الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفريقيا تفتقر لاحتياجاتها الأساسية.. ماذا تفعل القارة في الأزمة الروسية الأوكرانية؟

الأزمة الروسية الأوكرانية
الأزمة الروسية الأوكرانية

ما زالت الحرب الروسية الأوكرانية تلقي بآثارها على القارة الأفريقية، ولم تفرق بين الدول الكبرى والنامية، بل كان وقعها كارثيا على الجميع، ودفعت البلاد نحو التضخم بشكل غير مسبوق، متسببة في أزمات طاقة وغذاء، وكانت لها العديد من التأثيرات السلبية، ومنها: تهديد الأمن الغذائي وإمداد الطاقة.

الأزمة طالت القارة الأفريقية وشعوبها

وفي هذا الصدد، ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد، بحضور رؤساء المبادرة الأفريقية المشتركة مع الرئيس الأوكرانى فى العاصمة الأوكرانية كييف، ضمن المبادرة الأفريقية المشتركة للمساهمة في تسوية الأزمة الروسية -الأوكرانية. 

وقال الدكتور مصطفى مدبولي، في مستهل كلمته: “لقد كلفني الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالمُشاركة اليوم فى إطار دعم مصر القوى لجهود المُساهمة في تسوية الأزمة الروسية الأوكرانية، نظرا لما خلفه الصراع العسكري المُحتدم من فقد للأرواح سواء العسكريين أو المدنيين، وتدمير واسع النطاق أدى إلى نزوح الملايين من المدنيين وأهدر مًقدرات الشعوب”.

وأكد رئيس الوزراء أن الأزمة طالت تداعياتها القارة الأفريقية وشعوبَها، إذ يشعر المواطنُ الأفريقي بتأثر حياته اليومية سلبًا جراء افتقاره إلى احتياجات أساسية، يأتي في مقدمتها نقصُ الأسمدة والحبوب، وهو نقصٌ يتعلقُ بأمنهِ الغذائي، لا سيما أن صادرات كلٍ من روسيا وأوكرانيا من القمح تُمثل 23% من السوق العالمية، ومن ثم كان لزامًا على زعماءِ القارةِ الأفريقية أن يقوموا ببذل مساعيهم الحميدة؛ حقنًا للدماء، وتداركًا لتلك الآثار السلبية وتداعياتها على حياة مواطني طرفي النزاع، وحياة المواطن الإفريقي على حد سواء.

خطة مقترحة لإنهاء الأزمة الأوكرانية 

وأضاف: "منذ اندلاع العمليات العسكرية بين الجانبين، تبنت مصر موقفًا يعلى من مقاصد وأهداف ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، بما في ذلك سيادة الدول والحفاظ على وحدة أراضيها، وتسويةِ النزاعات بالوسائل السلمية، وهو الموقف الذي عَبّرنا عنه بشكل واضح، في كافة المحافل الدولية والإقليمية، والذي ما زالت تنطلق من خلاله جهود مصر الرامية إلى تحقيق السلام عبر جهد إفريقي مشترك.. مخلص وصادق.. يهدف إلى وضع حد للنزاع عبر وقف إطلاق النار وبدء محادثات بناءة تُفضي الى إرساء تسوية عادلة ومستدامة للنزاع تضمن صون السلم والأمن الدوليين وتُنهي المُعاناة الإنسانية التي تَلحقُ بالمدنيين". 

ويقول السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشئون الأفريقية، إن هناك مبادرة من جنوب أفريقيا بمشاركة 6 دول في حل الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وتعد الدولة المصرية إحدي هذه الدول، حيث تساعد لمحاولة في التوصل للتسوية للأزمة الأوكرانية الروسية برؤية أفريقية.

وأضاف حليمة، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن أفريقيا تسعى لحل هذا الصراع، حيث إنها القارة الأكثر تضررا من الحرب الروسية الاوكرانية وجائحة كورونا أيضا، متمنيا أن يكون لهذا التحرك الأفريقي تأثير إيجابي في اتجاه التوصل إلى التسوية، خاصة أن الأطراف التي تتكون منها المجموعة التي تشترك في مبادرة السلام، لها علاقة بطرفي الصراع بصفة خاصة.

وأشار إلى أن هذا التحرك لا بد أن يشمل دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، خاصة فرنسا وألمانيا، ويجب أن يشمل نوعا من التأييد والتفهم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتلك العملية السلمية.

وتجد الوساطة الأفريقية في الحرب الروسية الأوكرانية ترحيبا دوليا، وتأتي في توقيت مهم للعالم، وتحتوي هذه المبادرة على دول اتخذت الحياد الإيجابي في هذه الحرب،  خاصة أن أكثر القارات تضررا القارة الأفريقية.

اتصالات لمناقشة حل النزاع الأوكراني

وكانت البداية عندما أعلنت جنوب أفريقيا، في مايو 2023، عن خطة مقترحة لإنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا، المستمر منذ 15 شهرا، وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا إن نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وافقا على استقبال بعثة من زعماء أفارقة، لبحث خطة سلام المقترحة لحل الصراع.

وأضاف، خلال إفادة صحفية مقتضبة مع رئيس وزراء سنغافورة: "أظهرت مناقشاتي مع الزعيمين استعدادهما لاستقبال الزعماء الأفارقة وإجراء مناقشة حول سبل إنهاء هذا الصراع.. ستتوقف فرص نجاح هذا على المناقشات التي ستُجرى"، معتبرا أن "التكهن بنتائجها أمر صعب".

وأوضح أن الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش جرى إطلاعه على المبادرة، التي "يدعمها عدد من الرؤساء الأفارقة، من بينهم رؤساء السنغال وأوغندا ومصر وجمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا"وقال رامافوزا إن الولايات المتحدة وبريطانيا عبرتا عن "دعم حذر" للخطة.

وتقول جنوب أفريقيا، التي تعد من أقرب حلفاء موسكو في القارة، إنها محايدة، وامتنعت عن التصويت على قرارات للأمم المتحدة تتعلق بالحرب، ورفضت جنوب أفريقيا اتهامات من السفير الأمريكي لديها بتحميل أسلحة على متن سفينة روسية، من قاعدة بحرية في كيب تاون، في ديسمبر الماضي.

ونقلت وكالة أنباء نوفوستي الحكومية الروسية عن رئيس جنوب أفريقيا تأكيده أنه "تحدث إلى الرئيسين الروسي والأوكراني نيابة عن زعماء أفارقة"؛ لبحث إمكانية طرح مبادرة للسلام، معترفاً في الوقت ذاته بأنه "من الصعب التكهن بنتيجة خطة السلام المدعومة من أفريقيا لحل الصراع في أوكرانيا". 

مراعاة مبادئ القانون الدولي بالأزمة

وأكد رئيس جنوب أفريقيا، أن التحرك لن ينحاز إلى أي جانب من الطرفين، وزاد أن "بعض القادة الأفارقة أعربوا عن رأي مفاده أن المنطقة بحاجة إلى تقديم مبادرة من شأنها أن تسهم في حل الصراع في أوكرانيا".

من جانبه، قال الكرملين، أمس الجمعة، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لا يزال منفتحا لأي اتصالات لمناقشة حل النزاع الأوكراني.

وجاءت التعليقات خلال زيارة من قبل الزعماء الأفارقة لتقديم مبادرة سلام جديدة لبوتين، بعد حوالي 16 شهرا من إطلاق حرب روسيا على أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن : "الرئيس بوتين كان ولا يزال منفتحًا لأي اتصالات لمناقشة السيناريوهات المحتملة لحل المشكلة الأوكرانية".

وقالت روسيا مرارا وتكرارا إنها منفتحة للمفاوضات، لكنها تقول إنه ينبغي على أوكرانيا أن تتعرف بـ "الحقائق الجديدة" على أرض الواقع، حيث تسيطر قواتها على حوالي 18% من الأراضي الأوكرانية.

حصيلة القتلى 219 ألفا و170 جنديا

وأعلنت موسكو الخريف الماضي أنها ضمت أربع مناطق في شرق وجنوب أوكرانيا، وكذلك شبه جزيرة شبه جزيرة القرم، التي سيطرت عليها في عام 2014.

وتقول أوكرانيا إن خطة السلام الخاصة بها، التي تتوخى انسحاب القوات الروسية من جميع الأراضي الأوكرانية، يجب أن تكون أساسا لأي تسوية للحرب.

وسبق وأكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أن مصر تبنت موقفاً متوازناً منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، يستند إلى ضرورة احترام مبادئ القانون الدولي، وتسوية النزاعات بالوسائل السلمية، وتغليب لغة الحوار، وحشد الجهود الدولية للتوصل لحل يراعى شواغل جميع الأطراف، ضماناً لتحقيق الاستقرار والأمن الدوليين. 

وأوضح السيسي، خلال مشاركته عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، في اجتماع مع عدد من الرؤساء الأفارقة، للتباحث حول المبادرة الأفريقية للوساطة في الأزمة الروسية الأوكرانية، أن مصر لن تدخر جهداً من أجل المساهمة في احتواء تلك الأزمة والتغلب على تداعياتها السياسية والإنسانية والاقتصادية، وأعرب عن التطلع إلى مساهمة المبادرة الأفريقية كخطوة على طريق تحقيق التسوية السياسية المنشودة بين طرفي النزاع.

جدير بالذكر أن الجيش الأوكراني أعلن اليوم، السبت، ارتفاع عدد قتلى الجنود الروس إلى 219 ألفا و170 جنديا، منذ بدء العملية العسكرية في 24 فبراير من العام الماضي.

وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية - حسبما أوردت وكالة أنباء “يوكرين فورم” الأوكرانية - "أنه خلال هذه الفترة خسرت روسيا أيضا 3 آلاف و977 دبابة، و7 آلاف و706 من المركبات المدرعة، و3 آلاف و834 من النظم المدفعية، و609 من أنظمة راجمات الصواريخ المتعددة، و364 من أنظمة الدفاع الجوي، و314 طائرة مقاتلة، و302 مروحية، و18 سفينة حربية، فضلا عن 6 آلاف و557 من المركبات وخزانات وقود، بالإضافة إلى 520 من المعدات الخاصة، و3 آلاف و364 طائرة مسيرة، وإسقاط 1211 من صواريخ كروز".