الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤتمر دولي لإعادة الإعمار في ليبيا وهذا موقف مصر ونصيبها

مؤتمر دولي لإعادة
مؤتمر دولي لإعادة الإعمار بليبيا

يتواصل الدعم المقدم إلى ليبيا لمساعدة الناجين من كارثة العاصفة دانيال التي ضربت شرقي البلاد مؤخرا، وتحديدا مدينة درنة مخلفة دمارا هائلا في الممتلكات والأرواح.

الدولة المصرية كانت من أوائل الدول التي هبت بقوة لمساعدة الأشقاء في ليبيا، حيث أرسلت ثلاث طائرات عسكرية تحمل فرق إنقاذ ومساعدات طبية وخيم.

مصر وليبيا 

إعادة الإعمار في ليبيا

كما أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة أنها أمرت بإرسال قوافل محملة بأطنان من المساعدات الإنسانية ومواد الإعاشة وأطقم الإغاثة وعربات الإسعاف وأعداد كبيرة من المعدات الهندسية عن طريق البحر والبر.

ولا زالت تواصل فرق الإنقاذ والإغاثة المصرية عمليات انتشال جثامين ضحايا كارثة درنة التي أدت لوفاة وفقدان آلاف المواطنين الليبيين، وذلك وسط ترحيب كبير من أبناء الشعب الليبي بالتحرك المصري السريع والأبرز في تقديم المساعدة للأشقاء في منطقة الجبل الأخضر التي تضررت بشكل كبير من إعصار "دانيال" خاصة مدينة درنة شرقي البلاد.

ودعا رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، المجموعة الدولية، إلى عقد مؤتمر دولي لإعادة الإعمار في المناطق المنكوبة شرقي البلاد، والتي ضربتها العاصفة "دانيال" منذ أسبوعين.

ذكرت وكالة الأنباء الليبية، أمس، أن المنفي وجه رسالة إلى العالم من خلال الاجتماعات رفيعة المستوى التي تعقدها الجمعية العامة للأمم المتحدة، أوضح فيها حجم الكارثة والخسائر البشرية والمادية التي حلت بأهل المناطق المنكوبة شرق البلاد.

وناشد المنفي العالم لتحمل مسؤولياته تجاه ليبيا من خلال احتواء تداعيات ما بعد العاصفة، وعلى رأس ذلك الإجراءات الصحية اللازمة لحماية ما تبقى من سكان درنة، والمدن المجاورة من كارثة صحية حذر منها المختصون.

وأشاد المنفي، في رسالته، بالدول التي سارعت لتقديم المساعدة لليبيا، مؤكدا أن الكارثة أكبر من قدرات ليبيا التي "أرهقها التدخل الخارجي والانقسام السياسي".

رئيس المجلس الرئاسي الليبي

إعمار المناطق المنكوبة 

وكانت الحكومة الليبية المكلفة، قد دعت، الجمعة، من مجلس النواب، المجتمع الدولي للمشاركة في فاعليات مؤتمر "إعادة إعمار درنة" والمدن والمناطق المتضررة من الفيضانات في شرق ليبيا، والمقرر عقده في العاشر من شهر أكتوبر المقبل.

وذكرت وكالة الأنباء الليبية، أول أمس، أن الدعوة جاءت استجابة لرغبة أهالي مدينة درنة وكل المدن والمناطق المتضررة الذين طالبوا بأن تكون عملية إعادة الإعمار تحت اشراف وتنفيذ شركات عالمية قادرة عل تحقيق أعلى المعايير الحديثة للأمان والسلامة.

وطالبت الحكومة الليبية، المشاركين في المؤتمر بتقديم الرؤى الحديثة والسريعة لإعادة إعمار المدينة والمدن والمناطق المتضررة في شرق ليبيا، بما في ذلك إعادة بناء الطرق والسدود التي تحمي المدن والمناطق من أي كوارث طبيعية، مشيرة إلى أنها اتخذت كل ما يلزم من خطوات في ظل إمكاناتها المتاحة لمعالجة التداعيات المدمرة الناتجة عن كارثة السيول والفيضانات، والتي أدت لسقوط عدد كبير من الضحايا، وتدمير غير مسبوق في البنية التحتية لمدينة درنة والمناطق المجاورة لها.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، إنه من الطبيعي بعد ما حدث في "درنة" تكون هناك دعوة الي مؤتمر دولي من أجل إعادة الإعمار.

وأوضح عبد الفتاح ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن ذلك يتحقق من خلال المشاركة الكثيفة من قبل ممثلي دول العالم في هذا المؤتمر أو إعلانها تقديم المساعدات الممكنة والإسهامات المادية والتكنولوجية والفنية في هذا المجال.

فيضان ليبيا 

دور محوري من البداية 

وتابع: الأمم المتحدة ستساهم بجانب الدول العربية والإقليمية، ولكن مصر لها دور محوري لوجودها وحضورها من البداية في التعاطي مع تداعيات السيول من خلال الإمكانات والأجهزة والدعم والخبرات، وأيضا يجب أن نشير الي أن مصر تتطلع الي إعادة إعمار ليبيا كاملة من خلال الشركات والعمالة المصرية والخبرات المصرية في مجال البنية التحتية والمشروعات التنموية.

وأكد الخبير في الشأن الليبي أن مسالة إعادة إعمار درنة بالنسبة لمصر هي بروفة لعملية الاعمار الشاملة التي تنتظر ليبيا في السنوات المقبلة بعد الانتخابات ووجود حكومة مركزية وانهاء المواجهات المسلحة وخروج المليشيات والانتقال من مرحلة الخلافات السياسية والصراعات العسكرية إلي الحوارات السياسية والانتخابات والاستقرار.

وأضاف أن لذلك مصر حاضرة في كل المواقف وفي كل المراحل وسيكون لها اسهام محوري في هذا المجال ونأمل أن تكون تداعيات أحداث درنة نقطة فاصلة لأنهاء الصراعات والخلافات السياسية وخاصة أن ما بين أسباب ارتفاع عدد ضحايا السيول والفيضانات في درنة وجود انقسام في الحكومة الليبية وانتشار الفساد وغياب التفاهمات السياسية وهذا ضعف من هذه المأساة ومن آثارها السلبية الخطيرة.

واختتم: لذلك يتعين على الشعب الليبي أن يدرك الوحدة والتفاهم والحوار ونبذ العنف والخلاف وهي الدعائم التي تقوم عليها الدولة الليبية موحدة ومستقرة في مقبل الأيام، والمجتمع الدولي لن يقف بجوار ليبيا ويدعمها إلا إذا أظهر الليبيون وحدةً وتماسكاً وتفاهماً وحرساً على بلادهم لأن المجتمع الدولي لن يكون احرص من الشعب الليبي من نفسه ولن يكون أحرص على وحدة ليبيا واستقرارها من الليبيبن أنفسهم.

الدكتور بشير عبد الفتاح 

نزوح أكثر من 43 ألف 

وكانت سيول وفيضانات غير مسبوقة ضربت المنطقة الشرقية من ليبيا، ما خلف آلاف الضحايا وتدمير المباني والممتلكات، وأعلنت السلطات الليبية جميع البلديات التي تعرضت للسيول والفيضانات مناطق منكوبة.

وفي سياق متصل، أعلن مركز طب الطوارئ والدعم التابع لحكومة الوحدة الوطنية الليبية، أول أمس الجمعة، عن انتشال 245 جثة بمدينة درنة، خلال يوم واحد، مع تواصل عمليات البحث والانتشال في عدة مواقع ساحلية، عقب الإعصار الذي اجتاح شرق البلاد.

وتتواصل عمليات البحث والانتشال خاصة في المناطق البحرية للمدينة منها ميناء درنة وبين الأودية والبرك المائية بالمدينة. وأشار المركز إلى أنه تلقى العديد من البلاغات بشأن وجود مفقودين، وأن الفرق تتحرك وفق هذه البلاغات بالتعاون مع العديد من الفرق منها المحلية والدولية.

ومن جهتها، كشفت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الانسانية، جورجيت جانيون، أن الفيضانات التي ضربت شرق ليبيا، تسببت في نزوح أكثر من 43 ألف شخص، يقيم معظمهم مع أقاربهم في المناطق المجاورة.

وأوضحت جانيون في بيان وزعه مكتب تنسيق الشؤون الانسانية للأمم المتحدة، بجنيف ونقلته مصادر إعلامية الجمعة، في اعقاب زيارة قامت بها لمدة يومين إلى مدينة بنغازي حيث التقت بالأسر التي اجتاحت الفيضانات منازلها في درنة، إثر الإعصار المدمر الذي ضرب المنطقة، أن الناجين يواجهون صدمة وعدم اليقين.

وشددت المسؤولة الأممية، على أولوية توفير الدعم النفسي والاجتماعي للآلاف من المتضررين لافتة في بيانها إلى أن وكالات الأمم المتحدة أطلقت نداء للحصول على 71,4 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الفورية لنحو 250 ألف شخص متضرر، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

فيضان ليبيا