الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اتفاق اللحظات الأخيرة.. بايدن ومكارثي يسابقان الزمن لإنقاذ الأمريكيين من ورطة الديون

لقاء بايدن ومكارثي
لقاء بايدن ومكارثي بشأن رفع سقف الدين الأمريكي

أزمة سداد الدين الأمريكي وأزمة التضخم الاقتصادي بجانب إفلاس أكبر البنوك الامريكية تسببت في حالة من الهلع للمجتمع الأمريكي، ما أجبر الرئيس الأمريكي جو بايدن للظهور في الإعلام ليطمئن المواطنين.

أزمة الدين الأمريكي 

اتفاق سقف الديون الأمريكية

وقد تفاقمت الأزمة بسبب خلاف في الإدارة المالية للولايات المتحدة بين الحزب الجمهوري والديمُقراطي هو خلاف عميق قد ظهر في انتقاد الجمهوريين لإدارة الرئيس الأمريكي بايدن التي تُرسل المليارات إلي أوكرانيا بغض النظر عن مشكلات واشنطن الجذرية.

وطبقا لتحذيرات وزيرة الخزانة الأمريكية "جانيت يلين" من خطورة بلوغ الديون الأمريكية 31 تريليون و600 مليار دولار وعدم موافقة الكونجرس الأمريكي برئاسة مكارثي الجمهوري علي رفع سقف الديون الأمريكية إلي 400 مليارات دولار.

لكن مؤخرا توصل الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي أمس السبت إلى اتفاق من حيث المبدأ لرفع سقف الدين، ويتضمن الاتفاق خفض بعض جوانب الإنفاق الاتحادي.

وأكد رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي التوصل إلى اتفاق مبدئي مع البيت الأبيض بشأن رفع سقف الدين الحكومي، متوقعا أن يتم التصويت عليه في الكونجرس الأربعاء.

وقال مكارثي إنه سيتحدث مرة أخرى إلى الرئيس جو بايدن ويشرف على الصياغة النهائية لمشروع القانون، مضيفا أن مجلس النواب "سيصوت عليه الأربعاء".

بايدن ومكارثي وأزمة الدين الأمريكي 

تخفيضات ضخمة في الموازنة

وفي هذا الصدد، قال الدكتور رائد سلامة الباحث الاقتصادي، إن الأوساط السياسية تتحدث عن تقدم بشأن المباحثات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري لإقرار رفع سقف الدين العام الأمريكي من 31.4 تريليون دولار إلى مستوى آخر بعدما وصل فعليًا إلى 31.8 تريليون دولار أي بنسبة تصل إلى نحو 121% من الناتج المحلى مع اقتراب ميعاد الأول من يونيو.

وأوضح سلامة ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن اتفاقات اللحظة الأخيرة التي سيوافق الجمهوريين فيها على رفع سقف الدين مقابل قيام إدارة الرئيس بايدن بعمل تخفيضات ضخمة في الموازنة تشمل التوقف عن استكمال مشروعات وتعاقدات كبيرة كانت قد أبرمتها وبالأخص في مجال البِنى التحتية والمنافسة مع الصين بعدما كانت قد أسرفت في الإنفاق الاجتماعي في مجالات التعليم والصحة وغيرها.

وتابع: لو لم يكن الاتفاق بين الحزبين على رفع سقف الدين العام قد حدث، فإن هذا يعنى توقف أمريكا عن سداد ديونها بعد أيام قليلة وهو أمر له تأثيرات بالغة السوء على كل من الاقتصاد الأمريكي والاقتصاد العالمي على حد سواء، لأنه كان سيدفع بمؤسسات التقييم الدولية إلى خفض التصنيف الائتماني لأمريكا لاعتبار التخلف عن سداد الديون في مواعيد استحقاقها، وهو أمر سيؤدى إلى خفض الناتج المحلى بنسبة تقدر بحدود 5%.

واستطرد: بالإضافة إلى هذا أن السلطات النقدية الامريكية ستضطر لرفع سعر الفائدة حتى تتمكن من جذب مستثمرين جدد في أدوات الدين وهو ما سيعود محليًا بنتائج بالغة السوء على المالية الأمريكية حيث سيرتفع عجز الموازنة بشكل استثنائي وستضطر شركات أمريكية إلى التوقف عن العمل جزئيًا أو كليًا وبالذات الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر، حتى لا تتحمل بخسائر من جراء رفع سعر الفائدة.

وأكد ان هذا سيؤدى إلى فقدان الملايين من الأمريكيين لوظائفهم وهو أمر كان سيعمق من حالة الركود التضخمي إذ سيرغم ذلك عموم المستهلكين على خفض إنفاقهم، وسيتضرر النظام المالي والمصرفي الأمريكي ضررًا بالغًا.

واختتم: حيث ستتأثر المراكز المالية للبنوك وشركات التأمين وشركات إدارة الاستثمارات والمحافظ وصناديق التحوط لتنهار أسهمها ومن ثم ستشهد أسواق المال المتعددة هزات مالية عنيفة أكبر مما حدث في 2008 مما سيؤثر عمومًا على الاقتصاد العالمي حيث تنتقل آثار الأزمة عبر المحيطات لتدفع الدول الفقيرة ثمنها.

الدكتور رائد سلامة

الخزانة الأمريكية تغير توقعها

وكانت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، مددت الموعد النهائي لرفع سقف اقتراض الحكومة الاتحادية قائلة إن الحكومة قد تتخلف عن سداد التزاماتها بحلول الخامس من يونيو ما لم يتم الاتفاق على رفع سقف الدين البالغ 31.4 تريليون دولار.

وتوقعت يلين في وقت سابق أن تتخلف الحكومة عن السداد في مطلع يونيو أو ربما بالتحديد في أول يونيو.

وفي وقت سابق  أكدت وزارة الخزانة الأمريكية مجددًا أنها لن تكون قادرة على سداد فواتير الحكومة الأمريكية بعد الأول من يونيو ما لم يُرفع سقف الدين، مما يمنح الجمهوريين في الكونجرس ومفاوضي البيت الأبيض مهلة عشرة أيام فقط للتوصل لاتفاق.

وفي رسالتها الثالثة إلى الكونجرس في غضون ثلاثة أسابيع، قالت وزيرة الخزانة جانيت يلين إنه من "الوارد جدا" أن تعجز الوزارة عن الوفاء بجميع التزامات الحكومة الأمريكية حتى أوائل يونيو، مما سيؤدي إلى تخلف الولايات المتحدة عن السداد لأول مرة في تاريخها.

وكانت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين أطلقت في 17 مايو الجاري تحذيرًا من أنه لن تتمكن الحكومة من سداد الديون حتى أوائل يونيو المقبل، مما قد يؤدي إلى كارثة على المستوى الوطني والعالمي، وحثت البيت الأبيض بقيادة جو بايدن والكونجرس الذي يجلس على رأس قيادته كيفين مكارثي لاتخاذ إجراءات عاجلة لرفع سقف الديون الأمريكية.

فرضت الحكومة الأمريكية في الكونجرس حد اقتراض قدره 31.4 تريليون دولار في يناير، وحذرت وزيرة الخزانة جانيت يلين من أن البلاد قد تنفد من السيولة النقدية في وقت مبكر من 1 يونيو إذا لم يتمكن الرئيس الديمقراطي جو بايدن ورئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي من الوصول إلى صفقة لرفع سقف الديون.

والتقى الرئيس الأمريكي جو بايدن برئيس مجلس النواب كيفين مكارثي وزعماء آخرين في الكونجرس في 16 مايو لمناقشة سقف الديون.

وأول أمس، قال مسؤول أمريكي إن الرئيس جو بايدن ورئيس مجلس النواب كيفن مكارثي يقتربان من إبرام اتفاق من شأنه رفع سقف الديون لمدة عامين مع كبح الإنفاق على معظم البنود بخلاف الجيش وقدامى المحاربين.

وكان مكارثي قد قال في وقت سابق إن المفاوضين سيواصلون العمل للتوصل إلى اتفاق بشأن سقف الديون، بينما يسابق الجمهوريون والديمقراطيون الزمن لإبرام الاتفاق وتجنب تخلف البلاد عن سداد التزاماتها.

وزيرة الخزانة الأمريكية