صرخات تدوي في المنزل و عم " رجب " المسن لا يدري ما سببها وعندما سأل عن السبب تهرب الجميع من الإجابة عليه ولكن قلبه استشعر بوقوع مكروه لابنه فسال أبنائه " كريم حصله حاجه " فسكت الجميع ولم يجب أحد حتى أن أبلغه شقيقه " كريم مات " فرد الأب المسن المؤمن بقضاء الله " إنا لله وإنا إليه راجعون".
قال رجب نادي إن ابنه كريم سافر إلى ليبيا يوم الأربعاء الماضي وقبل سفره اتصل على شقيقه الأكبر " أحمد " لكي يطمئنه عليه وصباح يوم الخميس اتصلنا عليه ولكن كان تليفونه مغلق ولم نعلم أي شيء وكان ظني ان تليفونه فصل شحن ولم أدري بالحادث إلا صباح يوم الجمعة رغم أن الحادث وقع يوم الخميس .
وتابع : أنا صحيت صباح يوم الجمعة وجدت النساء تصرخ في البيت وعندما سألت عن السبب تهربوا من الإجابة علي ولكن قلبي شعر بأن مكروها أصاب ابني وعندما سالت ابن عمي قال لي أن كريم ابني تعرض لحادث في ليبيا ومات .
واستكمل : كريم كان دائم السفر إلى ليبيا ولكن توقف عن السفر منذ 3 سنوات بعد أن تزوج وبعد أشهر من الزواج رزقه الله بمولود فقرر البقاء لرعاية زوجته وابنه ولكن كان ابنه مريض وتم وضعه في حضانة وأنفق عليه ما يقرب من 20 ألف جنيه وتوفي طفله وظلت زوجته لا تحمل لفترة حتى أن قام بعمل عملية حقن مجهري وحملت زوجته في توأم فأنفق كل ما كان يمتلكه ولكن لم يرد الله أن يعيش أبنائه ووضعت زوجته التوأم قبل العيد بأيام وتوفي التوأم وبعد 40 يوما من وفاة أولاده التوأم سافر كريم إلى ليبيا وعاد إلينا في كفن هو الآخر.
وأضاف: كان كريم يعمل معي في بيع الخضروات بالقرية ولكن قرر أن يسافر إلى ليبيا للعمل حتى يستطيع الإنفاق على علاج زوجته بعد وفاة أبنائه.
وكان المئات من أهالي قرية أم القصور بمركز منفلوط شيعوا فجر امس الأحد جثاميين 4 شباب إلى مثواهم الأخير بمقابر أسرهم بعد وصولهم من دولة ليبيا على اثر وفاتهم في حادث انقلاب سيارة بإحدى الطرق بليبيا .
وكانت حالة من الحزن خيمت على أهالي قرية أم القصور بمركز منفلوط في محافظة أسيوط، أمس الأول الجمعة، فور ورود نبأ وفاة 4 من ذويهم لقوا مصرعهم إثر تعرضهم لحادث انقلاب سيارة في ليبيا.
وقال أحد الأهالي، إن أسماء الضحايا هم:"محمد أحمد عبد الجابر عبد الحافظ، وكريم رجب نادي أحمد، وحسام حسن محمد كدش، وأحمد رجب محسن كدش" ، مشيرًا إلى جرى نقل الجثث إلى أحد المستشفيات بليبيا لحين استخراج تصاريح الدفن وتسليمهم إلى ذويهم، ونقلهم إلى مصر ودفنهم في مسقط رأسهم بقرية أم القصور التابعة إلى مركز منفلوط.
وأدى المئات من أهالي القرية فجر أمس الأحد صلاة الجنازة على الجثاميين الـ 4 بعد وصولهم من ليبيا وقاموا بتشييعهم إلى مثواهم الأخير بمقابر أسرهم .