان (محمد رمضان)، وهو أول عمل أُتابعه خلال الشهر الكريم، فلم أُشاهد محمد رمضان إلا فى لقاءاته وآخرها كان فى حضرة (ماما نجوى)، إذ أحسست بذكاءٍ فى ردود فعله وإحساسه (بالقَامة) التى يجلس أمامها، فإذا كان الريختر هو وحده مقياس الزلازل، فإن ماما نجوى هى وِحدة مقياس المذيعة الناجحة. 
وماما نجوى تستحق لقب ماما عن جدارة، لأنها شاركت فى تربية الكثير بطريقة فى منتهى الرُقى سكنت قلوب المصريين، كبيرًا وصغيرًا، فى زمنٍ كان لدى الآباء والأمهات وقتٌ لتربية أبنائهم، خلاف هذه الأيام التى ابتعدت فيها الأسرة وتقرَّب الجميع من وسائل التواصل الاجتماعى.

منذ أن شاهدت أول حلقة من المسلسل، عرفت سر نجاح محمد رمضان واختراقه للعقول فهو يعرف جيدًا سر خلطة النجاح، فالذكاء والثقة أقوى بداية للنجاح، ولكن ما هو الحلال والحرام من وجهة نظر جعفر العمدة، محمد رمضان؟ فى البداية المسلسل قصة تكررت كثيرًا ولكن الجديد مع المخرج محمد سامى الذى كتب سيناريو به كثيرٌ من التشويق..
ظهورٌ رائعٌ للملكة هالة صدقى أو (صفصف)، ولا أُنكر أننى بدأت مشاهدة العمل بسبب اسمها فى العمل، فقد أضحكتنى فى مشاهدها الكوميدية وأثَّرت فىْ بدموعها، وأعتبر أن أجمل ما قدَّمه المسلسل، هو تصويره فى منطقة القاهرة الجديدة، بطرقها الجميلة، وشوارع وسط البلد الساحرة، ومنطقة السيدة زينب ذات الصبغة الروحانية.

تحدث المسلسل عن فكرة (الخُلع) وعن نفسى لا أُؤمن بها، ولا أُؤمن أيضًا بطريقة الطلاق الحالية ، بل أؤمن بأنه كما بدأنا ننتهى، تزوَّجنا باتفاقٍ وكذا إذا ما حدث الفراق يجب أن يكون باتفاقٍ وبشكلٍ راقٍ إنسانىٍّ.. 
لفت نظرى أيضًا علاقة جعفر بأمه، احترامه الشديد لها وتقبيل يديها، وكذا علاقته بأخيه الأكبر، وأرى أن تهتم الدراما بهذه التفاصيل، فالدراما جزءٌ ليس بسيطًا فى تشكيل الأجيال، إذ الأطفال والشباب لا يُقلِّدون نجومهم المفضلين فى ملبسهم وقَصة شعرهم فحسب، بل فى سلوكهم وتصرفاتهم أيضًا.
عجبنى جداً عشق جعفر لسيدة الغناء العربى السيدة أم كلثوم و أعتقد أن المسلسل كان يقصد أن يُقرب الأجيال الحالية من الفن الراقى.

قدَّم المسلسل مرةً أخرى فكرة الزواج من أكثر من امرأة، ويكفى قوله تعالى: (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ)، لأنه حتى إذا عدلت فى الماديات فماذا عن القلب، والقلب لا مقياس له ولا يُمكن أن يكون عادلًا أو يملك عدلًا.. 
وقد تابعت المسلسل بشكل يومى حتى حلقاته الآنية، ولكن ما لفت نظرى فى أكثر من مسلسل هو الربط بين المال الحرام والثراء مثلما نرى فى مسلسل جعفر العمدة، فهو (مُرابى) يُعطى الناس بالربا، فكيف لمُرابى أن يحكم بين الناس بالعدل، وكذا فى مسلسل (ضرب نار)، ماجد المصرى (زيدان) شديد الثراء من تجارة العُملة، وأيضًا محمد العوضى (جابر) الذى خرج من السجن وأصبح ثريًا بسبب تجارة السلاح، وحتى لو كانت نهاية هؤلاء سيئة
فلماذا لا يكون الثراء من عملٍ حلال، لماذا لا نُخبر أولادنا بأن الثراء الحلال هو الأقوى والأكثر بقاءً.. و جميل نهاية المسلسل فى إقناع الأخرين بكارثة (الرِّبَا)
إن الفن قوة ناعمة تتسلَّل إلى تراكيب شخصيات أولادنا لا يجب الاستهانة بدورها، ويبقى علينا أن نُعطى من خلاله المعلومة كاملة، حتى لا نستيقظ على ظُلم جانبٍ على حساب آخر ونخلط بين الحلال والحرام.
نهاية المسلسل كانت جميلة بإقتناع جعفر بأن الرِّبَا لا جِدال فى أنها حرام وأن الزواج بأكثر من واحدة فكرة صعبة النجاح