الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قمة عربية تغيير شكل المنطقة وتحركات قوية للقادة| ماذا يحدث في جدة؟

ملفات وقضايا القمة
ملفات وقضايا القمة العربية الـ 32 في جدة بحضور الرئيس السيسي

في ظل ظروف استثنائية تمر بها المنطقة والعالم من أزمات وصراعات إقليمية ودولية تعقد الدورة الـ 32 للقمة العربية غدا في السعودية لإيجاد آليات تستطيع من خلالها مواجهة التحديات المشتركة وتعزز الأمن والاستقرار الإقليمي وتحقق الرفاه لدولها وشعوبها وحل المشكلات الراهنة. 

أرشيفية 

ملفات المنطقة على طاولة القمة 

ويتوافدون قادة وزعماء الدول العربية ، اليوم الخميس، إلى مدينة جدة لعقد القمة العربية في دورتها الـ 32 والتي ستحتضن القمة ظهر غد الجمعة.

وتشهد مدينة جدة اليوم وغداً لقاءات جانبية على هامش القمة العربية تجمع عددا من قادة وزعماء الدول العربية، حيث تأتي استضافة المملكة للقمة العربية امتدادا لدورها القيادي على المستوى الإقليمي والدولي، وتعزيز التواصل مع قيادات الدول العربية والتباحث المستمر وتنسيق المواقف حيال الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وعقد أمس الأربعاء وزراء الخارجية العرب اجتماعا تحضيريا تسلمت السعودية خلاله رئاسة القمة رسمياً من الجزائر.

ورحب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بالوفود العربية وأكد أن العالم يمر بتحديات كبيرة تفرض التوحد لمواجهتها، داعيا الدول العربية للعمل مشترك من أجل رفعة الشعوب العربية.

بدوره، أكد أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، أن الحضور العربي كامل في قمة جدة، مرحباً بعودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية.

ولفت أبو الغيط إلى أن هناك مؤشرات إيجابية من إيران وتركيا لوقف تدخلهما في شؤون الدول العربية.

أما عن الأزمات في سوريا واليمن وليبيا، فاعتبر أنها تحتاج لمقاربات من أجل إخراجها من الجمود. وشدد على أن قمة جدة تعد فرصة لوضع حد لمظاهر التسلح في السودان.

أحمد أبو الغيط

الرئيس السيسي يصل جدة للمشاركة 

ووصل منذ قليل، الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى مدينة جدة السعودية، للمشاركة في أعمال القمة العربية، ويشارك الرئيس السيسي رفقة قادة العرب في أعمال القمة العربية، بحضور الوفد السوري لأول مرة منذ سنوات عديدة، وذلك بعد عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

وتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في الدورة الـ32 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، والتي تُعقد في مدينة جدة.

وصرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن مشاركة الرئيس في القمة العربية تأتي في إطار حرص مصر الدائم على تدعيم وتطوير أواصر العلاقات مع الدول العربية الشقيقة، واستمرارا لدور مصر في تعزيز جهود دفع آليات العمل المشترك، وتوحيد الصف، لصالح الشعوب العربية كافة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن قمة جدة تهدف إلى تعزيز التشاور والتنسيق بين الدول العربية الشقيقة بشأن مساعي الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وتعزيز المصالح العربية، خاصة في ظل المتغيرات المتلاحقة والأزمات المتصاعدة على المستويين الدولي والإقليمي.

لحظة وصول الرئيس السيسي الي جدة 

الملفات “قمة التغير والتحدي” 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية في غاية الأهمية لعدة اعتبارات المتعلقة بـ الحضور المصري الدائم في الخليج، بالإضافة الي تفعيل دور الجامعة العربية ومنظمتها الإقليمية.

وأوضح فهمي ـ في تصريحات خاصة لـ " صدى البلد"، أن الدولة المصرية حريصة على تواصل العمل العربي المشترك، ولا ننسى في غياب عقد القمم العربية مصر دشنت آلية التحالف الثلاثي مصر ـ العراق ـ الأردن، بالإضافة الي التحرك المصري الكبير في استئناف “سوريا” لموقعها في الجامعة العربية وهذا الأمر مهم للغاية.

وأكد أن القضايا الرئيسية التي تكون على طاولة القمة هي القضايا الخاصة بالجامعة العربية وجزء منها مرتبط بـ :

  • تفعيل دور مؤسسات العمل العربي المشترك.
  • استئناف سوريا لموقعها في الجامعة العربية.
  • طرح الملف الليبي والسوري واليمني، بالإضافة الي أمن الخليج بجانب العلاقات مع الدول الجوار الإقليمي في ظل ما تشهده من تطورات سواء بالنسبة لإيران ـ السعودية ـ  مصر ـ تركيا.
  • بجانب أيضا ملفات الأمن الغذائي والملفات الخاصة بمجال التعاون الاقتصادي والسياسي.

حضور ضخم وغياب بسيط

ولفت أن هناك قادة سيغيبون عن القمة العربية من الواضح هو الرئيس السوداني، بجانب سلطان عمان هيثم بن طارق، ولكن هناك حضور ضخم من قادة الدول الأخرى، لأن هذه القمة هي "قمة التغير والتحدي"، فالتغير بمعنى أن السعودية رتبت أولويتها في هذه القمة وفي حرص كبير مهم للغاية لإنجاح هذه القمة.

وأشار أستاذ العلاقات الدولية: سيكون هنام قمم مصغرة سواء على مستوى مصر ـ السعودية، مصر ـ الأردن، ومصر ـ وفلسطين، بالإضافة الي مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد ستكسب القمة أهمية كبيرة.

وتابع: القمة ليست في كم القضايا التي ستناقش ولكن مجمل الحركة المصرية اتجاه العمل العربي المشترك هذا هو الهام، فمشاركة الرئيس السيسي تكسب هذه القمم حضورا كبيرا وتأكيدا من سيادة الرئيس دعم مصر للجامعة العربية ومؤسساتها خاصة في اللحظة الراهنة التي يتم فيها استهداف النظام الإقليمي العربي في هذا التوقيت ومحاولة القوى الإقليمية استبداله بنظام شرق اوسطي ولا ننسي أن هناك تحفظات أمريكية على عودة سوريا.

واختتم: جدول أعمال القمة واسع ويشمل كثير من القضايا المعتادة المكررة ولكن يوجد قضايا مسيطرة عليها خاصة “الملف السوداني والفلسطيني” خاصة بعد التطورات الأخيرة، معقبا: في كل الأحوال مشاركة الرئيس السيسي مهمة وستعطي للقمة زخما كبيرا وستؤكد حضور مصر في قلب التفاعلات الإقليمية العربية الحالية.

الدكتور طارق فهمي 

6 نقاط ساخنه في المنطقة العربية

ومن جانبه، قال جمال رائف، الكاتب الصحفي والباحث السياسي، إن القمة العربية المنعقدة في السعودية هي قمة استثنائية بالفعل لأنها تأتي في توقيت بالغ الأهمية في ظل متغيرات إقليمية ودولية في غاية التعقيد.

وأوضح رائف ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذه القمة تعمل على المضي نحو العالم الجديد أكثر قوة وأخذ مكان للمجموعة العربية في هذا العالم تليق بتطلعات الشارع العربي لان التحديات كثيرة والمتغير الدولي الذي يشكل العالم من جديد الان أيضا يتيح للمجموعة العربية أن توحد صفها وأن تحشد الهمم وتضع كافة القوى والامكانيات وان تضع نفسها في مقدمة العالم الجديد.

وأضاف أن الملفات كثيرة في غاية الصعوبة وأكثر من 6 نقاط ساخنه في المنطقة العربية خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية في مقدمة هذه النقاط والقضايا، بجانب الملف السوري وعودته بشكل أكثر قوة بعد عودة سوريا الي مقعدها في جامعة الدول العربية، بجانب مشكلة السودان ومرونة مصر في هذا الاتجاه وهذه الأزمة بالتحديد.

وتابع: كل هذا وبجانب قضية أزمة اليمن وليبيا وأيضا لبنان، كل هذه الملفات تمثل ضرورة قصوى في جلسة النقاش، ولكن هناك ملفات أخرى لها علاقة بالمتغير الدولي والإقليمي الراهن الآن وعلى راسها ملف يشغل العالم العربي وهو الملف الخاص "بالأمن الغذائي العالمي" وأيضا" الامن الغذائي العربي" وهذا تحدى امام هذه القمة لإيجاد صيغة للتفاهم لتأمين الأمن الغذائي عربي من خلال الإمكانيات المتاحة عربيا.

وأضاف أن من الملفات الأخرى الذي ستناقش في القمة هو الأمن المائي والطاقة والامن الملاحي وكلها قضايا على طاولة القادة، معقبا: لكن الأولوية هو الشق الخاص بالقضايا الساخنة والأزمة الاقتصادية التي تعاني منها العالم ووقوفأامام حلول للخروج من هذه الازمة.

ولفت أن مصر أعادت مفهوم الامن القومي بعد عام 2014 لصدارة المشهد للعمل العربي المشترك ووجدنا هذا منذ قمة 2015 الذي استضافتها مصر بشرم الشيخ وهذا المفهوم تصدر العمل العربي المشترك والقيادة المصرية أصبحت تتحدث عن مفهوم الأمن القومي واهميته وكلما مر الوقت نتأكد علينا ان نلتف حول هذا المفهوم لنحصن الدول العربية من هذه المتغيرات الدولية والإقليمية الراهنة.

وأشار الي ان الدولة المصرية تعمل على كافة الملفات العربية بشكل متوازي ومنها القضية الفلسطينية ومصر لها دور تاريخي ومؤثر في هذا الاتجاه، فـ لمصر نهج ثابت ودبلوماسية مصرية تنتهج ثوابت راسخة بالعمل الدبلوماسي المصري لدعم التسوية للازمات وغيرها من آطر دعم لاستقرار الدول.

واختتم: مصر تعمل مع الاشقاء العرب لدعم الاستقرار في المنطقة العربية، والدور المصري لا يتوقف فقط عن الشق السياسي بل أيضا على صعيد الشق الاقتصادي فمصر نقلت العلاقات الاقتصادية الي مرحلة جديدة إذا كانت مع الأردن والعراق والامارات والبحرين واتفاقية الشراكة كل هذا وبجانب الشق الإنساني الحاضر في العلاقات المصرية العربية ومساندة كافة الاشقاء في الازمات وكان اخرها السودان بجانب سوريا وليبيا وفلسطين.

أستاذ جمال رائف 

ما هي القمة العربية ؟

والجدير بالذكر، أن القمة العربية هي منظمة تضم دولًا في الشرق الأوسط وأفريقيا ويعتبر أعضائها دولًا عربية، وينص ميثاقها على التنسيق بين الدول الأعضاء في الشؤون الاقتصادية، ومن ضمنها العلاقات التجارية، الاتصالات، العلاقات الثقافية والعلاقات الاجتماعية والسياسة والصحة وحل المشكلات.

والقمة العربية يقصد به الاجتماع الذي يضم رؤساء وملوك وأمراء الدول العربية، والذي بدأ منذ تأسيس جامعة الدول العربية، ثم صار يعقد بشكل سنوي منذ سنة 2000 بأحد العواصم العربية حسب الترتيب الأبجدي.

وكان أول مؤتمر قمة عربية عقد في سنة 1946 وكان صاحب الفكرة هو ملك مصر فاروق، عقده سبع قادة دول أعضاء بجامعة الدول العربية، في قصر "أنشاص" بمصر وهذه الدول هي: السعودية، ومصر، والأردن، والعراق، واليمن، وسوريا، ولبنان، وفي جدول أعمال القمة، تم التركيز على القضية الفلسطينية، وقد أعلنت الدول التي شاركت عزمها على "التشاور والتعاون والعمل قلبًا واحدًا ويدًا واحدة" بحسب البيان الصادر، إضافةً إلى ضرورة العمل بجميع الوسائل المتاحة لمساعدة الشعوب العربية، وتستمر هذه القمة حتى الآن. 

القمة العربية