EN 
حالة من الحزن والأسى عمت داخل قلوب الكثيرين عقب الزلزال المدمر الذي ضرب دولة المغرب اليوم السبت بقوة 7 درجات عدة مدن مغربية، وأسفر عن الكثير من الضحايا والجرحى والمفقودين.
تضرر أكثر من 300 ألف شخص
وتشهد المنطقة المحيطة بنا والتي تتشارك معنا في مياه المتوسط عاصفة كبرى من الهزات الأرضية، والتي تتفاوت قوتها ما بين 6.8 إلى 7.8 درجات على مقياس/ ريختر، بدأت في فبراير الماضي عندما ضرب زلزال مدمر كل من تركيا وسوريا بقوة بلغت 7.8 درجة، وهو أحد أكثر الزلازل دموية في هذا القرن، حيث أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 55 ألف شخص، وفقا للسلطات.
وارتفعت الحصيلة الأولية للزلزال الذي ضرب المغرب، ليل الجمعة - السبت، إلى 1037 قتيلا و 1204 جريحا.
وقالت منظمة الصحة العالمية: "يعرب عن خالص تعازيه ودعمه لشعب المغرب المتضرر من الزلزال المأساوي الذي ضرب يوم 8 سبتمبر، وأدى إلى مقتل المئات وتضرر أكثر من 300 ألف شخص في مراكش والمناطق المحيطة بها".
وكان مركز الهزة الأرضية في جماعة "إجيل" بإقليم الحوز، حيث كانت بداية وقوع الزلزال عند الساعة 11 مساء بالتوقيت المحلي للمغرب من ليلة السبت، فيما أفاد المعهد الوطني للجيوفيزياء في المغرب، أنه تم تسجيل زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر بإقليم الحوز، وسط البلاد.
بينما قالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، إن زلزالا قويا بقوة 6.8 درجة ضرب وسط المغرب، مضيفة أن مركز الزلزال كان على بعد 71 كيلومتراً، جنوب غربي مراكش، وعلى عمق 18.5 كيلومتراً.
وأشار المعهد الوطني للجيوفيزياء، أن الهزات الارتدادية، عقب الزلزال الذي ضرب المغرب، يمكن أن تتواصل، مضيفاً أنه "يُنتظر أن تتواصل الهزات الارتدادية بضعة أيام أو بضعة أسابيع قبل أن تختفي"، وفق وسائل إعلام مغربية.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد الضحايا بينما يكافح رجال الإنقاذ للوصول إلى المناطق النائية الأكثر تضررا.
وقال رئيس بلدة قريبة من مركز الزلزال لموقع إم 2 الإخباري المغربي، إن عدة منازل في البلدات المجاورة انهارت جزئيا أو كليا، وانقطعت الكهرباء والطرق في بعض الأماكن.
وأوضح عبد الرحيم يت داود، رئيس بلدة طلعت نعقوب، أن السلطات تعمل على تطهير الطرق في ولاية الحوز للسماح بمرور سيارات الإسعاف والمساعدات للسكان المتضررين، لكنه قال إن المسافات الكبيرة بين القرى الجبلية تعني أن الأمر سيستغرق وقتا لمعرفة مدى الضرر.
وتعرض مسجد الكتبية الشهير، الذي بني في القرن الثاني عشر، لأضرار، لكن لم يتضح حجمها على الفور. تُعرف مئذنتها التي يبلغ ارتفاعها 69 مترًا (226 قدمًا) باسم "سقف مراكش".
ونشر مغاربة مقاطع مصورة تظهر تضرر أجزاء من الأسوار الحمراء الشهيرة التي تحيط بالمدينة القديمة في مراكش، المدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي.
كما انقطع الاتصال بالإنترنت في مراكش بسبب انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة - وفقًا لموقع NetBlocks العالمي لمراقبة الإنترنت.
وشعر بالزلزال مناطق بعيدة مثل البرتغال والجزائر، وفقا للمعهد البرتغالي للبحر والغلاف الجوي ووكالة الدفاع المدني الجزائرية، التي تشرف على الاستجابة لحالات الطوارئ.
وقُتل ما لا يقل عن 628 شخصاً وأصيب 926 آخرون عندما ضرب زلزال الحسيمة شمالي شرق المغرب في عام 2004، كما أدى زلزال الأصنام بقوة 7.3 درجة الذي ضرب الجزائر المجاورة عام 1980، إلى مقتل 2500 شخص وتشريد ما لا يقل عن 300 ألف شخص.
موقف مصر من الزلزال
فيما أكد الدكتور شريف الهادي رئيس قسم الزلازل بمعهد الفلك ورئيس الشبكة القومية للزلازل، أن زلزال المغرب حدث في منطقة نشطة زلزاليا في فالق صخرى، موضحا أن الحزام الزلزالى لزلزال المغرب بعيد عن مصر كل البعد.
وأضاف رئيس قسم الزلازل بمعهد الفلك ورئيس الشبكة القومية للزلازل ، خلال مؤتمر صحفى للمعهد القومي للبحوث الفلكية، لشرح الوضع الزلزالي في المغرب، بمشاركة الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد، أنه من المتوقع حدوث هزات ارتدادية لزلزال المغرب ولكنها ليست بنفس القوة وستكون أقل.
وأشار إلى أن هذا الزلزال ليس له أي علاقة بهزات تركيا، فزلزال تركيا كان أضعاف هذا الزلزال في القوة، وهذا الزلزال أقل بكثير من الدمار الذى سببه زلزال تركيا.
فيما قال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، إن منطقة مراكش واحدة من المناطق الجيولوجية والزلزال الذي ضربها قوته متوسطة وهي 7 درجات على مقياس ريختر، لافتا إلى أنه يعتبر واحد من أكبر الزلازل التى ضربت المغرب خلال الـ 50 سنة الأخيرة.
وتابع: منطقة مراكش منطقة تتميز بأنها ذات مبان قديمة تاريخيا تم إنشاؤها دون اتباع كود زلزالي، مضيفا: المباني معظمها من الطوب اللبن مما ساعد في عملية التصدع والانهيارات، موضحا أن منطقة الزلزال منطقة جبلية وهناك انزلاقات صخرية قد تفاقم من عدد الضحايا، متمنا الشفاء العاجل للمصابين.
ويشار إلى أنه قد أعربت جمهورية مصر العربية، في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم السبت، عن خالص تعازيها للمملكة المغربية الشقيقة في ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب عدداً من الأقاليم والمدن المغربية مساء أمس الجمعة الموافق ٨ سبتمبر الجاري، مما أسفر عن سقوط مئات الضحايا والمصابين، ووقوع خسائر مادية كبيرة.
وأكدت مصر على تضامنها الكامل مع المملكة المغربية، حكومةً وشعباً، في مواجهة الآثار المدمرة لهذا الحادث المروع والمصاب الأليم، ومواساتها لأسر الضحايا من أبناء شعب المملكة المغربية الشقيق، داعيةً المولى عز وجل أن يتغمدهم برحمته، ومتمنيةً الشفاء العاجل لكافة المُصابين.
وقالت السفيرة سها جندي، في بيان، إنها على تواصل على مدار الساعة مع سفير مصر في المغرب والسفارة المصرية والجالية هناك؛ للاطمئنان على سلامة وأحوال المصريين هناك.
وأضافت أنه لا توجد حتى الآن أي بلاغات عن ضحايا أو مصابين مصريين وأحوال الجالية جيدة ومستقرة ويتم متابعتها أولًا بأول، وهو ما نحمد الله عليه وندعو للجميع بالسلامة.
وتابعت الوزيرة سها جندي أن الأنباء الواردة من المغرب سجلت أن جميع الضحايا حتى الآن ممن يقطنون المناطق النائية والجبلية حول أغادير ومراكش، موضحة أن هناك نقاط اتصال في كافة المدن المغربية تقوم بموافاة السفارة المصرية بكل التطورات التي تخص الجالية المصرية.
وأشارت الوزيرة إلى أن المصريين في المغرب يتركزون في عدد من المدن، تتصدرها، الدار البيضاء باعتبارها العاصمة الاقتصادية وتتوافر بها فرص العمل، وفي طنجة حيث يوجد الميناء على البحر المتوسط، وفي الرباط والمدن المحيطة بها باعتبارها العاصمة السياسية، ويقيم 10 أشخاص مصريين في مراكش، تم الاطمئنان عليهم وجميعهم بخير حتى الآن.
وأشارت إلى أن وزارة الهجرة، تتابع الموقف على مدار الساعة، من خلال غرفة عملياتها؛ للاطمئنان على أبنائنا في المغرب، وتتمنى للجميع السلامة والأمان.
يذكر أن خبير الزلازل الهولندي فرانك هوجربيتس، قد حذر يوم 31 أغسطس الماضي من وقوع زلزال كبير، أي قبل زلزال المغرب بثمانية أيام فقط.
تنبؤات العالم الهولندي
ونشر الخبير الهولندي، الذي يعمل في الهيئة الجيولوجية SSGEOSK، تغريدة على منصة x، قائلا إن هذه الفترة تشهد هندسة كوكبية حرجة، بسبب الاصطفاف بين الأرض وكل من كوكبي المريخ ونبتون، وكذلك الهندسة القمرية مع نفس الكوكبين، الأمر الذي سيؤدي إلى هزات عنيفة، لكنه لم يحدد بدقة موضع الزلزال.
وسبق أن صدقت توقعات هوجربيتس عدة مرات، أبرزها الزلزال الكبير الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير الماضي، و لكن توقعاته صادفت الفشل في عدة مرات.
وعلقت الإعلامية عزة مصطفى، على زلزال المغرب المدمر، قائلة: "قوة زلزال المغرب مرعبة، وصلت إلى 7.2 درجة على مقياس ريختر".
وأضافت "مصطفى" في برنامج "صالة التحرير" المذاع على قناة "صدى البلد": "رأينا مشاهد مرعبة من الزلزال، ومفيش أبشع من هذا الزلزال".
وتابعت "مصطفى": "زلزال المغرب مدمر بشكل غير طبيعي"، متابعة: "أرجو من المسؤولين في مصر، سرعة التحرك؛ لفحص المنازل القديمة، تحسبا لحدوث أي زلزال".
ولفتت الإعلامية الكبيرة: "خلال الأشهر الماضية سقطت عقارات قدمية في مصر بدون زلزال، وسنجد أنها عقارات كثيرة".
وأكملت "مصطفى": "لا توجد دولة بعيدة عن حدوث زلزال قوي ومدمر فيها، ومن الضروري اتخاذ إجراءات فحص للمنازل والعقارات القديمة"، مختتمة: "أناشد المسؤولين في مصر، بسرعة التحرك؛ لمتابعة وفحص العقارات القديمة".
