الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى رحيل هدى سلطان.. أصيبت بالسرطان ورحلت بعد وفاة ابنتها بـ50 يوما

صدى البلد

تحل اليوم الإثنين 5 يونيو، ذكرى رحيل الفنانة هدى سلطان، والتي عاشت حياة حافلة بدأت منذ نشأتها الفنية التي ساعدتها على دخول عالم الفن، مرورا بزيجاتها المتعددة والتي باء أغلبها بالفشل، الذي قابله نجاحا كبيرا في حياتها الفنية.

 

ونرصد فى السطور التالية أبرز المحطات فى حياة هدى سلطان..

ولدت هدي سلطان في 15 أغسطس عام 1925 بقرية كفر أبو جندي التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، وكان ترتيبها الثالثة بين 5 أبناء أكبرهم شقيقها الفنان محمد فوزي، والذي كان يكبرها بـ 7 أعوام، وكانت الفنانة هند علام شقيقتهما التالية.

حفظت القرآن الكريم كاملًا فى صغرها بكتاب قريتها، حيث اعتاد والدها، إحضار شيخة تقرأ القرآن للنساء صباحًا، بشكل يومي، وبالمثل مع أشقائها الذكور.

 

كانت هدي سلطان، تحب الغناء منذ نعومة أظافرها، وحاولت إتقانه من خلال الغناء والتلاوة وتنمية هوايتها، باحتراف الغناء في القاهرة أسوة بما حدث مع شقيقها الفنان محمد فوزي، ولكن الأمر كان في غاية الصعوبة، لكونها تعيش في عائلة داخل محافظة فكان الرفض حليفها.

قابلت الرفض، داخل أسرتها بالعصيان، رغبة في بلوغ النجاح من خلال الذهاب لإحدى الحفلات الكبرى، بترشيح من صديقتها حتى تغنى وتصادف حضور فريد شوقي والذي رشحها لفيلم «ست الحسن».

غنت لأول مرة أمام الجمهور عام 1937 فى إحدى حفلات المدرسة، والتى أقيمت على «مسرح البلدية في طنطا، بأغنية لأم كلثوم.

 

وعندما بدأت هدي سلطان تلمح رغبتها في الغناء وأن تكون مطربة مثل شقيقها، زوجتها عائلتها من محمد نجيب، وهي لا تزال فى عمر 14 عاما، وأنجبت ابنتها الكبرى «نبيلة».

انتقلت إلى القاهرة بصحبة زوجها في منتصف الأربعينيات، وأصرت على دخول مجال الفن، فوقع الطلاق بينها وبين زوجها بسبب غيرته الشديدة، ورغبتها في اعتزال الفن والتفرغ للمنزل.


انتقلت هدى سلطان للعيش مع شقيقها الأكبر محمد فوزي، والذي وقف معها وساعدها، لدخول عالم الفن، حيث كان قد سبقها بعد قدرته على إقناع والديهما على الرغم من كون إقطاعيًا.

وتعرفت من خلاله على الفنانين والشعراء والموسيقيين، وبدأت ممارسة هوايتها بالغناء في حفلات أعياد الميلاد والخطوبة والزواج.


ونفت الفنان الراحلة، هدي سلطان محاربة شقيقها الأكبر محمد فوزي لها، قائلة، « ليس صحيحا ما يشاع من أن محمد فوزى كان يحارب هدي سلطان، قائلة لم يحاربني بل أنتج لي العديد من الأفلام، كاشفة رفض شقيقها الأكبر محمد فوزي، دخولها عالم الفن في بداية الأمر، وتهديد أي شركة إنتاج تتعامل معها، بدافع الأخ على أخته، وبعد اقتناعه بموهبتها وقف إلى جوارها».

درست هدي سلطان على يد الملحن أحمد عبد القادر، واعتمد عليها كمطربة في الإذاعة، واستمع إليها الموسيقار رياض السنباطى، وتنبأ لها بمستقبل باهر في عالم الغناء، وأكد استعداده للتلحين لها واختارها لمشاركته بطولة فيلمه السينمائي الوحيد «حبيب قلبي» عام 1952، إخراج حلمى رفلة، وبدأ صوتها في الانطلاق من الإذاعة بأغنية، «حبيبي ملقيتش مثاله سلطان على عرش جماله».

وبدأت مشوارها السينمائى عام 1950، بعد وقوع عين المنتج جبرائيل نحاس عليها، والذي أعجب بموهبتها، وأقنعها بكونها ممثلة سينمائية ذات وجه فريد وجميل، وعرض عليها الاشتراك في فيلم «ست الحسن» للمخرج نيازى مصطفى، وعرض عليها عقد احتكار لـ 3 أفلام دفعة واحدة، فوافقت دون تردد.


قدمت هدي سلطان العديد من الأفلام السينمائية، أشهرها «امرأة في الطريق» وعلى أثرها حظيت بدورها في أفلام «السكرية» عن رواية نجيب محفوظ، و«جعلوني مجرمًا» للمخرج عاطف سالم، فتوات الحسينية، كهرمان، الاختيار، وداعا بونابرت، الابن الضال، بدور، بورسعيد وسوق السلاح».

قدمت هدى سلطان  زوجها فريد شوقى خلال فترة زواجهما، والتي تعتبر الرابعة للفنانة، واستمرت نحو 15 عامًا، عن قصة حب حقيقية، خطفته منذ اللقاء الأول بينهم، بـفيلم «ست الحسن»، بعد أن جمعهم أحد المشاهد الذى انتهى بوجود رسالة غرامية من فريد شوقي لها في غرفتها، وانزعجت جدًا ونهرت الفراش لكونه سمح له بالدخول لغرفتها، وفور علمه ذهب إليها ليعتذر، ففوجئ بمقابلتها بشكل سيئ، فصرخ في وجهها، قائلًا: «أنا عايز أتجوزك»، فتم الزواج واستمر نحو 15 عاماً، أنجبت منه ابنتين وهما، مها وناهد.

وأسسا بعد الزواج، «شركة إنتاج» أنتجت من خلالها الكثير من الأفلام الناجحة، من بينها، «النمرود، العائلة الكريمة، عبيد الجسد ورصيف نمرة خمسة».

وبعد أحداث يونيو 1967، سافر فريد شوقى إلى تركيا، وأصبح نجم تركيا الأول وبدأت تظهر بعض الشائعات من تعدد علاقاته، وهو الأمر الذي لم تتقبله هدى سلطان، وطلبت السفر معه، فرفض وسافرت معه فاكتشفت الحقيقة، فدبت الغيرة في قلبها وبعودتها لمصر، انتهت بينهما قصة حبهم.

وكان آخر أدوارها السينمائية والتي ظهرت فيه بعد 20 عامًا من انقطاعها عن التمثيل بالسينما ودور العرض، فيلم «نظرة عين»، بدورها «ضيفة شرف» بطولة الفنانة منى زكي.

وسبق للفنانة هدى سلطان الزواج عدة مرات قبل أن تتزوج من الفنان فريد شوقي، والبداية مع محمد نجيب، والتي تزوجته بعمر 14 عاماً، وأنجبت منه ابنتها، نبيلة، ثم تزوجت من المنتج الفنى والموزع السينمائى، فؤاد الجزايرلي وانفصلا، وتزوجت من فؤاد الأطرش شقيق الموسيقار فريد الأطرش، ثم زواجها من الفنان فريد شوقى، وبعد الانفصال عنه، تزوجت للمرة الأخيرة من المخرج المسرحي حسن عبد السلام.

أصيبت هدي سلطان بمرض «سرطان الرئة» وظلت تعانى 5 سنوات، وأخفى عليها أسرتها حقيقة مرضها، حتى توفيت في 5 يونيو عام 2006، بمستشفى دار الفؤاد عن عمر يناهز 80 عاما، بعد 50 يوماً من وفاة ابنتها مها فريد شوقي.