الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روسيا السبب.. سر زيارة وزيرة الخزانة الأمريكية إلى الصين رغم العداء

وزيرة الخزانة تزور
وزيرة الخزانة تزور بكين

تسعى بكل قوة الولايات المتحدة الأمريكية إلى حل الخلافات مع بكين والدفع قدما نحو تهدئة الأجواء بين البلدين، وفي إطار هذه المساعي، تتوجه وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين إلى بكين يوم الخميس المقبل، وستلتقي خلال إقامتها بممثلين رفيعي المستوى من الحكومة الصينية وفقا لما أعلنته وزارة الخزانة الأمريكية يوم الأحد.

الولايات المتحدة والصين 

وجاء في بيان صادر عن مكتبها، أن زيارة يلين تأتي في أعقاب توجيهات من الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد اجتماعه مع الرئيس شي جين بينج نوفمبر بتعميق التواصل بين الولايات المتحدة والصين.

وقال البيان إن يلين ستناقش أهمية إدارة العلاقات بشكل مسؤول بين البلدين -أكبر اقتصادين في العالم والتواصل مباشرة حول مجالات الاهتمام، والعمل معا لمواجهة التحديات العالمية.

وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بشكل متزايد خلال الأشهر الأخيرة وتعتبر إدارة بايدن الصين أكبر تحد جيوسياسي وتتخذ موقفا متشددا مع بكين.

ويتسبب دعم الصين للحرب الروسية في أوكرانيا والتهديدات من بكين بشأن تايوان والحرب التجارية المستمرة بين البلدين في نزاعات مستمرة.

وقال مسؤول بوزارة الخزانة "لا نتوقع أي اختراق مهم في العلاقات بين البلدين خلال هذه الرحلة، مضيفا: مع ذلك، نأمل في إجراء مناقشات بناءة وإنشاء قنوات اتصال على المدى الطويل مع الصين.

وزيرة الخزانة الأمريكية

مساعي لفك الارتباط الروسي الصيني

وفي هذا الصدد، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات ادولية، إن زيارة وزيرة الخزانة الأمريكية الي الصين تأتي في إطار حرص الولايات المتحدة على عدم استمرار دوران الصين في الفلك الروسي فقط.

وأوضح فارس ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذه الزيارة هامة تعكس كون الصين شريك هام للولايات المتحدة الأمريكية اقتصاديا وأيضا في ظل المساعي الامريكية لفك الارتباط الروسي الصيني بشكل كبير.

وتابع: هذه الزيارة سبقتها زيارات أخرى لوزير الخارجية الأمريكي ولكن هناك بعض الملفات حتى هذه اللحظة مازالت عالقة بين الطرفين ولم يتم حسمها وهي خلافات جوهرية لن تأتي هذه الزيارات أي نتائج إيجابية الا بعد الوصول الي تفاهمات لهذه القضايا وعلى راسها هي "قضية تايوان" وأيضا عسكرة بحر الجنوبي.

وواصل: رغم اقدام الولايات المتحدة الامريكية على زيارات مهمة من قبل مسؤولين مهمين الي الصين الا ان الصين مواقفها ثابتة في دعم روسيا بشكل غير واضح وأيضا العمل مع الإدارة الامريكية على وصول الي تفاهمات للقضايا الملحة التي بها اختلافات بين الطرفين.

والجدير بالذكر، في منتصف يونيو الماضي توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى بكين وكانت زيارة بلينكن  أول زيارة يقوم بها للصين منذ توليه منصبه في عام 2021 حيث استقبله الرئيس الصيني، وهو لقاء فُسر على أنه تقدم دبلوماسي.

الدكتور حامد فارس

زيارات متعددة لإحياء العلاقات 

فقد سبق زيارة وزير الخارجية الأمريكي لبكين زيارات عدة معلنة وسرية لمسئولين أمريكيين لبكين، ولقاءات بين كبار مسئولي الإدارة ونظرائهم الصينيين في الولايات المتحدة والصين أو في دولة ثالثة بعد أزمة إسقاط بالون التجسس الصيني، ومن أبرزها زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون شرق آسيا والمحيط الهادي دانيال كريتنبرينك، ومديرة شئون الصين وتايوان في مجلس الأمن القومي سارة بيران، لبكين في 4 يونيو الماضي، والتي التقيا خلالها بمسئولين صينيين، بمن فيهم نائب وزير الخارجية ما تشاو شو.

وقد التقت وزيرة التجارة الأمريكية جينا رايموندو، بوزير التجارة الصيني وانج وينتاو، بواشنطن في 26 مايو الماضي لمناقشة بيئة التجارة والاستثمار، ومجالات التعاون بين البلدين، بجانب إثارة المخاوف الأمريكية بشأن الإجراءات الصينية ضد الشركات الأمريكية في الصين.

وقد سبق أن التقي مستشار الأمن القومي جيك سوليفان بعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني ومدير مكتب الشئون الخارجية المركزية في جمهورية الصين الشعبية وانج يي، في 11 مايو الماضي في فيينا بهدف إحياء العلاقة المتوترة بين الجانبين.

وفي محاولة لإبقاء خطوط الاتصال الاستخباراتية مفتوحة بعد التوتر الذي شهدته العلاقات الأمريكية-الصينية في أعقاب أزمة بالون التجسس الصيني، وفي وقت تختلف فيه الدولتان بشكل متزايد حول تايوان والحرب الروسية-الأوكرانية وقضايا اقتصادية وتكنولوجية، قام مدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز، الذي يصف الصين بأنها الأولوية الاستخباراتية الأولى للوكالة، برحلة سرية إلى الصين في مايو 2023.

وشهدت الأعوام الماضية زيادة في حدة التوتر بين واشنطن وبكين، مع اعتبار كل من الرئيسين السابق دونالد ترامب والحالي جو بايدن، أن الصين تشكل التهديد الأبرز على المدى الطويل لتفوق الولايات المتحدة عالميًا.

وسعت، إدارة بايدن في الآونة الأخيرة إلى تخفيف حدة التوتر مع الصين وإدارة التنافس بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

الرئيس الصيني ونظيرة الأمريكي