الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بئر غرس من عيون الجنة.. ما لا تعرفه عن مغتسل النبي

بئر غرس
بئر غرس

يغفل الكثيرون عن بئر غرس، كأحد المعالم التاريخية المرتبطة بسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -، والذي يقع في حي العوالي على طريق "قربان"، جنوب الحرم النبوي الشريف، ويبعد عن مسجد قباء 1500 متر إلى جهة الشمال الشرقي.

 

سبب تسمية بئر غرس بهذا الاسم

وبئر غرس إحدى آبار المدينة المنورة بضم أو بفتح الغين ثم سكون الراء ويقال بئر الأغرس والغرس الفسيل والشجر، وتعد بئر غرس من الآبار التي توضأ منها الرسول صلى الله عليه وسلم وأهرق بقية وضوئه فيها كما كان الرسول صل الله عليه وسلم يشرب من هذه البئر ويستعذب له منها وأوصى أن يغسل من مائها فقد روى ابن ماجه عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله : إذا أنا مت فاغسلوني بسبع قرب من بئري بئر غرس.

وذكر ابن كثير في السيرة النبوية عن الواقدي: حدثنا عاصم بن عبدالله الحكمي؛ عن بن عبد الحكم؛ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "نعم البئر بئر غرس هي من عيون الجنة وماؤها أطيب المياه".

و كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستعذب له منها وغُسِّل من بئر غرس، وقد ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يستطيب ماءها ويبارك فيها، وقال لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - حيث حضرته الوفاة "إذا مت فاغسلني من بئر غرس بسبع قرب" سنن ابن ماجه.

الآبار النبوية السبعة

ويعد بئر غرس أحد الآبار النبوية السبعة الشهيرة "أريس، غرس، رومة، بئر حاء، بضاعة، البصة، العهن"، وسبب تسميتها بهذا الاسم يعود إلى الفسيل والشجر الذي يغرس، والبئر من أملاك الصحابي سعد بن خيثمة - رضي الله عنه - الذي كان يبيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في داره قبل أن يتحول إلى المدينة المنورة؛ لذا فهي معدودة في آبار قباء، وتقع اليوم في تقاطع طريقي قربان والهجرة، أعيد ترميمها حديثا بالحجارة السوداء دون أن تفقد هويتها التاريخية، ومما ذكره المؤرخون أن البئر كانت وسط الشجر وقد خربها السيل وطمها، وفيها ماء أخضر إلا أنه عذب طيب وريحه الغالب عليه الأجون، وأن ذرعتها سبعة أذرع، منها ذراعان ماء، وعرضها عشرة أذرع.

عين من عيون الجنة

ذكر في طبقات ابن سعد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يشرب منها وبرّك فيها، وقال: "هي عين من عيون الجنة"، وفي رواية أخرى: "وماؤها أطيب المياه"، وأنه كان يستعذب ماءها وغسّل منه.

وروي عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا بدلو من مائها فتوضأ منه ثم سكبه فيها فما نزفت بعد ذلك من غزارة مائها.

وكان رباحاً "أحد خدم النبي صلى الله عليه وسلم" كان يستقي للنبي عليه الصلاة والسلام من بئر غرس مرة ومن بيوت السقيا مرة أخرى.

وروي عن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أنا مت فاغسلوني بسبع قرب من بئري بئر غرس"، وفي رواية أخرى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا علي إذا أنا مت فاغسلوني من بئري بئر غرس بسبع قرب لم تحلل أوكيتهن"، ولابن شبة - عمر بن شبة النمري - أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ من بئر غرس فألقى بقية وضوئه فيها.

مصدر تمويل الماء لحجرات نساء النبي

و" بئر غرس" في طيبة الطيبة كانت مصدر تمويل الماء لحجرات نساء النبي أمهات المؤمنين، ومُغتسل الجسد النبوي، بوصية منه صلى الله عليه وسلم، وهي بئر مباركة، وصفت بأنها عين من الجنة، ولا تزال تحتفظ بمكانتها وغدت من المعالم التاريخية المرتبطة بسيرة النبي.

وماء البئر هي التي غُسل بمائها الجسد الطاهر جسد النبي عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم في الجهة الشمالية الشرقية من مسجد قباء في عالية المدينة، وكانت للصحابي الجليل سعد بن خيثمة -رضي الله عنه- في العوالي، وأوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يغسل منها، ووردت العديد من الأحاديث والأخبار عن هذه البئر عند مؤرخ المدينة ابن زبالة وابن شبة وفي طبقات ابن سعد وعند الإمام السمهودي في كتابه وفاء الوفاء.

فعن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إذا أنا مِتُّ فاغسلوني بِسَبعِ قِرَبٍ من بئري بِئرِ غَرسٍ» وكانت بقباءَ، وكان يشرب منها. وعن أبي جعفر أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- غُسِّلَ من بئر سعدِ بن خيثمةَ، بئرٍ كان يُستعذَبُ له منها. وعن محمد بن علي قال: شَرِبَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- منها وغُسِّلَ منها حين توفي.

فعن سعيد بن وقيش أن النبي -صلى الله عليه وسلم- توضأ من بئر الأغرسِ. ولابن زبالة قال: جاء أنس بن مالك بقباء فقال: أين بِئرُكُم هذه -يعني بئر غرس- فدللناه عليها. قال: رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاءها وإنها لتُسنَى على حمارٍ بِسَحَرٍ (أي: يجر ناعورتها حمارٌ في آخر الليل)، فدعا النبي -صلى الله عليه وسلم- بدلوٍ من مائها فتوضَّأَ منه، ثم سكبه فيها فما نزفت بعدُ.

وعن أنس -رضي الله عنه- قال: ائتوني بماء من بئر غَرسٍ، فإني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشرب منها ويتوضأ، وروى ابن شبة عن علي بن أبي طالب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- اغتسل من بئر سعد بن خيثمة يقال لها الغَرسُ بقباء.