قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أحداث السودان.. هل تعصف العمليات بأهم مورد اقتصادي داخل البلاد |تقرير

الصمغ العربي في السودان
الصمغ العربي في السودان
5084|ياسمين فتح الله   -  

يشهد السودان الشقيق منذ ما يقرب من أسبوعين أحداثا مؤسفة نتيجة الاقتتال الدائر بين الجيش الوطني السوداني وميليشا الدعم السريع، وسط الإعلان عن 5 هدن إنسانية متقطعة بين الطرفين.

وتواصل الاطراف الدولية والعربية مساعيها لوقف القتال داخل السودان، حيث إن تواصل عمليات القتال له تداعيات سلبية على البلد الشقيق ومواطنيه، خاصة من الناحية الاقتصادية.

الصمغ العربي

تأثر مصدر رزق السودانيين

ويعتبر السودان أكبر منتج للصمغ العربي في العالم، الذي يدخل في كثير من صناعات المواد الغذائية والمنتجات الصيدلانية ومستحضرات التجميل والأحبار، فضلاً عن المشروبات والحلويات والشيكولاتة والعلكة والمارشميلو ويغطي كبسولات الدواء ويدخل أيضا في صناعة شراب علاج السعال الذي يساعد على تهدئة الحلق الملتهب.

ودخلت الشركات الدولية المصنعة للسلع الاستهلاكية في ظل الأوضاع التي يشهدها السودان، في سباق لتعزيز إمدادات الصمغ العربي، أحد أكثر المنتجات المرغوبة في البلاد ويعد مكونا رئيسيا لكل شيء بدءا من المشروبات الغازية إلى الحلوى ومستحضرات التجميل.

ويأتي حوالي 70% من إمدادات العالم من الصمغ العربي، الذي لا توجد له بدائل كثيرة، من أشجار الأكاسيا في السودان.

وقال مصدرون ومصادر من الصناعة لـ"رويترز"، إن الشركات التي تخشى من استمرار انعدام الأمن في السودان وتعتمد على المنتج، مثل كوكاكولا وبيبسيكو، عملت على تخزين إمدادات، وبعضها لديه مخزون يغطي ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر كي لا تعاني من نقصه.

وقال ريتشارد فينيجان مدير المشتريات في مجموعة كيري، التي تورد الصمغ العربي لمعظم شركات الأغذية والمشروبات الكبرى "بناء على الفترة التي سيستغرقها الصراع، قد تكون هناك تداعيات على السلع المُصنعة المعروضة على الرفوف والتي تحمل علامات تجارية شهيرة"، وقدر فينيجان أن المخزونات الحالية ستنفد في غضون 5 إلى 6 أشهر.

واتفق معه مارتين بيركامب، الشريك في شركة التوريد الهولندية فوجا جام، والذي قال إن "المخزونات تكفي لفترة تتراوح من ثلاثة إلى ستة أشهر".

الصمغ العربي

صعوبة التواصل على الأرض

ويبلغ الإنتاج العالمي من الصمغ العربي حوالي 120 ألف طن سنويا، بقيمة 1.1 مليار دولار، وفقا لتقديرات نقلتها مجموعة كيري.

ويأتي معظم هذا المكون من منطقة "حزام الصمغ"، التي تمتد 500 ميل من شرق إلى غرب إفريقيا، حيث تلتقي الأراضي الصالحة للزراعة بالصحراء وتضم أيضا إثيوبيا وتشاد والصومال وإريتريا.

وقال محمد النور مدير شركة الصمغ العربي في الولايات المتحدة، التي تبيع المنتج للمستهلكين كمكمل غذائي، إن من المستحيل الآن الحصول على كميات إضافية من الصمغ العربي من المناطق الريفية في السودان بسبب الاضطرابات وغلق الطرق.

وقالت مجموعة كيري وموردون آخرون من بينهم شركة جام سودان السويدية إن التواصل مع الأشخاص على الأرض في السودان صعب، وأضافوا أن ميناء بورتسودان الذي يستخدم لشحن المنتج يعطي الأولوية حاليا لعمليات إجلاء المدنيين.

وقال جينش دوشي العضو المنتدب لشركة فيجاي بروس للاستيراد، ومقرها مومباي: "يكافح موردونا لتأمين الضروريات بسبب الصراع، ولا يعرف أي من المشترين أو البائعين متى ستعود الأمور إلى طبيعتها".

وقال داني حداد مدير التسويق والتطوير في شركة أجريجام، وهي واحدة من أكبر عشرة موردين في العالم: "بالنسبة لشركات مثل بيبسي وكوكاكولا، فإنها لا يمكن أن تستمر بدون وجود الصمغ العربي في تركيباتها".

الصمغ العربي

الاقتصاد القومي السوداني

واستثنت الولايات المتحدة الصمغ العربي من العقوبات التي تفرضها على السودان منذ التسعينيات؛ لأنه سلعة مهمة، وخوفا من إنشاء سوق سوداء، وفي إشارة إلى أهمية الصمغ العربي بالنسبة لصناعة السلع الاستهلاكية.

ويستخرج البدو السودانيون الصمغ من أشجار الأكاسيا، ثم يجري تنقيته وتعبئته في جميع أنحاء البلاد، حيث يمثل الصمغ مصدر رزق لآلاف الناس، ويمكن أن يبلغ سعر الطن من أغلى أنواعه حوالي 3000 دولار، وفقا لشركة جام سودان.

ويشمل حزام الصمغ العربي خمس مساحة السودان، ويعمل في إنتاجه أكثر من خمسة ملايين مواطن، ويدعم عائده المالي المزارع التقليدي، ويساهم في توفير حطب الوقود وخشب المباني والأثاث والمعدات، كما أن أشجاره تقاوم الزحف الصحراوي، وذلك وفقاً لبيانات الهيئة القومية للغابات.

وقد عرف السودان إنتاج الصمغ العربي قبل 6000 سنة، وكان يساهم في الاقتصاد القومي بنحو 15%، وظل السودان لفترة طويلة يصنف الأول في إنتاج الصمغ العربي وتصديره، وازدهرت تجارته في ستينات القرن الماضي بصادرات سنوية بلغت في المتوسط 45 ألف طن.

وتراجع الإنتاج منذ السبعينات حتى بلغ 11 ألف طن فقط عام 2001، ثم ارتفعت كميات الإنتاج والصادرات لتبلغ عام 2009 نحو 49 ألف طن بقيمة 75 مليون دولار، ثم قرابة 60 ألف طن عام 2010، ثم ازدهر بعد ذلك.

وقد اشتهر تاريخياً وعالمياً بنقاء أصماغه وتطور عمليات إنتاجها وتداولها، ويتصدر قائمة الأصماغ السودانية صمغ الهشاب من حيث الأهمية الاقتصادية وحجم القطاع، يليه صمغ الطلحة، واللبان، ثم القوار والكاكاموت.

الصمغ العربي

سعر الصمغ العربي والعمليات

ويتم تداول الأصماغ الخمسة المذكورة في السوق العالمية وفقاً للمواصفات القياسية السودانية.

ويقول الكاتب الصحفي، السماني عوض الله، رئيس تحرير موقع الحاكم نيوز: يعتقد أن العمليات التي تدور حالياً بين الجيش السوداني، والدعم السريع أثرت بشكل رئيسي على السلع الأساسية في السودان، وتضاعفت أسعارها عشرات المرات، إضافة إلى توقف دخل العديد من الأسر، التي تعتمد على توفير قوتها من الأعمال اليومية، متابعا: "توقف محطات الوقود وتأثير ذلك على نقل السلع ووصولها إلى المستهلك ضاعف من المعاناة".

ويضيف السماني - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن توقف خطوط ومصانع الإنتاج أدى أيضا إلى حدوث ندرة في توفر السلع، ونقص الوقود إثر على أسعار السلع التي يتم استيرادها من خارج البلاد.

ويتابع: أعتقد أن الصمغ العربي كسلعة يتم تصديرها ستنخفض أسعارها في حال لم يتمكن المصدرين لها من توفير الوقود، وضمان وجود طرق آمنة لإيصال تلك السلعة الي الموانئ والمنافذ الحدودية التي يتم عبرها التصدير.

ويشير السماني: اتوقع أن يشهد السودان شح في السلع الضرورية إذا استمرت العمليات، وكذلك زيادة في أسعار السلع وانعدام بعضها خاصة الأكثر استهلاكا.

واختتم: الدولة عليها العمل على تأمين تلك السلع ومحاولة تأمين المصانع ذات الأهمية في توفير السلع، بجانب تشغيل محطات الوقود حتى تؤدي إلى توفر الوقود لتشغيل المركبات التي تنقل تلك السلع.