الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هجوم عسكري وتدخل دولي واسع.. ماذا يجري بين أذربيجان وأرمينيا في كاراباخ؟

أرمينيا وأذربيجان
أرمينيا وأذربيجان

تجددت الاشتباكات في إقليم ناجورنو كاراباخ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا، أمس الثلاثاء، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أنها ستطلق ما وصفته بـ "إجراءات محلية لمكافحة الإرهاب" في الإقليم، وطالبت بانسحاب القوات الأرمينية من المنطقة.

ومنذ ذلك الوقت بدأت القوات الأذربيجانية في الهجوم على المقرات والقوات الأرمينية المتواجدة في إقليم ناجورنو كاراباخ مما أدي إلى تدمير عشرات المركبات الأرمينية التابعة للجيش ومقتل العشرات من القوات الأرمينية والمدنيين.

خسائر الجيش الأرميني

وعلى إثر هذه الهجوم، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأذربيجانية أنار إيفازوف، الثلاثاء، إن الجيش الأذربيجاني دمر العشرات من المركبات القتالية وأنظمة المدفعية الأرمينية في ناجورنو كاراباخ.

وأضاف إيفازوف في بيان له: "نتيجة لعمليات مكافحة الإرهاب المحلية التي نفذها الجيش الأذربيجاني في كاراباخ، تم تدمير ما يصل إلى 20 مركبة قتالية، وما يصل إلى 40 نظام مدفعية، وحوالي 30 قذيفة هاون، ومنظومتين لإطلاق الصواريخ المتعددة، و6 أنظمة حرب إلكترونية من طراز مورتيرا للأرمينية".

وبحسب المتحدث باسم الدفاع الأذربيجاني، فإن القوات الأذربيجانية تستهدف فقط منشآت البنية التحتية العسكرية، مشددا على أن "المدنيين والمنشآت المدنية ليسوا أهدافنا".

رد الفعل الأرميني

ومن جانبها، أعلنت أعلنت السلطات الموالية لـ أرمينيا، الثلاثاء، في ناجورني كاراباج، استهداف عاصمة الإقليم ومدن أخرى "بإطلاق نار كثيف".

وأعلنت السلطات الأرمينية عقد اجتماع عاجل لـ مجلس الأمن الأرميني للوقوف على آخر تطورات الأوضاع في ناجورني كاراباج.

كما عقد وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان، اجتماع مع نظيرة الإيراني حسين أمير عبداللهيان على هامش دورة الجمعية العامة لـ الأمم المتحدة في نيويورك.

وخلال الاجتماع، تناول الجانبان تطورات الوضع في إقليم ناجورني كاراباج بعد الهجوم الأذربيجاني عليه.

كما خرجت العديد من المظاهرات في العاصمة الأرمينية يريفان، للاحتجاج على الأوضاع في إقليم ناجورنو كاراباخ المتنازع عليه مع أذربيجان، وتحولت المظاهرات إلى اشتباكات مع قوات الأمن حول مبني مجلس الوزراء الأرميني.

وشملت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن حول مبني مجلس الوزراء الأرميني، إلقاء الزجاجات على الشرطة، ومن جانبها حثت الشرطة الأرمينية المتظاهرين على التزام الهدوء والامتناع عن استخدام القوة.

روسيا تدخل على خط الصراع

ومنذ بداية الضربات الأذربيجانية على إقليم ناجورني كاراباج، دخلت روسيا على خط الصراع وذلك لأن موسكو تضع قوات لحفظ السلام تابعة لها في الإقليم؛ لمتابعة أي اختراقات لوقف إطلاق النار الموقع بين أرمينيا وأذربيجان. 

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا إن روسيا تشعر بالقلق إزاء التصعيد الحاد للوضع في ناجورنو كاراباخ.

وأضافت: "نحن على اتصال مع جميع الأطراف، والمهمة ليست مجرد الحث، بل يجب منع إراقة الدماء وإقناع الأطراف بضرورة الامتثال، مع كل الاتفاقيات القانونية والتشريعية التي تشكل خطة حقيقية، وخريطة طريق حقيقية للسلام".

وأشارت المتحدثة بإسم الخارجية الروسية، أن قوات حفظ السلام الروسية تنفذ التزاماتها بضمير حي منذ فترة طويلة، مشيرة إلى أن موسكو لن تترك الدول الصديقة في ورطة أبدًا.

كما قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن قوات حفظ السلام الروسية في ناجورنو كاراباخ تواصل القيام بعملها، لكن الوضع في المنطقة لا يزال صعبًا.

وأضاف بيسكوف في تصريحات لوسائل الإعلام، أن قوات حفظ السلام الروسية تقوم بمهامها، لكن الوضع لا يزال غير مستقر".

وأشار بيسكوف إلى أنه "لسوء الحظ، نرى أن التصاعد الحالي في التوترات واستئناف الأعمال العدائية يشكل تحديا خطيرا وتهديدا خطيرا أولا وقبل كل شيء للمدنيين".

وردا على سؤال حول إمكانية زيادة عدد قوات حفظ السلام الروسية، قال بيسكوف إن "المقترحات تتم من قبل قادتنا العسكريين، وهذا موضوع يجب تنسيقه مع جميع الدول".

ولفت المتحدث باسم الكرملين الانتباه إلى أن المتخصصين العسكريين وحدهم هم الذين يمكنهم القول ما إذا كانت هذه الزيادة في القوة ممكنة أم لا.

وأكد بيسكوف: "أكرر مرة أخرى: يواصل جيشنا عمله من أجل إعادة السلام إلى هذه المنطقة حقًا".

قوات حفظ السلام الروسية في كاراباخ

وبدورها، بدأت قوات حفظ السلام الروسية في ناجورنو كاراباخ عملية إجلاء السكان المدنيين في المنطقة من المناطق الأكثر خطورة وتقديم الرعاية الطبية للضحايا.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، أن قوات حفظ السلام الروسية تقوم بإجلاء أكثر من 2000 مدني من إقليم ناجورنو كاراباخ.

كما أعلنت الوزارة أن قوات حفظ السلام الروسية في ناجورنو كاراباخ سجلت العديد من انتهاكات وقف إطلاق النار من جانب أذربيجان.

ووفقا لها، قامت قوات حفظ السلام الروسية بترتيب إجلاء المدنيين من المناطق الأكثر تعرضًا للخطر في ناجورنو كاراباخ وتقديم المساعدة الطبية للجرحى، حيث تم إجلاء 469 شخصا من بينهم 185 طفلا، إلى حامية وحدة حفظ السلام الروسية، كما قدمت الفرقة الطبية للأغراض الخاصة الإسعافات الأولية لـ 9 جرحى مدنيين، بينهم 4 أطفال.

ومن جانبها، أفادت وكالة أرمنبريس للأنباء نقلاً عن بيانات مفوض حقوق الإنسان في ناجورنو كاراباخ جيجام ستيبانيان، أن ما لا يقل عن 7 مدنيين لقوا حتفهم وأصيب 35 آخرون نتيجة العمليات العسكرية الأذربيجانية في ناجورنو كاراباخ.

وقالت الوكالة: "أصيب 35 مدنيا في ناجورنو كاراباخ وهم 13 طفلا و15 امرأة و7 رجال، وتوفي 7 مدنيين".

رد الفعل الدولي 

دعا الأمين العام لـ الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إلى وقف فوري للقتال في ناجورني قره باج، حيث شنت أذربيجان عملية عسكرية ضد القوات الانفصالية التابعة لـ أرمينيا.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن "جوتيريش يدعو بأشد العبارات إلى الوقف الفوري للقتال والتصعيد والالتزام الصارم بوقف إطلاق النار لعام 2020 ومبادئ القانون الإنساني الدولي".

ومن جهته، أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اتصالًا بالرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرميني باشينيان، لبحث وقف الأعمال العسكرية في ناجورني قره باج فورًا.

وقالت الخارجية الأمريكية في بيان إن بلينكن أكد لرئيس وزراء أرمينيا خلال اتصال هاتفي دعم الولايات المتحدة لسيادة أرمينيا ووحدة أراضيها.

وأضافت أن بلينكن دعا الرئيس الأذربيجاني خلال اتصال هاتفي لوقف الأعمال العسكرية في ناجورني قره باج فورًا وتهدئة الوضع.

وتابعت الخارجية الأمريكية أن الوزير بلينكن أكد للرئيس الأذربيجاني أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في ناجورني قره باج، مطالبًا باكو ويريفان باستئناف الحوار لحل الخلافات.

 

كما طالبت وزارة الخارجية الفرنسية بعقد اجتماع طارئ لـ مجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع المتوتر في منطقة ناجورنو كاراباخ، الحدودية بين أرمينيا وأذربيجان.

 

أما عن تركيا، فقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إن ناجورنو كاراباخ أرض أذربيجانية، ولن يُقبل فرض أي وضع آخر.

 

وفي صربيا، قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، الثلاثاء، إن صربيا تدعم وحدة أراضي الدول لكنها تدعو إلى تجنب الصراعات المسلحة.

وأوضح فوتشيتش على هامش اجتماعات الجمعية العامة لـ الأمم المتحدة: "تدعم صربيا سلامة أراضي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وآمل أن يتم احترام هذا المبدأ دائما"، لافتا إلى أنه "من الضروري تجنب الحرب".

 

كما علقت إيران على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني قائلا، إن إيران تعترف بـ ناجورنو كاراباخ كجزء من أذربيجان لكنها تدعو إلى حل المشاكل من خلال الحوار.

وأوضح كنعاني عبر قناة التليجرام الخاصة بـ وزارة الخارجية الإيرانية، أن إيران تعتبر ناجورنو كاراباخ جزءًا من أذربيجان، لافته إلى أن مشاكلها، بما في ذلك تلك المتعلقة بحقوق وأمن مواطنيها، يجب حلها عن طريق الحوار.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، استعداد طهران لاستضافة اجتماع بصيغة 3+3 حول تسوية مشكلة قره باج.