الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أشعل صراعا في الوسط الفني.. ماذا فعل الذكاء الاصطناعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بدأت تظهر في الآونة الأخيرة شركات ناشئة متخصصة بمجال  الذكاء الاصطناعي التوليدي، التي من خلالها يمكن لأي شخص تحميل عينة صوت لأي شخص ويقوم البرنامج باستنساخ صوته في مقاطع صوتية مختلقة تجعل مستخدم البرنامج يضع كلاما وعبارات لم تقله الشخصية الحقيقة، وبالتالي تعتبر تكنولوجيا قائمة على التزييف العميق.

وفي هذا الصدد، تسببت تقنية الذكاء الاصطناعي في أزمة فنية جديدة، بعد أن تم استخدام صوت العندليب الراحل عبد الحليم حافظ في أغاني للفنان عمرو دياب على يد استشاري تصميم، يدعى المهندس محمد شكري الخولي.

ويقول الخولي إن المشروع غير رسمي تماما وهو قيد التجارب، موضحا، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن الغرض من المشروع البحث العلمي والتطوير ومواكبة التطور العالمي، وأن استخدام صوت العندليب ليس إلا تجربة أولية مبدئية.

قرصنة الأصوات وتشوية للصورة الحقيقة

وأضاف أن جميع حقوق الفنانين كألحان وكلمات محفوظة لهم، مبرزا أيضا أن الصورة الخاصة بالعندليب تم صنعها بواسطة الذكاء الاصطناعي ولا وجود لها في الواقع.

ومن جانبه، أكد، أحمد سعد الناقد الفني، أن  الذكاء الاصطناعي أثار جدلا خاصة الأسبوع الماضي، وأن الذكاء الاصطناعي هو تشوية للصورة الحقيقة لصوت المطرب الأصلي، وإذا تم أخذ أى أصوات من فنانين توفوا دون موافقة أهالى  المطربين المتوفين يعتبرهذا "قرصنة".

و قال " سعد" خلال مصادر إعلامية سابقة له، أن  أى أستنساخ للأصوات عن طريق الذكاء الاصطناعى له شقين، الشق الأول هو الشق القانوني آنه عندما يتم أستخدم وأستنساخ الاصوات كصوت أم كلثوم أو عبد الحليم حافظ، فهذه الاصوات لها ورثة في هذه الحالة يجب أخذ موافقة هؤلاء، حتي يتم فعل الاستنساخ عند طريق الذكاء الاصطناعى، لأنه إذا لم يتم أخذ موافقة ورثة الفنانين خاصة المتوفين، في هذه الحالة تعتبر "قرصنة".

ومن جابنه، قال المؤرخ الموسيقي أشرف عبد الرحمن طالب في تصريحات إعلامية سابقة له، إنه باتخاذ الإجراءات القانونية من نقابة المهن الموسيقية لوقف هذا التشويه، "لأنه يجب أن نترك العظماء الذين رحلوا عنا بأعمالهم الخالدة لتظل برونقها"، مشيرا إلى أن ذلك يعتبر "نبشا في القبور".

الاختلاف بين  الهولوجرام والذكاء الاصطناعي

وتطرق للحديث عن الحفلات التي استخدمت تقنية الهولوجرام والفرق بينها وبين استخدام الذكاء الاصطناعي في استحضار صوت أم كلثوم أو الفنانين بشكل عام، حيث أوضح أن التقنية تعتمد على الاستخدام الشكلي ولا يكون هناك تلاعب في الصوت أو الألحان أو الكلمات، إنما يكون تجسيد لفناني الزمن الجميل على المسرح.

وأشار إلى أن ذلك يعطي انطباعًا جيدًا لدى المتفرج: "أرى أنه لا مانع فيه، ويعد استخداما إيجابيا، لكن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي والتلاعب في الصوت يعد تشويها، الصوت والكلمات والألحان مفردات أساسية لا يجب التلاعب بها".

وخلال الأيام الماضية، اشتعلت أزمة وجدل بعدما كشف الملحن عمرو مصطفى عن استخدامه للذكاء الاصطناعى فى تقديم أغنية جديدة بصوت الراحلة كوكب الشرق أم كلثوم.

ونشر عمرو مصطفى مقطعًا من الأغنية عبر حساباته على مواقع التوصل الاجتماعى، وقال: «على مدار ٢٤ عامًا، قدمت العديد من الألحان لنجوم الوطن العربى، ومؤخرا مع تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى حبيت أسمع لو كوكب الشرق السيدة أم كلثوم غنت أغنية من ألحان عمرو مصطفى هيكون إيه الناتج؟، تعالوا نسمع سوا صوت كوكب الشرق أم كلثوم ألحان عمرو مصطفى، وقريبًا هتسمعوا الأغنية كاملة».

وبعد أقل من 24 ساعة، قام المنتج محسن جابر بإصدار بيان شديد اللهجة حول استخدام اسم أو صورة أو صوت الراحلة أم كلثوم، وأكد أنه لا يجرؤ أحد بمن فيهم الفنان عمرو مصطفى رغم علاقته الوطيدة به، أن يستخدم الذكاء الاصطناعى لاستحضار صوت كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، أو استعمال اسمها وصورتها، فهناك حقوق أدبية أبدية غير قابلة للتقادم.

وأضاف المنتج محسن جابر، فى بيان له: «لا يجوز تشويه التراث الخاص بالسيدة أم كلثوم، فى مهاترات إلكترونية، فقد سبق أن انتشرت أغنية تستخدم الذكاء الاصطناعى لاستنساخ أصوات المغنين العالميين (دريك) و(ذا ويكند) على وسائل التواصل الاجتماعى، تحاكى أغنية Heart On M Sleeve، وحققت الأغنية جدلا كبيرا وانتشارا وحققت ملايين المشاهدات على المواقع الاجتماعية.

فوائد وتحديات تفعيل الذكاء الاصطناعي

ويقول مؤلف الأغنية، المعروف باسم جوست رايتر إن الأغنية تم إنشاؤها بواسطة برنامج ذكاء اصطناعى تمت برمجته على الأصوات االموسيقية، وعلى الفور قامت مجموعة يونيفرسال الموسيقية (Universal Music Group)- إحدى كبرى شركات الموسيقى فى العالم، والتى تمثل كلًا من النجوم العالميين دريك، وأريانا جراندى، وهارى ستايلز، بإرسال إنذار إلى منصات بث الموسيقى، وطلبت منهم عدم السماح لبرامج ومنصات الذكاء الصناعى باستخدام منصاتهم لأغنيات الذكاء الصناعى وطلبوا إزالة الأغنية فورا، وأثارت قضية حقوق الملكية الفكرية، على ضوء تطور الذكاء الاصطناعى، وطالبت الشركة بتعويض مالى كبير».

والجدير بالذكر، أن هناك العديد من قصص النجاح التي تثبت قيمة الذكاء الاصطناعي، والشركات التي تضيف التعلم الآلي والتفاعل الإدراكي إلى عمليات الأعمال التقليدية والتطبيقات يمكنها أن تحسّن بشدة من تجربة المستخدم وتعزز من الإنتاجية.

ومع ذلك، هناك بعض العقبات، حيث قامت القليل من الشركات بنشر الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، لعدة أسباب، ومنها: إذا لم يستخدموا الحوسبة السحابية، فغالبًا ما تكون مشروعات الذكاء الاصطناعي مُكلفة للغاية. كما أنها مُعقدة في الإنشاء وتتطلب خبرة عالية الطلب مع نقص الإمدادات، كما أن معرفة متى وأين يتم دمج الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى وقت اللجوء إلى الجهات الخارجية، سيساعد على تقليل هذه الصعوبات.