الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الانتخابات التركية.. ماذا يخبئ أردوغان للمعارضة بجولة الإعادة

جانب من الندوة
جانب من الندوة

تعيش تركيا الآن مرحلة فارقة، حيث تشهد البلاد أكبر انتخابات رئاسية وبرلمانية في تاريخها يحتدم بها الصراع بين الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، وزعيم المعارضة التركية والمنافس الشرس كمال كليتشدار أوغلو على منصب رئيس الجمهورية.

وبالرغم من فوز حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه أردوغان بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية، إلا أن الانتخابات الرئاسية شهدت صراعا محتدما بين الرئيس التركي وزعيم المعارضة، فبعد أن كان الرئيس أردوغان ضامنا الفوز بدورة رئاسية أخرى وضمانة للأغلبية في الأصوات، عاد كليتشدار أوغلو ليقلب الطاولة وتحقيق نسبة أصوات عالية جعلت الانتخابات تذهب إلى جولة إعادة بعد عدم قدرة أي من الطرفين حسم الصراع من الجولة الأولي.

واستضاف "صدى البلد"، الدكتور بشير عبد الفتاح، الكاتب والمفكر السياسي والخبير في الشأن التركي، للحديث عن الانتخابات التركية وكيف تمت الانتخابات في ظل الأزمة الاقتصادية والتضخم والزلزال المدمر الذي لا تزال آثاره باقية حتى الآن، وما هو المتوقع في تركيا الفترة القادمة؟ وهل ينجح الرئيس أردوغان في حسم جولة الإعادة؟.

إدارة الانتخابات البرلمانية والرئاسية

يقول عبد الفتاح، إن من ضمن التحديات الكبرى التي تعرض لها الرئيس التركي هو كيفية إجراء الانتخابات في موعدها المقرر بالرغم من كارثة الزلزال الذي كان الأقوى في تاريخ تركيا الحديث  حيث أودى بحياة 50 ألف تركي، إضافة لتدمير منازل وبنية تحتية بالملايين، وتوقع كثيرون بسبب هذا الزلزال تأجيل الانتخابات التركية وهذا بالفعل كان أول تحدى للرئيس التركي والإدارة التركية.

وأكد أن بالرغم من ذلك كان أول مؤشر على قدرة الرئيس التركي على مواجهة هذا التحدي هو أصراره على إجراء الانتخابات في موعدها، كان هذا تحديا أثبت أردوغان من هلاله على أنه قادر على يخوض الانتخابات وتحقيق نتائج إيجابية، كان من الطبيعي تأجيل الانتخابات خاصة أنه تم فرض الطوارئ في تركيا، لكن الطواري انتهت مدتها من حوالي أسبوعين، وبالتالي أجريت الانتخابات في غياب حالة الطواري.

وأضاف أن إصرار الرئيس التركي على إجراء الانتخابات في موعدها دليل على السيطرة ودليل على أن أردوغان قادر على إدارة الأمور والأزمات بشكل جيد فهذه تحسب للرئيس التركي وللدولة التركية ككل.

ولفت: أجريت الانتخابات وكانت المشكلة في 11 محافظة التي تأثرت بالزلزال وتم نقل عدد من سكان هذه المناطق الي محافظات أخرى ونقلت معهم سجلاتهم الانتخابية بمعني انهم أصبحوا على قوة المحافظات التي انتقلوا فيها، والبعض الاخر ظلت أسمائهم موجودة في المحافظات المتضررة ورجعوا عن طريق حافلات تتم نقلهم من المحافظات الاصلية لهم وصوتوا فيها واقاموا لهم مراكز اقتراع مؤقته تم التصويت فيها، وبالتالي المحافظات المتضررة من الزلزال شاركت في الانتخابات زي باقية المناطق الأخرى التي لم تتضرر من الزلزال.

وتابع: المؤشرات اثبتت ان معدل المشاركة السياسية في المناطق التي تعرضت للزلزال اعلى بكثير من الطبيعي لدرجة ان اغلبية هذه المناطق صوتوا لصالح أردوغان لان هؤلاء شعروا أن الرئيس التركي أولا استجاب للأزمة واعترف بالتقصير وبدء يتخذ إجراءات لتقليص أثار الزلزال وبدء في مليون وحدة سكنية يتم نقل المتضررين اليها في غضون عام، بجانب المساعدات للمتضررين وبدء يعاقب كل المقاولين التي تورطوا في بناء منازل مخالفه التي تأثرت بالزلزال بسهولة ومنع سفارهم الي الخارج ويحاكموا.

ولفت أن كل هذه الإجراءات التي اتخذها أردوغان اشعرت المناطق المتضررة بان الرئيس تجاوب مع الازمة بإيجابية وبكل نشاط، وبالتالي كان التصويت لمصلحة اردوغان في هذه المناطق المتضررة.

تراجع مؤشرات الأصوات لأردوغان 

وحول تراجع مؤشرات الأصوات لأردوغان بالرغم من صعودها في وقت من الأوقات الي أكثر من 60%، مقابل كليتشدار، فأجاب في الحقيقة أردوغان دخل الانتخابات في وضع صعب للغاية نتيجة الازمة الاقتصادية الطاحنة فالوضع كان مشابه لما قبل 2002 فقبل هذ العام كان في زلزال 1999 المدمر سبب حالة من الغضب ضد حكومة "بولنت أجاوي"د حينها وكانت تركيا تعاني في تلك الفترة من ازمة اقتصادية طاحنة أدت الي غضب شعبي أيضا فجاء حزب العدالة واستفاد من الازمة الاقتصادية والزلزال واستطاع ان ينجح في الانتخابات.

وأوضح أن المعارضة نتيجة لذلك كانت تراهن بان هذا السيناريو يتكرر مع أردوغان معقبا: زي ما هو جاء بزلزال وجاء بأزمة اقتصادية هو كمان اردوغان هيخرج بزلزال وأزمة اقتصادية، ولكن الذي حدث عكس ذلك هو أن اردوغان استطاع أن يعظم فرصه في البقاء وتعامل مع الزلزال بموضوعية وشفافية ووطنية.

واستطرد، وفي الازمة الاقتصادية اتخذ أردوغان إجراءات للتصدي لها أولا بما يسمي باقتصاد الانتخابات وبدء يزود المرتبات ثلاث مرات الحد الأدنى للأجور بدء يرتفع لإرضاء للناخب التركي، بجانب تخفيف بعض الأسعار واوقف زيادة الأسعار للسلع الأساسية، والامر الاخر انه عرض على الاتراك شهر مجاني لاستهلاك الغاز بدون دفع وهذا أمر خطير لان تركيا ليست منتجة للطاقة وتستورد الغاز والنفط 50 مليار دولار في العام فهذه الخطوة إيجابية لما فعله.

وأشار الي ان أردوغان بدء في فتح مشاريع بالفعل في مجال الطاقة قبل الانتخابات، وفيما يتعلق بمواجهه الإرهاب قام بتصفية زعيم داعش الإرهابي في سوريا وهذه حسبت لتركيا بشكل كبير بانها تحارب الإرهاب ولا يتورط مع الإرهاب كما كان يتهمه البعض، وبدء في الإنجازات على صعيد الصناعات العسكرية وأنتج اول دبابة تركيا وطور طيارة بدون طيار وبدأت تباع على مستوى العالم وحققت لتركيا من خلالها الكثير من المبيعات، وصنع صواريخ تركيا للجيش التركي.

توقعات الجولة الثانية من الانتخابات

كل هذه الاعتبارات منحت اردوغان الصمود في الجولة الأولى ولم يخسر الانتخابات رغم تحالف المعارضة بشدة ضد أردوغان واستطاع أن يتقدم على كمال كليتشدار أوغلو  وحصل على 49.4%، مقابل 44.96% لأوغلو، هذا وبجانب حصد الأغلبية في الانتخابات البرلمانية هو تحالف الجمهور الحاكم بقيادة أردوغان وحزب العدالة والتنمية وهذا ما يعزز فرص النجاح أمام أردوغان ويحسم النتيجة في الإعادة القادمة.

وحول التوقعات في الفوز في الانتخابات التركية ما بين رجب طيب أردوغان وكمال كليتشدار أوغلو، قال إن أول مرة في تاريخ تركيا أن تشهد الانتخابات فترة إعادة وطول تاريخها تحسم من الجولة الأولى، فأردوغان نفسه خاض انتخابات رئاسية لأول مرة بالاقتراع العام المباشر في 2014 وفاز من الجولة الأولى، والمرة الثانية عام 2018 وفاز من الجولة الأولى.

وأكد عبد الفتاح أن أردوغان فرصه أفضل من أغلو بالفوز بالانتخابات التركية لأنه كان الأقرب من الفوز وحصل على 49.4%، مقابل 44.96% لأوغلو، بجانب عدم وجود طرف ثالث يبدد الأصوات، فنتيجة الانتخابات متوقفة على التالي:

  • كل طرف صوت لاتجاه يتمسك به في الجولة الثانية.
  • الأطراف المتبقية تتوزع على الطرفين.
دكتور بشير عبد الفتاح 
محرره “صدى البلد” مع عبد الفتاح 
دكتور بشير عبد الفتاح 
دكتور بشير عبد الفتاح 

-