الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عيون مصر الساهرة تتحرك لإعادة الحياة لدرنة.. 5 مشاهد مضيئة تعرف عليها

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي

كشف الكارثة الإنسانية التي تعرضت لها مدينة درنة شرقي ليبيا جراء إعصار دانيال عن الدور الكبير الذي تلعبه مصر، حيث كانت وما زالت القاهرة من أولي المدن العربية التي تهب لتقدم يد العون إلى الأشقاء، بتوجيهات من القيادة المصرية وبما يبرهن على موقف مصر وحرصها المستمر على مساندة كافة الأشقاء في الوطن العربي.

مساندة درنة الليبية 

ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي في سبيل دعم الأشقاء بالمناطق المنكوبة في شرقي ليبيا خاصة داخل مدينة درنة بإقامة معسكرات إيواء بالمنطقة الغربية العسكرية للمتضررين من أشقائنا الليبيين الذين فقدوا ديارهم.

وتقدم الرئيس السيسي بخالص العزاء لأسر الضحايا من المواطنين المصريين المتوفين في مدينة درنة شرقي ليبيا جراء الإعصار والفيضانات، موجها بتوفير إعانات عاجلة لأسرهم، ومقدما الشكر لأجهزة الدولة، ول اسيما القوات المسلحة، على الجهود الدؤوبة وسرعة التنسيق مع الأشقاء فى ليبيا والمغرب للوقوف بجانبهم فى هذه المحنة الأليمة.

وشهد الرئيس السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، اصطفاف معدات الدعم والإغاثة والمساعدات الإنسانية للأشقاء في ليبيا.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي بأن الرئيس السيسي أكد تضامن مصر الكامل ووقوفها بجانب الأشقاء في ليبيا في مواجهة تداعيات الكارثة الإنسانية التي خلفها إعصار دانيال، مشدداً على أن مصر لن تدخر جهداً في دعم الأشقاء الليبيين وتقديم جميع صور الإغاثة والمساندة بكافة السبل والوسائل، ومتقدماً بخالص التعازي باسمه واسم الشعب المصري في الضحايا من الأشقاء في ليبيا.

من جانبه؛ أعرب رئيس المجلس الرئاسي الليبي عن خالص تقدير ليبيا حكومةً وشعباً للمساندة المصرية الصادقة، مثمناً في هذا الخصوص الجهود المصرية الحثيثة في دعم ليبيا في مواجهة هذه الأزمة غير المسبوقة، وتوجيهات الرئيس السيسي للقوات المسلحة المصرية لتقديم الدعم الفوري، من أطقم إغاثة ومعدات إنقاذ ومعسكرات إيواء للمتضررين، وذلك في إطار علاقات الأخوّة التاريخية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين.

وكان الرئيس السيسي تقدم بخالص التعازي باسمه واسم الشعب المصري في ضحايا الكارثة الإنسانية في المغرب وليبيا، موجهًا القوات المسلحة بتقديم الدعم الفوري والإغاثة الإنسانية، جوا وبحرا وبرا، للأشقاء في البلدين، موكدا تضامن مصر الكامل ودعمها المستمر للأشقاء.

وأصدر الرئيس السيسى توجيهاته للحكومة والأجهزة المعنية بالدولة باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتقديم الدعم والمساندة للأشقاء في المغرب وليبيا، مشيراً إلى أنه يتابع أعمال التنسيق بين الجهات المعنية في مصر، بشأن تقديم المساعدات للأشقاء في البلدين، مؤكدًا أن ما يهمه هو أن يبقى على المطالب التي ستقدم تيسير أو تسهيل لتخفيف الكارثة الموجودة، إذا كان أطقم إغاثة، أطقم إنقاذ  معدات مطلوبة، معسكرات إيواء.

وأضاف الرئيس السيسي خلال اجتماعه مع قادة القوات المسلحة لتقديم المساعدات لأشقاء في البلدين، أن "هناك 7 طائرات تم تحريكها، وبالنسبة لليبيا اتصور أننا محتاجين نقدم الإعانة لأن حجم الضرر الناجم عن الفيضانات ضخم جدًا، والمعلومات الواردة تحتاج لتحركنا بكل القدرات، وقدرات الجيش قوية وقادرة".

وتابع رئيس الجمهورية: "ننسق مع الجيش الليبي ونتحرك سواء فيه فرصة للدخول برا أو بالقوات البحرية أو الجوية أيهما أسرع، ونحن نحتاج إلى تقديم معدات مهندسين، وتواصلت مع قائد المنطقة الغربية، وقال إن هناك إجراء عاجلا ممكنا يتم، لكن نحن نحتاج إلى دعم قوي، لإن أشقائنا مشغولين في ظروفهم، ودي مهم ولازم كلنا نقف كقوات مسلحة، وفيه ثقة كبيرة في الإمكانيات والقدرات وحتى في الشعب المصري، وهذا جهد متواضع وتعبير رمزي للمشاركة في الأحداث اللي تمت، واسمحولي نعلن الحداد 3 أيام للمشاركة في أحزان ومواساة الأشقاء".

وأعلنت محافظة القاهرة، الثلاثاء، حالة الحداد بتنكيس الأعلام بديوان عام المحافظة والأجهزة التنفيذية التابعة لها لمدة 3 أيام، حيث جاء ذلك تنفيذا لقرار رئاسة الجمهورية بإعلان حالة الحداد على مستوى الجمهورية تضامنا مع الأشقاء في المغرب وليبيا، في ضحايا الكارثة الإنسانية الناتجة عن الزلزال والإعصار.

وسبق أعلن العقيد أركان حرب غريب حافظ المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة عن وصول الفريق أسامة عسكر رئيس أركان حرب القوات المسلحة، إلى ليبيا على رأس وفد عسكري مصري، موضحاً أنه يعمل على التنسيق لتقديم كافة أوجه الدعم اللوجيستي والإغاثة الإنسانية العاجلة بالتعاون مع الأجهزة والمؤسسات الليبية المختصة وفقاً لإحتياجاتها، مؤكداً أن ذلك يأتي في إطار مواجهة التداعيات المترتبة على الإعصار مع فتح جسر جوي لنقل الدعم اللوجستي يبدء بإيفاد 3 طائرات عسكرية تحمل على متنها مواد طبية وغذائية و25 طاقم إنقاذ مزود بكافة المعدات الفنية اللازمة إضافة إلى طائرة أخرى لتنفيذ أعمال الإخلاء الطبى للشهداء والمصابين.

وعلق الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، على المساعدات التي تقدمها مصر للمغرب وليبيا في الأزمات والكوارث الطبيعية التي تعرضت لها، مؤكدا أن مصر لا تترك أي دولة عربية تتعرض لأزمة أو نكبة إلا وتهرع لمساعدتها.

وأضاف خلال لقاء خاص له ببرنامج "يحدث في مصر"، تقديم الإعلامي شريف عامر، والمذاع على قناة "إم بي سي مصر"، الثلاثاء، أن المساعدات التي تقدمها مصر لكلا من المغرب وليبيا، سيحسب لها في ميزان الريادة؛ لأنها تقف بجوار الأشقاء في الكوارث والأزمات، منوها بأن تعرض سوريا وتركيا للزلزال المدمر، كان بداية للانفتاح المصري التركي، والاتصال الهاتفي من الرئيس السيسي بنظيره التركي وإعلانه التضامن مع بلاده.

وأوضح أن هذه الأحداث كانت بداية تلتها عدة لقاءات، أذابت الجليد بين البلدين، مشيرا إلى أن دبلوماسية الكوارث تعمل نقلة مفاجئة من الممكن أن تغير الأوضاع، مثلما حدث في زلزال سوريا الذي غير موقف الدول العربية وجعلها دولة تعود إلى الحاضنة العربية.

وأشار إلى أن الدولة الليبية محسوبة تاريخيا على الجوار المصري، لذلك التقارب الجغرافي يولد في بعض الأحيان اهتماما أكثر، منوها بضرورة وقوف مصر بجانب الأشقاء في ليبيا، مؤكداً أن ما يحدث في ليبيا قد يكون إنذارا للشعب الليبي والخلافات الدائمة وعدم الاستقرار لكي يبحث في مشاكله الحقيقية والتحديات والكوارث التي تأتيه من كل جانب، وقد يكون بمثابة صفعة للإفاقة.

المغرب بعد الزلزل

ولم يقتصر دعم مصر لليبيا فقط، بل قدمت مساعدات لكافة الأشقاء، وظهر دعم مصر للمغرب الشقيقة بعد جراء كارثة الزلازل المدمر حيث خصصت وزارة الأوقاف 30 مليون جنيه من مواردها الذاتية للإسهام فى المساعدات التى تقدمها مصر لدول ليبيا والمغرب وسلوفينيا، والتى شهدت كوارث طبيعية تنوَّعت ما بين زلازل وفيضانات.

وأوضحت الوزارة فى بيان الثلاثاء، أنه "جرى تخصيص 10 ملايين جنيه ضمن المساعدات الموجهة لأشقائنا فى دولة ليبيا جراء الإعصار القاسى الذى ضرب بعض مناطقها، كما تم تخصيص 10 ملايين جنيه أخرى ضمن المساعدات الموجهة لأشقائنا فى دولة المغرب جراء الزلزال الذى ضرب بعض مناطقها، و10 ملايين ثالثة لدولة سلوفينيا جراء الفيضانات التى ضربت البلاد، وذلك فى إطار جهود الدولة المصرية فى مساعدات الدول الشقيقة والصديقة التى تعرضت أو تتعرض لحوادث أو نكبات طارئة".

وأكدت الوزارة أنه "آن الأوان لوضع مخرجات مؤتمر المناخ بمدينة شرم الشيخ موضع التنفيذ، وتضافر الجهود الدولية لمواجهة تحديات التغيرات المناخية وآثارها المدمرة التى أخذت تضرب بشراسة مناطق واسعة من الكرة الأرضية وتهدد كثيرًا من دول المعمورة تهديدًا غير مسبوق، مما يجعل مواجهة آثار التغيرات المناخية والعمل على الحد من تعدياتها والعوامل المؤثرة فى ذلك واجبًا حتميًّا، على الجميع أن يتعاونوا فيه، وبخاصة الدول الكبرى ذات التأثير الكبير فى العوامل المؤثرة فى ذلك".

ومن جانبه، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، المحلل السياسي، إن مصر لها دور بارز في القضايا العربية والدولية وتحركاتها لا تكون إلا لخدمة العرب، حيث إن الدائرة العربية شكلت إحدى الدوائر الأساسية في السياسة الخارجية المصرية في عهد الرئيس السيسي، وأولت مصر الاهتمام بعلاقاتها العربية من خلال مسارين الأول وهو تنقية الأجواء العربية وبلورة المواقف العربية من أجل إيجاد موقف عربي موحد إزاء التحديات الداخلية والخارجية.

وأضاف سيد أحمد في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن القاهرة تلعب دوراً مهما مع أشقائها، كما تلعب دور أساسيا في حل وتصفية المشكلات العربية، وتوحيد آراء العرب من خلال اللقاءات التي كانت القاهرة القاسم المشترك فيها، لافتاً وتعمل مصر على تعزيز العلاقات في مواجهة التحديات مثل الإرهاب والفكر المتطرف والهجرة غير المشروعة وتسوية الأزمات العربية وتعظيم الدور العربي في إدارة الحروب والأزمات العربية في سوريا واليمن وليبيا والسودان.

وأشار المحل السياسي، أن استضافة مصر لمؤتمر دول جوار السودان عكس الدور العربي المصري في دعم القضايا العربية ودعم الشعب السوداني والحفاظ على وحدة الدولة السودانية.

وهناك تحركات مصرية حثيثة لدعم الأشقاء في السودان، حيث شهد البلد العربي الشقيق منذ اندلاع الاشتباكات والحرب الدائرة بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تضامنا واسعا من قبل القاهرة، وعملت مصر على تقديم المساعدات الطبية والعلاجية والإغاثية، بجانب استقبال اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب هناك.

وفي يونيو الماضي وتنفيذا لتوجيهات الرئيس السيسي، وصلت سفينة إمداد مصرية تابعة للقوات البحرية المصرية إلى ميناء بورتسودان بالسودان محمل عليها مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية من مواد غذائية وإعاشية ومستلزمات طبية مقدمة من وزارتي الدفاع والتضامن الاجتماعى وجمعية الهلال الأحمر المصرية وبيت الزكاة والصدقات المصري، وتم دفع تلك المساعدات إلى المناطق المنكوبة والأكثر احتياجاً.

هذا بجانب دورها في دعم السودان في أزمات سابقة مثل الفيضانات والسيول التي تعرض لها وكذلك دعمه في مواجهة تداعيات كورونا عبر تقديم المساعدات الطبية اللازمة.

ودعمت مصر  سوريا لمواجهة تداعيات الزلزال أيضا، حيث كانت سوريا من بين الدول التي حظيت بدعم مصر الإنساني على الدوام السنوات الماضية من خلال المساعدات الإنسانية،  واستضافة مئات الآلاف من اللاجئين السوريين وتقديم كافة اوجه الدعم اللازم لهم سواء صحيا أو تعليما وغيرها من مجالات الدعم.

وكانت مصر من أوائل الداعمين لسوريا في فبراير الماضي حينما تعرضت لزلزال مدمر ضربة الأراضي السورية والتركية، حيث قدمت مصر مساعدات إغاثية وطبية عاجلة بجانب المساعدة في إنقاذ الضحايا الذين سقطوا جراء الزلزال المدمر.

من جانبه قال الدكتور طارق البرديسي خبير العلاقات الدولي، إن مصر سباقة في تقديم يد العون للجميع في الكوارث والأزمات وتعتبر أمن الأشقاء من أمنها القومي، ومصر كانت سباقة في مساعدة الدول العربية في فترات الكوارث والنكبات مثلما حدث في واقعة الزلزال بسوريا فضلا عن الدول غير العربية مثل تركيا، مشيراً إلى أن الرئاسة المصرية تؤكد أن مصر دوما تتضامن مع أشقائها في الكوارث الطبيعية والإنسانية، لافتا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه القوات المسلحة بتيسير جسر جوي وبحري لتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية للدول العربية خاصة فيما يتعلق بالكوارث الطبيعية في كلا من المغرب وليبيا.

وأضاف البرديسي في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن التحرك المصري السريع جاء قبل أي تحركات دولية أو إقليمية يأتي في إطار العلاقات التاريخية والعميقة بين مصر ومحيطها العربي وعمقها التاريخي وقوة ومتانة تلك العلاقات، مؤكداً أن إعلان الحداد لمدة 3 أيام يؤكد أن مصر جزء مهم من الوطن العربي وعلاقاته مع دولتنا ليست عادية، فالرئيس السيسي وصف علاقات مصر بالدول العربية بكونها علاقات أشقاء وأخوة، ومصر لا تنسى أبدا وقوف الدول العربية بجانبها في كل الأوقات والتحديات خاصة بعد أحداث 2011»، مشيرا إلى أن الدولة المصرية وضعت انتماءها العربي في قمة الأولويات".

وتابع: الرؤية والتحرك المصري في دعم الأشقاء في المغرب ودرنة الليبية جاء أسرع من التحرك الدولي، الذي مازال يبحث عن آلية لمساعدة الأشقاء في حين أن الدولة المصرية بتوجيهات من الرئيس السيسي اتخذت خطوات عملية على أرض الواقع في كل من ليبيا والمغرب من أجل الوقوف بجانب الأشقاء.

وأوضح أن مصر تلعب دورا هاما فى المنطقة وتستند السياسة الخارجية المصرية تجاه الأزمات فى المنطقة العربية إلى عدة مرتكزات، تتلخص فى الحفاظ على الأمن القومى المصرى وما تمثله تلك الملفات من تهديد لأمن واستقرار مصر بالإضافة إلى الالتزام التاريخى لمصر تجاه الدول العربية والدعم والمساندة طوال الوقت، منتقداً التقاعس الدولي والتباطؤ الشديد في تقديم المساعدات للأشقاء في ليبيا  والمغرب.


-