الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليست الإسراء وحدها.. علي جمعة يكشف عن آية البشارة بزوال إسرائيل

آية البشارة بزوال
آية البشارة بزوال إسرائيل

آية البشارة بزوال إسرائيل هي واحدة من أكثر الأمور جدلًا خاصة بعد أن أثير على لسان عدد من المشككين في تفسير آيات سورة الإسراء بأنها متعلقة بأحداثٍ ماضية.

آية البشارة بزوال إسرائيل

يقول تعالى: «وَقَضَيْنَا إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً ۝ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مّفْعُولاً ۝ ثُمّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ۝ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوّلَ مَرّةٍ وَلِيُتَبّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً ۝ عَسَىَ رَبّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً » [سورة الإسراء:4-8].

وتساءل الشيخ محمد متولي الشعراوي وزير الأوقاف الأسبق، في تفسير آية سورة الإسراء «وقضينا إلى بني إسرائيل لتفسدن في الأرض مرتين»: وهل أفسد بنو إسرائيل في الأرض مرتين فقط؟، ليبين أن العلماء ذهبوا إلى أن المرتين حدثتا قبل الإسلام، مستدلين بأن المتأمل لسورة الإسراء يجدها قد ربطتهم بالإسلام، قائلًا "فيبدو أن المراد بالمرتين أحداثٌ حدثتْ منهم في حضْن الإسلام".

ووافق الشعراوي هذا الرأي مستدلًا بقوله تعالى: "فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا"، فقال "معلوم أن (إذَا) ظرف لما يستقبل من الزمان، فهذا دليل على أن أولى الإفسادتين لم تحدث بعد، فلا يستقيم القول بأن الفساد الأول جاء في قصة طالوت وجالوت، وأن الإفساد الثاني جاء في قصة بختنصر".

وقال إن قوله: "بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَآ" دليل آخر على أن الإفسادتين كانتا في حضن الإسلام "لأن كلمة {عِبَادًا} لا تطلق إلا على المؤمنين، أما جالوت الذي قتله طالوت، وبختنصر فهما كافران".

وأوضح في تفسيره أن وضع انتصار عباد الله عليهم لم يستمر لأن المسلمين تخلَّوْا عن منهج الله وتَنصَّلوا من كَوْنهم عبادًا لله، فدارت عليهم الدائرة، وتسلّط عليهم اليهود، وأنه بعد أن استحقوا أن يكونوا عبادًا لله بحق تراجعت كِفتهم وتخلَّوْا عن منهج ربهم، وتحاكموا إلى قوانين وضعية، فسلَّط عليهم عدوهم ليؤدّبهم، فأصبحتْ الغلبة لليهود".

وأكد أن العرب واسرائيل لم تدور بينهما حروب منذ عصر الرسول إلى أن حدث وَعْد بلفور، الذي أعطى لهم الحق في قيام دولتهم المزعومة في فلسطين، وكانت الكَرَّة لهم علينا في عام 1967، وأمدهم الله بالمال "حتى أصبحوا أصحاب رأس المال في العالم كله، وأمدّهم بالبنين الذين يُعلِّمونهم ويُثقّفونهم على أعلى المستويات، وفي كل المجالات".

وشدد الإمام على أن "اليهود ضعفاء في أنفسهم ولابد لهم لكي تقوم لهم قائمة من مساندة أنصارهم وأتباعهم من الدول الأخرى، وهذا واضح لا يحتاج إلى بيان منذ الخطوات الأولى لقيام دولتهم ووطنهم القومي المزعوم في فلسطين، وهذا معنى قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا}". وأوضح أن النفير المراد بها هنا الدول الكبرى التي ساندت اليهود وصادمت المسلمين.

واختتم الشعراوي تفسيره للآيات ببشرى من الله أن النصر عليهم لن يأتي إلا بعودة المسلمين عباد لله "ومازالت الكَرَّة لهم علينا، وسوف تظل إلى أنْ نعود كما كُنَّا، عبادًا لله مُسْتقيمين على منهجه، مُحكِّمين لكتابه، وهذا وَعْد سيتحقّق إنْ شاء الله، كما ذكرتْ الآية التالية: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا...}".

آية البشارة بزوال إسرائيل

بينما يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، في بيانه آية البشارة بزوال إسرائيل وذلك من خلال قول ربنا سبحانه وتعالى - يصف ما نعيش فيه في هذا العالم اليوم - وكأنها آيات نزلت إلينا الآن في هذه اللحظة وهذه السنة : {إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ }، فعلاً قلوبهم مُنْكرةٌ وهم مستكبرون، وسبب ذلك أنهم يريدون أن يعيشوا في الحياة الدنيا كما يشاءون لا كما يريد الله، فأنكروا أول ما أنكروا الآخرة نَحَّوْها من الطريق وعاشوا حياتهم، في شهواتهم، في قبائحهم، في شذوذهم، في خرابهم للأرض ، في تحطيمهم للإنسان، في كفرهم وإلحادهم ، فلا يروا إلا أنفسهم.

وتابع: {وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ * لَا جَرَمَ} - يعني حقاً – {لَا جَرَمَ} تركيب عربي معناه "حقًا" ، والحقُ هو الثابت وهو الحقيقة وهو اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى، {لَا جَرَمَ} يعني : حقاً { أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ } [النحل: 23] … ربُنا عز وجل لا يحب المستكبرين ، وهنا إخبار وإنشاء – الله لا يحب المستكبرين - حقيقة وضحها القرآن أجلى ما وضح، لا تكن أيها المؤمن من المستكبرين ولا من أتباع المستكبرين حتى لا تدخل في دائرة غضب الله عليك ، إياك إياك أن تتكبر على الخلق … دع عنك الخالق، من الذي يتكبر عليه!!! هم لا يستطيعون أن يتكبروا على الخالق ، ولكنهم قد نسوه وأخرجوه من حياتهم حتى تطمئن قلوبهم النجسة بحياتهم الدنيا من غير أن يلتفتوا إلى شيء غير ذلك.

وأوضح في بيانه آية البشارة بزوال إسرائيل: فيا أيها المسلم لا تتكبر {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ} وفي هذا بشرى للمؤمنين، إن رأيتم عدوكم ومن أراد إبادتكم ومن أراد هلاككم ومن أراد أن يتدخل بين عظامكم ولحمكم من المستكبرين، فاعلموا أنهم في دائرة غضب الله وأنهم يسيرون إلى الهلاك آجلاً أو عاجلاً هذه سنة الله في كونه، فتمسك أيها المؤمن بتواضعك لرب العالمين حيث تنتمي لأمة قد سجدت له سبحانه وتعالى دون سواها من الأمم، لا تتكبر حتى تكون في دائرة رحمة الله ونظره سبحانه وتعالى.